المقالات

الفرق بين معاهدة التطبيع و الصلح مع اسرائيل في الاسلام


 

🖋️ الشيخ محمد الربيعي||

 

اليوم فجع قلب المؤمنين والشرفاء والمسلمين ، بفعل منقوص العقل والدين من قبل سلطة الحكم في بلاد الامارات وقبلها كان مصر و الاردن ، وفي مسمع ومرأى من شعوبهم و سكوتهم فيه العجب العجاب ، ان يتواددوا و يتصالحوا و يتحاببوا و يقوموا بمعاهدة التطبيع  مع الشر الاكبر اسرائيل وعلى حساب جراحات المغصوب حقها العزيزة فلسطين ، وعلى حساب كل جراحات العرب والمسلمين والمؤمنين التي ذاقوها من شر مكر اسرائيل و الذيل لها امريكا و اتباعها .

محل الشاهد:

ويقصد بالتطبيع إقامة علاقات تجارية وسياحية ودبلوماسية وثقافية وتاريخية طبق قرارات هيئة الأمم المتحدة ، وليس طبق قرارات القرآن والسنة . هذا هو معنى الصلح عندهم .

وبذلك نعرف أنه يعني الاستسلام للكفار وعلو شأنهم وإضاعة للدين وللأراضي الإسلامية .

أما معنى الصلح الشرعي المجمع عليه فهو :

الصلح مع الكفار إن دعت المصلحة على وضع الحرب مدة معلومة فهو جائزا و ممكن الفسخ وقت الحاجة , هذا هو حدود الصلح الشرعي  , أما المصالحة المتضمنة تنازلات عقدية وإلغاء لأحكام شرعية فهذا صلح باطل شرعا  ولا يجوز ، و ليس هو صلحا مسموحا به شرعا بل حقيقته استسلام ونكوص عن الشريعة وتخل عن بعض أحكامها وشرائعها ، وهذا لم يحصل من الرسول ( ص ) ومن اعتقد أن ذلك حدث من الرسول ( ص ) فهو مشتبه بقراءة التاريخ والشرع .

فإنَّ الاستدلال بتعامل النبي (ص )  مع يهود، على جواز التطبيع، لا يصح ؛ لأوجه عديدة، منها:

 أنَّ يهود في العهد النبوي لم يكونوا محتلين لبلاد المسلمين؛ وإنَّما معاهدون، سواء كان ذلك بصلح مؤقت ينتهي بانتهاء وقته، أو صلح مطلق ينتهي متى أراد المسلمون إنهاءه بشرط إعلام المصالحين بذلك ، وإمَّا أنهم صاروا رعايا من رعايا الدولة الإسلامية بدخولهم في عقد الذمّة ؛ كما في صلح أهل نجران ، وقصة خيبر، فمنها ما فتح عنوة بالقوة العسكرية ومنها ما فتح صلحا ، وعلِّق فيه بقاؤهم في خيبر بحاجة المسلمين .

أمّا اليوم، فطبيعة المرحلة تختلف تماماً، فإذا كان العرب في عهد الرّسول موجودين في الجزيرة وهم أبناء الأرض، وقد صالحهم الرّسول(ص) لما في ذلك من مصلحة الإسلام، فإنّ الصهاينة اليوم اغتصبوا أرض المسلمين، ووضعوا أيديهم على مقدَّساتهم، وهجّروا أبناء فلسطين بالملايين، وأساؤوا إلى العرب والمسلمين جميعاً، وليس من مصلحة المسلمين أن يرضوا بظلم شعب بكامله، وإحلال شعب آخر مكانه، ولا من حقّهم أن يقبلوا بمثل هذا الاغتصاب للأرض والمقدّسات تحت عنوان الصّلح، وكلّنا يشاهد بأمّ العين الغطرسة الصّهيونيّة، وسعيها الدّائم للتوسّع على حساب المسلمين، وعلى حساب وجودهم وقوّتهم.

وإذا ما أراد اليهود الصّلح، فليعيدوا الأرض إلى أصحابها، على أن يبقى يهود فلسطين فيها، أمَّا أن يبقى الفلسطينيّون مطرودين من أرضهم، والإسرائيليّون يحتلّون الأرض، فلا صلح ولا اعتراف.

فعلى الامة ان تدقق بما يجري في الساحة وتربط الاحداث مع بعضها لتعلم من هو عدوها الحقيقي و يكفيها فيما بينها فرقة و شتات

وانا لله وانا اليه لراجعون

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك