المقالات

سياسة الرأفة لإسرائيل


رياض البغدادي ||

 

على أمريكا أن تعامل إسرائیل برأفة ...

هذا هو المبدأ الذي رسخه هنري كيسنجر، في إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في التعامل مع الكيان الصهيوني (اللقيط)، هذا التصريح أدلى به الصهيوني هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة عام ١٩٧٣ في مقابلة مطولة أجرتها معه مجلة ( إيكونومست )البريطانية المعروفة ...

نعم ، مايزال البيت الأبيض يطلب الرأفة لـ « اسرائیل » ، والصهاينة المحيطين بالرئيس ترامب، يدعونه الى أن يغض النظر عن السياسة العدوانية التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة .

إن جوقة الرئيس ترامب وعلى رأسهم الصهيوني كوشنر ( عراب صفقة القرن )، الذين يرأفون بالكيان الصهيوني، ويشجعونه على ارتكاب العمليات العدوانية ضد دول المنطقة، إنما يعملون بإستراتيجية لا يحيد عن العمل بها كل من يسكن البيت الابيض، عملا بـ ( الرأفة ) التي أرسى قواعدها الصهيوني كيسنجر .

وانطلاقا من سياسة الرأفة هذه ... إستمعت لمحاضرة القاها في وقت سابق، مستشار ترامب الصهيوني – كوشنر- في معهد سياسات الشرق الاوسط في واشنطن، وهو لايخجل من كيل المديح والثناء على سياسة توسيع المستوطنات الصهيونية، بإعتبار أن ذلك أدى الى خلق المناخ المناسب لغرض التسوية وتنفيذ مؤامرة صفقة القرن، التي تحقق الرغبات التأريخية لإسرائيل .. ويسترسل في الكلام ليقدم تصوره المتكامل لمستقبل القضية الفلسطينية .. وافكاره حول القدس ، حيث يقول" لابد أن تبقى عاصمة موحدة لدولة اسرائیل ، لان تقسيمها لايخدم السلام " ....

لكن ماذا عن العرب الفلسطينيين ؟؟ .. وعن القدس ؟؟ .. فهذا ما يتجاهله كوشنر ويرفض حتى التطرق اليه، وبشأن الضفة الغربية وقطاع غزة، فهو يتحدث بإستحياء خوفا من إثارة غضب أصدقائه في تل ابيب .. يقول " لابأس من التنازل عن بعض الاراضي الاسرائيلية، في بعض مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، مع المحافظة على حدود آمنة لدولة إسرائيل " ... يقول كوشنر ايضا " هناك مناطق في الضفة الغربية أساسية لأمن « إسرائیل »، ونسبة السكان العرب فيها غير كثيفة "... اذن كوشنر يريد وفق برنامجه للتسوية، ضم أجزاء أخرى من الضفة الغربية فضلا عن القدس (شرقيها وغربيها)، وأما بقية الارض العربية الفلسطينية، يجري التفاوض بشأنها...

إنها العدالة والتسوية المشرفة على الطريقة ( الكوشنرية )، ووفق إستراتيجيته، فإنه حتى مثل هذه المفاوضات حول بعض مناطق الضفة الغربية وغزة، لايمكن أن تحقق تسوية نهائية بل إتفاقأ مؤقتا لمدة تتراوح بين 10 و 15 سنة ...

تصوروا كل هذه السنوات المطلوب من الأمة إنتظارها من جديد، قبل الدخول في مفاوضات الحل الشامل لصفقة القرن !! ...

ولنقرأ نص عبارة كوشنر : " خلال هذه السنوات يمكن أن توافق « إسرائیل »، على خطوات مفيدة جديدة في الضفة الغربية مقابل حالة اللاحرب .. وتحديدا في مقابل خطوات محددة للتطبيع مع الدول العربية المعتدلة على الأقل " وهذا كلام واضح يجمع بين الاهداف الامريكية والاطماع الصهيونية ... وعندما يبدي محاوره في المحاضرة تعجبه لطول المدة .. يجيبه : " أن أمور أخرى كثيرة ستحدث في تلك المرحلة، من شأنها أن تطرح القضايا من منظور جدي..."

کوشنر هنا يتحدث من زاوية المخطط والإستراتيجي والخبير في شؤون الأمن القومي الأمريكي، وإجابته واضحة لا لبس فيها ولاتتحمل الإجتهادات ... فهو يقول للعالم بأن المنطقة مقبلة ولفترة طويلة على أحداث ومتغيرات، ستؤدي الى خلق واقع جديد، وبالتالي سينعكس هذا الواقع على مسيرة التسوية النهائية، وآفاق الصراع العربي الصهيوني ...

كما ويجب أن لايفوتنا بأن هناك دورا آخر خطيرا يؤديه كوشنر، بعيدا عن الأضواء والبروتوكولات الرسمية، وهذا ما يجعله متحمسا وداعية لاقتطاع أجزاء واسعة من الأرض العربية الفلسطينية، وإحباط أي حل معقول، وهو دور السمسار لمجموعة من الرساميل الامريكية الصهيونية، ومؤسسات العقارات الدولية التي تخطط لشراء مساحات شاسعة من الضفة الغربية، خدمة لمخطط الاستيطان الصهيوني ...

ولاينسی مستشار الرئيس ترامب وزوج إبنته، الإشادة بـ نتن ياهو رئيس وزراء العدو فيقول عنه : " من غير العدل أن نجعل من نتن ياهو رمزا للصعوبات في التفاوض .. لقد قدم نتن ياهو من التنازلات اكثر مما كنت اتوقع " .. اذن نتن ياهو حمامة سلام بنظر كوشنر، وليس من المعقول الإساءة اليه ، فالرجل قدم تنازلات ينبغي التجاوب السريع معها ، وإلا فات الأوان!

وتبقى ملاحظة هامة لابد من الاشارة اليها وهي آن كوشنر - اثناء المحاضرة - تجنب ذكر عبارتي الشعب الفلسطيني، و « الدولة الفلسطينية » واستعاض عنهما بعبارتي « الفلسطينيين » و « الادارة الفلسطينية »...

وواضح أن المستشار القبيح، يعتبر حصول الشعب العربي الفلسطيني على حقوقه الوطنية المشروعة، بمثابة هزيمة ساحقة لأفكاره ولنهجه في التعامل المذل مع العرب وحكوماتهم ...

وعندما يفرغ المرء من سماع المحاضرة، لايمكن الا ان يتذكر، الحالة المأساوية والوضع الخطير الذي ينتظرنا في العراق، ونحن نرزح تحت الإحتلال الذي تفرضه علينا الولايات المتحدة، التي يضع سياساتها صهيوني مثل كوشنر ... فهل سنثق بكوشنر ونتقبل سياسة التطبيع مع اسرائيل، التي جعلها المفاوض الأمريكي احد أجندة مفاوضاته، ومن شروطه للانسحاب من العراق ؟؟؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك