المقالات

زلازل الحسين (ع) على راس ابن العاص


بقلم : سامي جواد كاظم

اشارة مهمة هنالك بعض الروايات المتشابهة تروى لعدة ائمة عليهم السلام ، مثال ذلك قصة العفو عن الجارية التي ضربت راس الامام بابريق الماء من غير عمد فانها نسبت الى الامام الحسن والحسين والسجاد والكاظم والرضا عليهم افضل الصلاة والسلام والنتيجة مهما يكن الامام صاحب الرواية فان التصرف الذي بدر منهم هو واحد .

رواية المقال تقول : محاسن البرقي : قال عمرو بن العاص للحسين : يا ابن علي ! ما بال أولادنا أكثر من أولادكم ؟ فقال : بغاث الطير أكثرها فراخا * وأم الصقر مقلاة نزور فقال : ما بال الشيب إلى شواربنا أسرع منه في شواربكم ؟ فقال : إن نساءكم نساء بخرة ، فإذا دنا أحدكم من امرأته نكهت في وجهه ، فيشاب منه شاربه . فقال : ما بال لحاؤكم أوفر من لحائنا ؟ فقال : ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ) .فقال معاوية : بحقي عليك إلا سكت ، فإنه ابن علي بن أبي طالب ،فقال الحسين : إن عادت العقرب عدنا لها * وكانت النعل لها حاضرة قد علم العقرب واستيقنت * إن لا لها دنيا ولا اخرة

عمرو بن العاص يقول العرب عنه انه ضمن دهاة العرب الاربعة ولو تفحصنا افعاله واقواله لاستبان لنا العكس واذا ما اردنا الدليل على ذلك نرى كيف تصرف الامام المعصوم مع افعال هذا الرجل .

اين دهائه في معركة ذات السلاسل التي خسرها وعاد يجر ورائه اذيال الخيبة ؟ اين ذكائه عندما بارز الامام علي (ع) ؟ فهل كشف العورة دهاء ؟!! ولحظه العاثر وعقله الشاغر وغبائه الظاهر اعترض الامام الحسين عليه السلام ببعض الاسئلة اعتقدها انها ستحرجه ويتمكن منه ، الملاحظ ان اغلب حوارات هذه الشلة تكون بمحضر من معاوية حتى يكون الشاهد والمطبل لها اذا ما اعتقدوا انهم سيتمكنون من الحسين او أي امام معصوم من اهل البيت على مر الخلافة الاموية الا ان النتائج دائما تاتي عكس ما تشتهي نفوسهم .

تخيلوا السؤال الاول الذي وجهه الى الامام الحسين (ع) ابن العاص (ما بال أولادنا أكثر من أولادكم ؟) والذي ينم عن مستوى الغباء الذي يتمتع به هذا ( الداهية ) فكان جواب الامام (ع) كالسهم الذي اصاب قلب فريسته مع الابعاد اللغوية والمتاهات التي تاه فيها ابن العاص .

جواب الامام الحسين عليه السلام هو بيت شعر لشاعر يعتبر من الصحابة وممن شارك بمعركة او معركتين مع الرسول (ص) انه عباس بن مرداس المسلمي ، وبيت الشعر هذا هو ضمن قصيدة تدل انه لا عبر بالاكثرية فالتشبيه الرائع للاكثرية ببغاث الطير ومعناها كما جاء في الجواهري هي شرار الطير وما لا يصاد منها وانها ثقيلة الطيران مغبرة اللون ، فكان هذا التشبيه جواب رائع لسؤال ابن العاص بدليل ان ابن العاص لم يعقب او يجادل بل انتقل الى سؤال اخر اتعس من الاول وهو (ما بال الشيب إلى شواربنا أسرع منه في شواربكم ؟) فما هي الفائدة المرجاة من هكذا سؤال ؟ ولعل القاريء اللبيب يدور في خلده رواية الذي يقول للامام علي (ع) كم شعرة في راسي ؟ فهذا من ذاك وجاء جواب الامام الحسين عليه السلام على نفس الشاكلة وببلاغة رائعة ،جمع ابن العاص ومن على شاكلته في السبب الذي اراد منه الامام الحسين عليه السلام كشف صفاتهم اكثر من تعليل السبب فمعنى جواب الامام الحسين عليه السلام نساء بخرة هي التي في فمها نتن واما سبب نكهن هو لشمهن رائحة الخمر في فم زوجها عندما يقترب منها ليلا فتطلق زفيرا منتن من فمها بوجه زوجها فيشيب شاربه ، فقد جمع كل الصفات الرذيلة التي يتمتع بها عمرو بن العاص ومن على شاكلته بهذا الجواب .

وكالعادة لا تعقيب من ابن العاص خوفا من الرد الاوجع الما والافضح لمستورهم فاعقبه بسؤال ثالث فكان هذا السؤال هو الخاتمة والذي جاء جواب الامام الحسين عليه السلام بكشف علامة بارزة على وجوه من يكن في قلبه العداء لاهل البيت وذلك من خلال النظر الى اللحاء أي اللحية فاذا ما كانت شعثة مثل لحية ابن العاص الذي سال عن السبب فكانت الاجابة من الامام (ع) قرانية رائعة وهي الاية الكريمة (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا) فشعرات اللحية كالنبتة بالضبط كما شبهها الامام الحسين عليه السلام ويكون منبتها تبعا لما يحمل في طيات نفس الرجل فاذا خبث خرجت شعرات اللحية تحمل النكد وشعثة ومتفرقة لا تدل على حسن المظهر عكس من كانت نفسه واساريره طيبة .

واليوم نظرة فاحصة الى الوهابية وعلمائهم سيتبين لكم صدق الحديث والاية فان لحية الوهابية على الاطلاق هي شعثة وشكلها غير نظامي حتى اني اتذكر زميل لي وهو وهابي ايام الطاغية يسالني لماذا لحيته لا تشبه لحيتي فكنت عندما اخفف لحيتي لا يرضى فيقول لي لو كانت لحيتي مثل لحيتك لاطلقتها .وهذه الاجوبة الثلاثة اجزعت معاوية واصابته بالغم فوق غمه من جهل ابن العاص فطلب من صاحبه ان يكف عن الاسئلة خوفا من كشف المزيد من فضائحهم .

وانظروا الى خاتمة الحوار والتي كانت حسينية عندما شبه الحسين (ع) كل من يعود على مثل امرهم هذا كالعقرب والاتعس هو ذكر العلاج لهذه العقرب وهو النعل الذي كان صفعة قوية على افواههم ، كما وان العقرب لا دنيا لها ولا اخرة هو طبيعة حياة هذه العقرب التي تكون نهايتها طعام لفراخها فانتم يا بني امية لا دنيا لكم ولا اخرة وكم من خليفة غدر به ذويه.

اجوبة الامام الحسين عليه السلام جاءت من ثلاثة مصادر فالجواب الاول بيت شعر والثاني مثل وقصة والثالث اية قرانية ، هذا ان دل على شيء فانما يدل على سعة علم الامام (ع) وانه اجاب بكل المصادر التي لايمكن لابن العاص ان يرفضها جميعا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ماجد الاسدي
2010-07-27
احسنتم جزاكم الله خير جزاء المحسنين على هذا الموضوع الرائع الذي يوضح تفوق ائمة الهدى في جميع الميادين على ائمة الضلال والكفر حشركم الله مع محمد وال محمد انه سميع مجيب الدعاء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك