المقالات

من فراش كورونا

1450 2020-07-24

سعود الساعدي||   القلق من الإصابة بكورونا حولها إلى هاجس جعلني أستحضر قول امير المؤمنين علي ع "اذا هبت أمرا فقع فيه فإن شدة توقيه اعظم مما تخاف منه". درس كبير في تنمية النفس و كسر الخوف ومواجهته واكتشاف أبعاده الأخرى، الأمر الذي صعد من حجم التحدي. فمن هو كورونا؟ ليفتك ويرعب ويقتل؟ هل أستطيع مواجهته؟ هل مناعتي لا زالت قوية وقادرة على هزيمته؟. واذا كنت قادرا ماذا عن عائلتي؟ فحياتهم ومستقبلهم مصدر لقلقي وفي ذات الوقت لأملي وكرامتي -وكذلك مجتمعي- ولهذا تختلط مشاعر الاستعداد للتضحية والتشبث بالحياة!. وكرامتي من كرامة مجتمعي بالطبع لذا لم أكن قادرا على الانفكاك والانعزال عنه رغم الأوجاع التي سببها في الدائرتين الخاصة والعامة خسائر مادية كبيرة وأرباح معنوية وقيمية وتأملية هائلة. اخيرا.. جاء كورونا!! ببساطة لم يكن مخيفا! هل لأنه كان كذلك ام لأنني أعددت نفسي له؟ لم يكن مرعبا فعلا لأنه كذلك ام لأنني نزعت عنه الرعب الذي كان يسير أمامه ويطبل له! ام انني نجحت في افراغه من البروباغندا التي تسبقه؟.  لقد تسلل بخبث وهدوء على كل حال ولا خيار سوى مواجهته وهزيمته وهي نتيجة حتمية!. التسلح بالطب الحديث وكذلك البديل وقبلهما الإرادة على كسره كان سلاحي وما يزال. ولكن، هناك أمر هام اكتشفته من كورونا ومعه! لقد عزلني جسديا وروحيا وكذلك موضوعيا! لقد وفر لي فرصة للتأمل والتفكر دون نظارات وأحكام مسبقة! دون انغماس مع الأحداث ومؤثراتها لدرجة تصبح وتمسي جزءا منها دون ان تدرك! إنها فرصة للنظر دون تحيزات او استدراج! وكشف من جانب آخر عن عمق العلاقات الإنسانية وسطحيتها احيانا أيضا مع أناس تعرفهم وآخرين لم ترهم يوما!. التعايش مع كورونا وخوض الصراع معه هي محطة للتزود بالوقود في سفر الحياة الأبدية ومنصة للانطلاق بعد توقف اضطراري و منطقة عبور للزمان والمكان تتعرف فيها على أدوات جديدة لتغوص في اعماقك وأعماق المجتمع لعلك تكتشف معرفة جديدة وثقافة مختلفة ورؤية بديلة محدثة! فلقد مللنا الإجترار! هل لأننا صنعناه ام لأننا ضحاياه؟ ام كلاهما؟. لقد كانت الأيام ولا زالت -وأنا في اليوم الثاني عشر من الإصابة- مع كورونا مميزة.. فهي مزيج من الألم والأمل وخليط من المعاناة والراحة وفرصة لاكتشاف الذات وإعادة إنتاجها وهي قبل كل شيء جولة تحد رابحة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك