الصهيونية ودويلتها شر مطلق، وقد اثبتت تجربة ٧٢ سنة من اغتصابها لفلسطين الحبيبة ان لا مجال لأي تهاون مع وجودها الإجرامي، فهي سرطان فتاك سرعان ما يستشري لو وجد فرصة الحياة، ولا سبيل للتخلص من ذلك واستعادة قدسنا وكرامتنا وعزتنا التي عبثت بها أيدي خونة العرب والمسلمين ولوثتها قوى الطغيان والاستكبار العالمي الا من خلال الاضطلاع بمسؤولية الرفض والمقاومة والممانعة لهذا الوجود الشيطاني، وان هذا السبيل يجب تعزيزه من خلال تعبئة طاقات الأمة وقطع شريان التضليل الذي تمده إرادة الإجرام هذه من خلال وسائل التطبيع الخيانية المتنوعة، والمضي في درب الشهادة والجهاد بشكل حازم وجاد.
ان تحرير القدس الشريف وعد الهي ونبوءة محمدية والتزام مهدوي، المتمثل بقوله تعالى الذي يخاطب به بني اسرائيل: { فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا [الإسراء: ٧]} ولا يجد المنتظرون أي فرصة إمامهم لتحقيق الانتظار الجاد والنصرة الصادقة لإمامنا ارواحنا فداه الا من خلال العمل الدؤوب في أي عمل من شأنه تحقيق هذه النبوءة ونصرة ذلك الالتزام.
وإني لأنظر بكل اكبار واجلال لتلك البصيرة النافذة والوعي العظيم المتمثلة بموقف الإمام الخميني قدس سره الشريف بدعوته لجعل آخر جمعة من شهر رمضان للتذكير بالقدس الشريف ومحنتها التي عمقها راس الإجرام العالمي ترامب، لان هذه الدعوة المباركة هي السبيل لإعادة وعي الأمة الذي حاولت إرادة الحكام الخونة ومن يقودهم من الظلمة والمستكبرين استلابه وتزييفه، فوعي الأمة وتوحيد طاقاتها ورص صفوفها كفيل بالقضاء على هذه الشرذمة التي عاثت بالأرض فساداً وجوراً.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
جلال الدين الصغير
https://telegram.me/buratha