المقالات

لماذا ننتصر  للمقاومة؟!  


محمود الهاشمي ||

 

تتكرر الاعتداءات الامريكية على قواتنا الامنية وعلى قادتنا وضيوفنا في العراق ،فيما نجد ان الحكومات المتعاقية لاتقوى ان ترد، بل يأتي الجواب على جريمة الاغتيال او القصف عبر بيان حكومي "مخجل" سرعان ما يتحول الى "سخرية" لدى كل الاطراف، فبالامس عندما  قامت الطائرات الامريكية بقصف مقر للشرطة الاتحادية والحشد الشعبي في معسكر "الصقر" قرب منطقة الدورة ببغداد جاء الرد الحكومي وبيانه بان ارتفاع درجات الحرارة وراء الانفجارات ، قد جعل العراقيون يبحثون عن سبيل للنجاة ، فالمسؤول الضيف القادم للعراق كيف لنا ان نحميه، وقد قصف الامريكان ضيوفنا وقتلوهم وهم عند عتبة المطار الدولي، وقتلوا مسؤولينا وهاجموا قواتنا وفوق ذلك لايترددون عن الاعلان عن جريمتهم ويفتخرون بها كما في "حادثة المطار"!!.

اذن ليس هنالك من منجىً في اية لحظة ان نكون فريسة لهم ، وفق افتراض يفترضونه ويتخيلونه ثم يباشرون اجراءاتهم!!.

سالت الحاج هادي العامري قبل ايام "حاج كيف لنا ان نأمن عليك بعد حادثة المطار ؟ ومثل ذلك سالت قيادي اخر؟."

ان اي شخص عراقي ذكر او انثى لايمكن له الاطمئنان على مصيره، والاخطر ان يرفع من مستوى اعلامه ضد "الاحتلال" و"اخراج القوات الاجنبية".!!

وفقاً لذلك ، وبعد ان تيقنا ان "سماء" الوطن لم تعد بايدينا، ودليلنا ان الامريكان سيطروا عليها قبل شهرين  من حادثة اغتيال "ابطال النصر"!! لابد ان يكون الجميع قيد المسؤولية، فالحكومة باجراءاتها هذه ومواقفها ما عادات قادرة على حماية الناس وممتلكاتهم ولا العاملين لديها، فعندما يدخل حوكرية امريكا الى دوائر الدولة، ويكرهون المسؤولين على تقديم الاستقالة ، ويحرقون اي مرفق حكومي او املاك خاصة ويهددون من يشاؤون ويقتلون من يشاؤون ويعلقون على الاعمدة من يشاؤون فهل من وجود لدولة؟..

في ظل هذه الحقائق نسال: كيف يحمي الشعب نفسه ؟ لاشك انه مضطر ان يلجأ الى قبيلته او يهجر البلد، او ان يلتحق بالمقاومة سواء في يده او لسانه او بقلبه!!..

لايجوز ان نبقى متفرجين ، مادامت اسلحتنا  بأيدينا  واقلامنا في يدنا، وشبابنا طوع امرتنا..

سالت احد الاصدقاء الاعلاميين  من "لبنان" :هل تتمنى ان يغتال الصهاينة السيد حسن نصر الله؟ ومع ان الاعلامي ناقم على السيد حسن نصر الله لم يتاخر بالجواب: "يعني ان لبنان ستفقد مصدر قوتها وشخصيتها".

ان هذا الامر يدركه اللبنانيون جميعاً، ويدركون ان كرامتهم وعزتهم في "المقاومة".

لاحظ ان الضربة الصهيونية اول امس الى موقع في الاراضي السورية، تسببت باستشهاد احد مجاهدي "حزب الله" وان استشهاد هذا المجاهد افزع اسرائيل بكل ما تملك من جيش وقوة وجبروت ودعم غربي !

لاشك ان مشروع المقاومة ليس بديلاً عن الدولة، لكنه عزة للدولة في استعادة سيادتها وقوتها وكرامة شعبها وحين تستقيم التجربة السياسية وتصبح الدولة ضامنة لحقوق شعبها وصيانة عرضه وماله، عندها ستكون الدولة هي المقاومة والمقاومة هي الدولة.

قد يعتقد البعض ان (المقاومة) هي مشروع قتال وكفاح ومنازلة الاعداء في سوح الحرب ،وذلك بعض من مهامها ،انما المقاومة هي مشروع دولة يبدأ من ساحة الحرب وينتهي الى اعمار الدولة وبنائها وصناعة مؤسساتها ،فالذين قاتلوا وجاهدوا هم انفسهم صنّاع السياسة ومشروع الدولة ومستقبلها !!

فالالتحاق ب(المقاومة) يلتحق بضمان مصير بلده ومستقبل الاجيال ،فمثلا ان الذين قاتلوا القوات الاميركية في فيتنام وحرروا الارض هم انفسهم من بنى التجربة السياسية فيما بعد لان روح المقاومة وجذوتها تبقى متقدة في روح رجال المقاومة ،فليس المهم ان تحرر الارض انما كيف ان تصنع وطنا وتجعله بحجم التضحيات التي قدمها !!

وكذلك فان الحرس الثوري الايراني  جاهد في سوح الحرب وحمى الثورة ،وشارك في اعمار وبناء الوطن ..وهذا هو سر تعلق المجتمع بالمقاومة !!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك