المقالات

اجراس الخطر ومشروع الإنقاذ  

1539 2020-07-30

✍ سعود الساعدي ||

 

تعرض العراق في الربع الأخير من عام ٢٠١٩ إلى قصف هائل للنفوس والعقول والاذهان يعادل في خرابه المادي عدة قنابل نووية ولكن العقل العراقي السياسي والاجتماعي لم يشعر بأهواله ولم تهزه انفجاراته ولا يبدو أنه أدرك عمق تأثيراته كاملة على المديين المعاش والمنظور!. وما زاد الأمر سوءا ان هذا العقل ما زال يعيش حالة الصدمة والانكماش العام وعدم القدرة على المبادرة بعد أن تمت محاصرته سياسيا واجتماعيا على المستويات الداخلية والإقليمية والخارجية وبات يعول على أمرين لا ثالث لهما إما حدث مفاجئ كهدية من السماء أو إنجاز او مناورة إقليمية ناجحة من الحلفاء!.

الربع الأخير من العام ٢٠١٩ هو مرحلة مفصلية من تاريخ العراق المعاصر ونقطة تحول هامة في مسار الواقعين السياسي والاجتماعي ستكون لها انعكاسات جوهرية على مستقبل البلد والمنطقة.

يمتاز العقل السياسي والاجتماعي العراقي العام الراهن بأنه عقل حسي وظواهري سطحي وليس استقرائي استنتاجي عميق ومن جانب آخر هو عقل مصاب بالعمى الاجتماعي وما باتت الحقائق البارزة والدامغة واضحة أمامه حتى لو كانت كالشمس في رابعة النهار.

التعويل في الإنقاذ على "المخلصين المرجعية والشعب" أمر صعب وكلها عناوين عامة بلا مشاريع ناجزة أو رؤية شاملة أو إرادة مغيرة، أو برامج مفصلة وكلها أيضا مفردات لعناوين كانت منفعلة بمسارات الواقع أكثر من كونها فاعلة.

يبدو أن التأسيس لمشروع النخبة المخلصة التي تستند على الناس وعلى المرجعية امر لا مفر منه ولكن قبل ذلك تحتاج هذه النخبة إلى أسس مغايرة للسائد من أفكار و مشاعر ورؤى وقواعد انطلاق والى زاوية نظر من خارج الصندوق وقبل ذلك إلى مصالحه مع الذات تدفعها لحمل هموم الناس والاصلاح ووضعها كأولوية قبل همومها الشخصية والذاتية التي طالما تصدرت قائمة الاهتمام والجهد والعمل والدراسة فتم بناء الحياة الخاصة وضمانها في قبال تضييع الوطن والحياة العامة فباتت عوائلنا وحياتنا الخاصة المضمونة" مهددة لأنها بلا بيئة اجتماعية حاضنة وبلا مناخات سلوكية سوية أو مستقرة وبلا مناخ سياسي ثابت وناجز لتستمر هذه الدوامة المحبوكة بدقة وخبث ودهاء مميز وهي حصيلة جهود استعمارية ومخابراتية عريقة وهائلة ولتنتج السحق المتواصل و التشوه والعطب الدائم والصواعق المفجرة للمجتمع وصولا إلى الانهيار او المعجزة.

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك