المقالات

ولأنك الحُسين


( بقلم:علي السّراي)

سيدي...سَجدت على أعتابِ عِشقك القوافي والكلمات وركعت في محرابِ دماكَ خاشِعات دامِعاتوهامت حروفها بخيال محبيك مبعثرات تائِهاتبلغةٍ لا يعرفُ لُغزها إلا العاشقين...لغة ً تفهمُها العُيون وتحتويها القلوب لتحولها إلى غرام يسلبُ الراحة ويُطيل السُهاد...كثيرون هم الذين تكلموا عن الحب وما يصنعه المحبون...وكيف يدخل الحبيب متخفيا ً متسللا ً جوامح القلب مخترقا ً حواجزه دون إذن أو رقيب... لكنهم لم ولن يصلوا إلى حقيقة العشق والود والهَيام.فليس كل حبيبُ حبيب...ولأنك الحسين ...ولأنك الأجمل ...ولأن كربلائِك هي يومنا وأمسنا وغدنا وقد حوتها القلوب...وطافت بحضرتها نبضات صغرت عند محنتها عظائم الخطوب...لهذا استحقيت أن تكونَ أميرها...وقطب رُحاها لتدور حولك محلّقةً ً تسبح بخيال المتيمين...ولأنك الحسين...رمز التضحية والإباء والفداء...ومُلهم الابطال والثائرين والسائرين نحو السماء...فخذ منا قوافل الشهداء سائرة على درب اليقين...إيه ٍ أبا الأحرار يا قدوة الفاتحين...وهل يحلو المسير إلا إليك؟؟؟والندب بالأحمر القاني إلا عليك؟؟؟أويلوموننا ونحنُ العاشقون؟؟؟وهل يلامُ عاشقا ً إن جنحَ به الهَيام؟؟؟ أم تلام تلكن اللاتي قطّعن أياديهُن في محرابِ عشق يُسوف العزيز؟؟؟فيا حُسن يُوسفَ ويا حٌسن الحُسين...إنها وخزاتُ فوق شغاف القلوب... وعشق سرمدي لا ينتهي...فهؤلاء هم...عُشاق الحُسين...عُُشاق الشهادة الحمراء...عُشاق آل بيت ٍ أذهب اللهُ عنهُم الرجس وطهرهم تطهيرا...فسلامُ إلى الجموع الزاحفة والقلوب العارفة ...سلامُ إلى السائرين في طريق ِالحسين وهم يجوبون ويقطعون البراريَ والقِفار...سلامُ إلى من تحدى زؤام الموت, وعواصفَ الحقد, وغدر الشياطين...سلامُ إلى الهمم التي أستعدت, والاقدام التي سارت, والصدور التي لطمت, والوجوه التي إغبرّت والحناجر التي صرخت لبيك يا حسين...بأبي أنتم وأمي يا شعب الحسين...يامن زحفتم راجلين بمسيرات مليونية إلى حيث الرفعة والكمال, إلى قبلة الأحرار وكعبتهم, لتجديد عهد البيعة والولاء إلى فارس كربلاء, ذلك الذي اعتلى سِنام المجد ممتشقا ً سيف الرفض والإباء.سلامُ إلى ذلك الشعب المحمدي الحسيني الذي أذهل العالم بقوة إرادته, وتمسكه بعقيدته التي رسمتها له السماء ورب السماء, وتحديه للظلم والقهر والإستبداد والإرهاب. إنها مدرسة العشق الإلهي, وذالك المُعلم الذي خرّجت مدرستهُ جيلاً بعد جيل من أُباة الضيم, تلك المدرسة التي علمت الناس كيف يختارون الموت مع العزّ وتحت ضِلال السيوفعلى الحياة مع الذُل والهوان. سلامُ إلى تلاميذ عابس ٍ الشاكري, ذلك الضيغم الذي أعلنها صرخة عز ٍ وإباء ٍ وحب وولاء في عرصات كربلاء عندما سألوه أجُننت يا عابس؟؟؟ فقال نعم والله (( حبُ الحسين أجنني))

نعم ... والله لقد صدقت يا عابس, فهاهم أبناء الشعب العراقي الأبي الذي تحدى أعتى الطواغيت وأثبت إنه يستحق ان تنظر له شعوب العالم باجمعها نظرة إجلال وتقدير واحترام, ذلك الشعب الباسل الصامد الذي له السهم الأعلى والقدح المعلى في سوح الوغى والتحدي...

السلام على شعب الحسين الذين لبسوا قلوبهم على الدروع وساروا بصدور عامرة بالإيمان وحب (آل البيت) عليهم السلام متحدين الإرهاب وذئابه التي تتربص بهم ريب ُالمنون ذات اليمين وذات الشمال, ذئابُ راهنت على سحق الإرادة والتحدي وأخماد جذوة الحب والولاء الحسيني في صدور من انتشوا بكأس الغرام من نبع الزلال الصافي لآل بيت النبوة والعصمة حتى فاضت على أرواحهم سبحات ونفحات عطر من مَعين القداسة والطهر المحمدي فأصبحوا ولا يهمهم شأن الموت إن وقع عليهم أو وقعوا عليه ،فشحذت تلك الذئاب سكاكين وأستعدت لحز الرقاب في غبشة الليل بعد أن عسعس ليل إرهابها وأناخ بكلكلهه على صدر المتعبين.

وبرغم نزيف الدماء وإرجاف المرجفين والادعياء, جاؤوك يعضون على جراحهم يحدوهم الأمل ليصلوا إليك , مزمجرين يزأرون كليوث مكلومة  ((لو قطعوا أرجُلنا واليدين نأتيك زحفا ً ًسيدي يا حسين )) جاؤوك متحدين المنايا يُخفون غضباً يهد الجبال هدا وعزم يفتت الصم الصياخيد, وكيف لا وهم سيمعون أنينا ً قادما ًمن طفّ كربلاء وصرخة مدوية ((هل من ناصر ٍ ينصُرنا)) فأجابوك بأبي هُم وأمي بمدامع ٍ عبرى, وصدور ٍ حرى, ((لبيك يا حسين لبيك يا حسين))... إذن هي بيعة العهد والوفاء والولاء من أبناء شعبك يا حسينفقسما ً بدماء نحرك والوتين...وقسما بتراب قبرك أبا السجاد لن نُهين أو نستكين...وعهداً لك من أُباة ضيم ٍ صادقين ووعدا ً قد أقسم عليه عشاق دربك الثائرين...بإننا ماضون في طريقك الذي رسمتهُ لنا, وسوف لن نُحيد أو نميد... ولأنك أرسيتَ المعالم لطريق الخلود والحياة... ولأنك مُهلم العشاق والمُحبين...فعذراً لك سيدي إن تجاسر قلمي في محراب حضرتك.فليس لحروف كلماتي الجرأة على وصفك وقد حار بوصفك الوالهون.فما هي إلا كلمات سَجدت على أعتاب عِشقك تُرتل ترتيلَ الولاء ,كراهب ٍ يترنمُ في صومعة العاشقين يرجوا الوصل إلى شغاف قلب الحبيب فهل من معين؟؟؟فعذراً... والفُ عُذر ٍ سيدي... فقد قصرنا وقصرت كلماتنا في التعبير... فمن نحن وما خطرنا؟؟؟ولكنه الرجاء...وهذا أمل المحبين...ولأنك الأجمل والأنك الأبهى ولأنك الحُسين

علي السّراي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي السّراي
2008-02-29
العزيز الاستاذ سامي المحترم. وحقك ايها الاخ الكريم لقد خط هذه الكلمات قلبي وليس قلمي وأنا أشاهد هذه الملايين الزاحفة متحدية ريب المنون لتجديد بيعة الدم والوفاء والولاء لقائدها ابي الاحرار عليه السلام. والله لقد كتبت هذه المقالة بعين باكية على عظم مصيبة كربلاء وعظم نتائجها والنصر الذي حققه ابي الاحرار الحسين على اعدائه في ارض كربلاء والتكريم الالهي الذي حضي به من لدن العلي القدير وهو مصداق الاية (( ورفعنا لك ذكرك)) فسلام على قائد هذه الملايين الزاحفة وعلى كل الذين وقعوا بعريضة الدم والمبايعة على الموت من اجل هذا الدين والمذهب الحق. جعلنا الله واياكم وهذه الملايين الزاحفة من الموالين والمحبين والثابتين على ولاية من اوجب الله طاعتهم ومحبتهم ونصرتهم على العباد انه سميع الدعاء
سامي جواد كاظم
2008-02-28
كلمات حلو ة الطعم زكية العطر كلمات صدرت من هو بحب الحسين متزر يا علي السراي نحن واياك نفس المشاعر بورك لك حبك و ولائك لابن حيدر رايتهم مع السفياني ودجالهم الاعور وراية الحسين غدا تعلو بيد المنتظر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك