🖊ماجد الشويلي||
السمة البارزة في حركة الامام الحسين ع ونهضته وثورته ؛ أنه توجه لأقامة الدولة لتحقيق التغيير الحقيقي .
لقد ذهب باتجاه أقامة الحكومة الاسلامية كي يكون للامر بالمعروف والنهي عن المنكر أثره الذي ينشده .
كان يمكن له أن يبقى في المدينة المنورة، أو يهاجر لصقع آخر من الارض ، ويباشر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التقليدي ،(أي دون المساس بالسلطة الحاكمة الظالمة)
لكنه أدرك أن هدفه السامي لايكون الا عن طريق إقامة الحكومة . كما انه أدرك أن هذا الطريق(السعي لاقامة الحكومة الاسلامية) وإن لم يفض لتحقيقها عمليا، الا انه بحد ذاته يأتي بالدرجة المرجوة لايقاد جذوة الوعي لدى الامة الاسلامية. وهو نوع من ارفع مستويات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
لقد سلك الامام الحسين ع السبل الطبيعية لتحقيق هدف اقامة الدولة الاسلامية ،
بالنحو الذي قام به جده النبي المصطفى (ع) في تأسيس الدولة الاسلامية في المدينة المنورة
وأولها:- وجود الاستعداد الجماهيري لتقبل القيادة وفكرها والدفاع عنها وعن النهضة والثورة
وثانيها:- تمتع البلد الذي يراد اقامة الدولة الاسلامية فيه بمقدرات اقتصادية عالية وموقعية جغرافية مهمة
ثالثهما:- تأثير ذلك البلد في محيطه سياسيا واقتصادياً وأمنيا وهذا ماكانت الكوفة متوفرة عليه
رابعهما:-وجود الموارد البشرية اللازمة كمّاً ونوعاً لانطلاق الثورة
خامسهما :-أن يكون المجتمع قد عانا من واقع مرير كالاضطهاد والظلم أو الحروب أو السياسة المالية المجحفة كي ينشَدَّ للثورة ويجد فيها الخلاص مما يعانيه
وهذه الخطوات الحسينية ع قام بها روح الله الخميني (رض) على اتم وجه وادرك مكنوناتها بنحو عميق جدا ثم اسس عليها نهضته التي نجحت نجاحا باهراً