( بقلم ولاء الصفار )
قبل أيام وردني عبر بريدي الالكتروني رسالة بعنوان (صور العصفور الذي أبكى العالم) فأثار انتباهي هذا العنوان ودفعني إلى الإسراع لقراءتها، وبينما أنا متمعن بالقراءة أصبت بدهشة كبيرة وبكيت بكاء عميقا وفي نفس الوقت بدأت اضحك وأقهقه.أما بكائي فكان بسبب المشاهد المؤلمة لحالة العصفور الذي يرى عصفورته تتلوى وتحتضر أمامه وهو لا يتمكن من إنقاذها ولا يعرف ماذا يعمل حيال ذلك فتارة يرفرف بجناحه، وتارة يصيح بعلو صوته، وتارة أخرى يحوم عليها، وعيونه غارقة بالدموع، إلا انه في نهاية المطاف استسلم للقدر وودعها بعد ان فارقت الحياة.وفي حالات الوداع التي حدثت بين العصفور وعصفورته التقط احد المصورين عددا من الصور التي تشرح تلك الحالات المؤلمة، ونشرها في إحدى الصحف الفرنسية التي ما إن نشرت هذا الخبر حتى نفذت من السوق، وكان كل من يقرا خبر العصفورين يبكي على ما حصل بينهما لأنها حقا كانت صور حزينة.
أما ضحكي وقهقهتي فكان من باب (شر البلية ما يضحك)، حيث أثار استغرابي ان صورا لعصفورة تموت وتودع عصفورها أبكت العالم، بينما أبناء الشعب العراقي يقتلون بالجملة يوميا، فمنهم من يذبح ومن يهجر ومن يختطف وغيرها، ودون تمييز بين طفل أو شيخ أو امرأة، وبين بريء ومذنب، ونجد ان بعضا من نواب برلماننا في (دولة الخضراء) يخرجون على شاشات التلفاز بملبس جميل وربطة عنق جذابة وهندام مرتب وهم يصرحون بان هذا الأمر غير منطقي وغير إنساني وبعد ذلك يعزي ذوي الشهداء بأسلوب خجول جدا لا أجد داعيا لان يتقمصه، وبعضهم لا يخرج ولا يعزي ولا يدلي برأيه حول الأحداث التي تجري؟!!.
ولماذا يخرج وهو أحد اثنين ، إما راض بما يحدث على الساحة العراقية كونه من داعمي الإرهاب أو من عدم المتضررين من جرائه، وإما آمن من تلك الهجمات البربرية، فأصبح شعاره لا شأن لي مادامت النار عني بعيدة!!. نعم بكيت وضحكت، لما آلت إليه أحوال بعض شعوبنا التي يبدو انها باعت صفة الإنسانية بأكملها إلى الغرب كما باعته سابقا تاريخها وتراثها وعلومها التي لو انتهجتها لكانت الآن تقود الدنيا بأسرها، واستوردت محلها كامل الصفات الحيوانية الرديئة، صفات الغاب حيث يفترس القوي الضعيف، ويتعطل حكم العقل والدين والمنطق والأخلاق والمعاشرة، بل وحتى بعض الصفات التي لا تتصف بها حتى الحيوانات، فصدق فيها قول الله تعالى (إنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) الفرقان : 44. لكنما الكيل طفح، وبلغ السيل الزبى وأحسست بالانهيار عندما قرأت على صفحات الانترنيت بان إخواننا المسؤولين يعزون الجنود الايطاليين في الناصرية بعد الأحداث الأخيرة وسبقها نفس الشيء بإرسال بطاقات التعازي للحكومة الأمريكية بسقوط طائرة مروحية راح ضحيتها بعض الجنود الأمريكان!!، وكذلك وأنا أرى كل يوم بعضا من برلمانيينا ينادي بإطلاق سراح المجرمين وكأنه والد حنون لهم ويغضب لأدنى أذى يصيبهم، وينعق بالتهديدات والتوعيدات ضد كل من يقف حائلا بينهم وبين تحقيق مآربهم الدنيئة في قتل أبناء العراق الأبرياء وامتصاص دمائهم وسرقة ثرواتهم، ويكيل الاتهامات الباطلة لكل من يحاول القضاء عليهم وتخليص هذا الشعب المظلوم من شرورهم التي ضج بها القريب والبعيد ممن يحملون روحا إنسانية، بل وفوق ذلك يطالب لهم بالتعويض المادي والأدبي ثم يدعي انه إنما يطالب بحقوق العراقيين جميعا!!
وهنا رحت أتساءل.. ؟ هل وصل الدم العراقي إلى هذا الحد من الرخص يا أيها المسؤولون، وهل لكم ان تبينوا لنا ما يحدث خلف الكواليس؟ والى متى سيستمر مسلسل الضحك على ذقون العراقيين، والتلاعب بعقولهم وبخاصة تحت ستار القومية والوطنية؟ والى متى نظل تاركين وراء الظهور الصفات الإنسانية لديننا الإسلامي الحنيف؟؟ وأخلاق نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وآله، وأخلاق الأئمة المعصومين من آل بيته عليهم السلام؟؟.ولاء الصفار
https://telegram.me/buratha