المقالات

سيادة منقوصة ووطنيون عميان  


عبد الكاظم حسن الجابري

 

السيادة مصطلح سياسي, يعني ممارسة الهيئة الحاكمة سلطتها على نفسها دون تدخل خارجي, من هيئة او منظمة او حكومة اخرى.

الهيئة الحاكمة تشمل سلطتها على حدود المساحة التي تديرها, وللسيادة تعريفات متفرعة وهي مثار جدل بين خبراء الفقه السياسي.

حينما تنتهك هذه السيادة فان للهيئة الحاكمة "الحكومة" لبلد ما أن ترد بأساليب مختلفة, منها استدعاء سفير البلد المُنْتَهِك وتسليمه مذكرة احتجاج, ومنها تقديم الشكوى في مجلس الامن الدولي, ومنها قطع العلاقات, وصولا الى نشوب الحرب.

كذلك فان الفعاليات المدنية عادة ما تقوم بنشاطات تندد بانتهاك السيادة –وخصوصا عندما لا تتخذ الحكومة اجراءً حيال الانتهاك- تشمل نشاطاتها التظاهرات والمسيرات والمناشدات الدولية.

في المجمل فان الانتهاك هو حدث واحد لا يتجزأ, سواء صدر من هذه الدولة ام من تلك, وما يتصوره بعض المواطنين من انتهاك او تدخل قد يكون من وجهة نظر الحكومة انه نشاط مشترك ضمن مذكرات تفاهم وتعاون.

المشكلة الحقيقة هي في تَبْعِيضِ المشاكل, فيتم استنكار تدخل جهة ما, او دولة معينة, وترك تدخل جهة او دولة أخرى وكأن العمى قد أصاب المعترضين, والأمَرُّ من ذلك ان يكون التدخل المسكوت عنه أعظم وأدهى من التدخل المُعْتَرَض عليه.

شواهد كثيرة على ما ذكرناه عشناها في واقعنا العراقي, وخصوصا من قبل المدونين والناشطين, فنجد ان مواقع التواصل الاجتماعي تضج وتمتلئ بالصراخ, ان كان هناك تصريح او رؤية يصدرها مسؤول ايراني, فيما يغضون الطرف عن تدخلات وانتهاكات عظمى, كالقصف الذي قامت به امريكا لقادة الانتصار, او قصف القوات التركية لقرى كردستان.

الحقيقة ان المثقف او الناشط او المفكر أو السياسي الذي يُبَعِّض مواقفه تجاه قضايا السيادة, فيستنكر بعضها ويسكت عن بعضها ما هو الا كشف عن سرائر هؤلاء, فهم إما أن يكونوا مؤدلجين أو طائفيين او مدفوعين بثمن.

٢٣/٤/٢٠٢٠

ـــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك