المقالات

أرقام تفضح ثقافة الازدواج


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

خلال عشرة ايام شهد العراق حالتين متداخلتين في جانب منهما ومتباعدتين في الجانب الاخر.فخلال العقد الاخير من شهر شباط الفائت توافدت على كربلاء ملايين الزائرين الذين غصت بهم طرقات العراق المؤدية الى هذه المدينة المقدسة في تظاهرة بشرية مليونية ادخلتها بعض المؤسسات المتخصصة الى موسوعة غينيس للارقام القياسية باعتبارها ظاهرة فريدة لم يشهد العالم بأسره لها مثيلاً، لكن اللافت في هذه الظاهرة انها وبالرغم من كثافتها وموضوعيتها واهدافها ما كانت لتحظى بنصيبها من الاهتمام الاعلامي العربي على وجه التحديد، وبالتأكيد ان اسباب هذا التغاضي مشخصة ومعروفة وليست بحاجة الى كثير جهد كي يصار الى كشفها وتحديد مسبباتها، وكان الاجدر بهذا الاعلام ان لا يتجاهل كلياً هذه الظاهرة لاسباب بسيطة اهمها ان مثل هذا التجاهل غير قادر على التقليل من اهمية هذه التظاهرة وحقيقتها وتأثيرها وفعلها واستمرارها بالاضافة الى ان هذا الاعلام سيجد نفسه يوماً مجبراً على التعاطي معها باعتبارها حدثاً قادراً على فرض تأثيره في تحديد اتجاهات كل القراءات السياسية والوجدانية والعقائدية التي يستبطنها هذا الحدث.

وقد نكون بعد عام او عامين او اكثر على موعد مع ما ستتحفنا به الثورة العلمية لتكون مسألة نقل وفرض هذه الظاهرة على المتغافلين لها في متناول اليد وهذا ما تبدو اشاراته واضحة الان. الى هنا نتوقف عن سرد الظاهرة المليونية الحسينية التي شهدتها كربلاء مع اعتقادنا الراسخ بأن العام القادم ربما سيشهد تنافساً محموماً بين شبكات الارسال العالمية لشراء حقوق البث كما هو عليه الحال في الحالات الرياضية والدرامية الى غير ذلك من الانشطة الاخرى.

الا ان هذا التوقف عن السرد يدفعنا الى استحضار الحالات النفاقية الساذجة لذلك الاعلام وهو يتغافل تلك الحشود المليونية ليجد نفسه مهرولاً بعدساته الضبابية وراء مئة او مئتين من المتظاهرين في هذه الناحية او ذلك القضاء النائي احتجاجاً على زيارة رئيس دولة مجاورة للعراق يفترض ان تكون موضع ترحيب هذا الاعلام ان كان حريصاً على قضايانا العربية والاسلامية باعتبار ان الدولتين العراقية والايراينة عاشتا فصولاً سياسية وعسكرية متأزمة ودامية طيلة فترة حقبة النظام البائد وهذه الفصول لم تقتصر على الجارة ايران وانما تشمل جميع دول الجوار العراقي، من هنا نقول ونؤكد الى متى يبقى اعلامنا العربي يسير بقدم عرجاء وبعين لا تقبل ان ترى الصورة الا بضبابية الرمد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حسنين النجفي
2008-03-08
الى الاخ عدنان المحترم ان الرسول الاكرم محمد واله الطاهرين تركوا الدنيا وزخرفة زينتها واما اعدائهما اشتروا الدنيا وزينتها فلا تعجب من هؤلاء جميعا فهم نفس البذرة ومن نفس الشجرة الملعونهفلا زالوا يبيعون حتى انفسهم وحيائهم لبضعت دنانير ويعطونكل مايملكون من قيم لطلب جاه سيزول باذن الله فلما العتب على هكذا اناس لايملكون من رحمة الله شيء ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم بان لهم الجنة واما اصحاب الشيطان قد اشتروا الدنيا بما فيها ووعدهم الله لا خلق لهم في الاخرة واعد لهم عذابا وسعيرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك