المقالات

السايكسبيكوية الجديدة  

1598 2020-06-20

🖊ماجد الشويلي ||

 

يرى بعض المحللين أن للولايات المتحدة الامريكية ومعها اسرائيل، نزعة جديدة باتجاه تقسيم المنطقة من جديد، على انقاض  تقسيم سايكسبيكو المشؤوم.

وعلى هذا الاساس انصبت توقعاتهم وهي مبنية على معطيات بالطبع بأن التقسيم هذه المرة ، سيأتي عبر أقلمة العراق تمهيدا لتقسيمه على اساس عرقي .

ورغم أن لهذا التوجه من يؤيده ويحث عليه في الادارة الامريكية والكيان الصهيوني الغاصب ، إلا أن كلا الطرفين يعلمان جيدا ،ان لهذا التوجه خطورته بالغة على الكيان الصهيوني والمصالح الامريكية عموما . فضلا عن كونه بالنسبة لها خسارة لوجود انظمه عميلة للمنظومة الغربية تتمتع بدولة مركزية ذات ثقل اقليمي مدعوم بمقدرات وثروات كبيرة مسخرة لخدمة الغرب .

وعليه فان  معالم السايكسبيكوية الجديدة برأيي تتلخص بما يلي

🔘 إن تقسم المنطقة وبالاخص العراق يؤدي بالنتيجة لولادة دولة شيعية جديدة لاتختلف عن ايران بشئ ، ان لم تكن اقوى منها بالمقدرات والثروات ، بل ومن الراجح انها ستكون امتدادا للجمهورية الاسلامية وتغلغلا لها وسط الجزيرة العربية .

الامر الذي سيتيح لهذه الدولة الاشراف على مضيق باب المندب وقناة السويس على حد سواء

🔘 اقلمة العراق تعني بالضرورة أن دومنوية آيزنهاور  ستصل بهذه الاقلمة الى المنطقة الشرقية في السعودية ، وهي البقعة الغنية بالنفط وديمغرافيتها الشيعية.

مايعني أن ارتباط المنطقة الشرقية بالجنوب العراقي (الاقليم الشيعي) أمر لامفر منه ومن خلاله بايران

🔘 اليمن سيكون هو الاقرب لتلك الدولة الشيعية الكبرى او الاتحاد الشيعي .

 وهو ماسيتسبب بشلل كامل لبقايا مملكة آل سعود إن بقي منها شئ .

بل سيكون سببا لانهيار المنظومة الخليجية بالكامل أمام هذا الاتحاد الجديد (الاتحاد الشيعي)

🔘أكثر الانظمة العربية تضرراً هو النظام الاردني الذي يقتات على موائد الدولة المركزية في العراق منذ 1921

وهذا ما لن يحصل عليه في ظل حكومة الاقاليم بالعراق وبزوغ الاتحاد الشيعي الكبير .

🔘من المؤكد أن تركيا ستطالب بالموصل بمجرد تطبيق الاقلمة في العراق لان تنازلها عن الموصل كان مشروطا بوحدة الاراضي العراقية حسب اتفاقية انقرة لعام 1926

🔘 من المؤكد أن المنطقة كلها ستصاب بزلزال التقسيم لكن التقسيم بمجملة سيعزز من تمركز الجمهورية الاسلامية في المنطقة ويجعلها في محاذاة اسرائيل

خلافاً لماتتوخاه اسرائيل من تقسيم المنطقة لحفظ امنها لمائة عام جديدة على الاقل

🔘سوريا ايضا ان لم تلتحق بالاتحاد الشيعي فانها ستكون قريبة منه بدرجة كبيرة فلها مع الشيعة في ايران ولبنا مصالح امنية ستراتيجية مهمة للغاية تتعلق بامنها القومي فضلا عن اسهام الشيعة بالابقاء على سوريا موحدة

🔘 لذاك فان  خيار امريكا واسرائيل سيظل هو السعي لتعميق وتجذير الانقسامات المجتمعية على اسس عرقية وطائفية . لما لذلك من اثر بالغ بالابقاء على دول المنطقة مثخنة بجراحها وآلامها دون ان تلتفت للخطر المحدق بها من اسرائيل.

وهذا الانقسام يمكن البناء عليه لتقسيمات جغرافية اخرى متى اقتضت الضرورة

🔘إن اسرائيل تدرك جيدا أن مشروع اسرائيل من النيل الى الفرات لايعني قضم الارض بالضرورة ؛ وانما التهويد الاقتصادي والسياسي لها ، وهو الذي سياتي بمنافع الارض واكثر من ذلك

🔘 لا اظن إن مسالة التلويح بأقلمة العراق حقيقية بل هي مجرد ممارسة للضغط على صناع القرار في الحكومة العراقية وخاصة الشيعة منهم .

🔘قد يقال أن الحديث هو عن أقلمة العراق وليس تقسيمه ؛ قلنا إن العراق بطبيعة تركيبته السكانية وموقعيته الجغرافية لايتحمل الاقلمة فالاقلمة في العراق تساوي التقسيم حتماً

ـــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك