المقالات

الازدواجية في فرض القانون


( بقلم : كريم النوري )

ثمة قاعدة فقهية يمكن توظيفها في هذا السياق وهي "حكم الامثال فيما يجوز ولا يجوز واحد" بمعنى اوضح بان الاحكام الملزمة والناهية واحدة لا يمكن استثناؤها او تجزئتها على المكلفين. وكذلك فرض القانون الذي هو فوق كل الاعتبارات والصداقات لا يمكن التعاطي معه في انتقائية وازدواجية ومزاجية فنفرضه على بعض ونتغاضى منه على البعض الاخر.

فرض القانون فوق الاعتبارات المذهبية والمناطقية والقومية والحزبية والجميع لابد ان يخضع للقانون مهما كان موقعه. واية حسابات سياسية او استقطابات في فرض القانون او رفضه تسيىء لدولة القانون. لا يمكن التفكير بعقلية الاستقطاب والاجتذاب الجماهيري اثناء عملية فرض القانون، ولن يرضى عنك الخارجون عن القانون حتى تتماشى مع اهوائهم وممارساتهم.

وان هناك اوهام كرسها المرجفون ورددها المرتجفون وهي ان فرض القانون ستخسرنا شعبيتنا وقاعدتنا الجماهيرية وهذه اساءة مركبة للقانون من جهة وللجماهير من جهة اخرى فمن الخطأ اعتبار ان فرض القانون سيفقدنا شعبيتنا لان اساس القانون انشىء لحماية الناس والدفاع عن حقوقهم ونظامهم فلماذا ندعي ان فرضه يصب ضد الجماهير. كما ان مواجهة الخارجين عن القانون لا يصب في مصلحة جهة سياسية معينة ويضر بقية الجهات فهذه اساءة ثالثة للقوى السياسية التي تؤمن بدولة وسيادة القانون.

نعم ان الخارجين عن القانون والمتضررين من فرضه هم المنزعجون من سيادة القانون واننا بدلاً من عقلية الاستقطاب السياسية عبر التغاضي عن تطبيق القانون مناطقياً ومذهبياً علينا التثقيف على دولة المؤسسات وسيادة القانون والضرب بيد من حديد على جميع الخارجين على القانون مهما كانت انتماءاتهم واتجاهاتهم فان السني والشيعي والكردي والعربي والمسلم وغيره ملزمون بتطبيق القانون فلا مجال لتجزئة القانون وإنتقائيته.على الحكومة واجهزتها الامنية التعامل بجدية مع قضية فرض القانون والحذر من الاستثناء المناطقي والمذهبي في مواجهة الخارجين عن القانون فليس هناك حصانة لاحد مهما كان مذهبه ومنطقته من فرض القانون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك