المقالات

لا داعي للمجاملات والتفاؤل  

1450 2020-04-12

حافظ آل بشارة

 

اختيار السيد مصطفى الكاظمي ليشكل الحكومة الانتقالية حدث مهم ، لكني اعجب من تصريحات بعض المثقفين والساسة الحافلة بالتفاؤل ، واعرف انهم في احاديثهم الخاصة يقولون العكس وهم في قمة التشاؤم واليأس ، ألم نقل في نقاشاتنا الخاصة ان معيار نجاح الحكومة هو القدرة على تنفيذ برنامج عملها ، ونقول ايضا ان كتابة برنامج عمل للحكومة اصبحت اسهل من كتابة انشاء عن الربيع بسبب كثرة تكرار البرنامج نفسه لسنوات متعاقبة ، لذا يمكن للاستاذ مصطفى الكاظمي ان يعلن للملأ ان برنامجه هو نفسه برنامج اسلافه علاوي والجعفري والمالكي والعبادي وعبد المهدي ، برنامج تأريخي ثابت يصلح لكل الحكومات ولكل انواع الدعاية الانتخابية ، العراقيون في الشارع يحفظون برنامج الحكومة عن ظهر قلب وهناك مواطنون عندما طرح البرنامج الاول سنة ٢٠٠٥ كانت اعمارهم ٦ سنوات والآن اعمارهم ٢١ سنة ويمكنهم حفظه كما يحفظون القصيدة الخلدونية خرجت يوم العيد ، ويمكن صياغة برنامج الحكومة على شكل نشيد وطني توارث فقراته رؤساء الوزراء بأمانة كتراث وطني ، فقرات ثابتة اللفظ مستحيلة التنفيذ : اعادة بناء الدولة ، فرض القانون ، الغاء المحاصصة ، مكافحة الفساد واسترداد الاموال المنهوبة ، حصر السلاح بيد الدولة ، ثم اضافوا اخراج القوات الاجنبية ، معالجة عجز الموازنة ، تلبية مطالب المتظاهرين ، محاسبة قتلة المتظاهرين ، هذه الفقرات المتوارثة تبقى بلا حلول لماذا؟

١- كيف يمكن اعادة بناء الدولة وهي ممزقة ارضا وشعبا ومحتلة عمليا؟

٢- كيف يمكن معالجة الفساد اذا كان المصلحون هم اعمدة الفساد؟ واغلب القوى السياسية تعيش على الفساد وتفتي بحليته؟

٣- كيف يمكن اخراج القوات الامريكية اذا كانت بعض الاحزاب تحتمي بها وتريد بقاءها؟

٤- كيف يمكن تنفيذ خطة تنمية شاملة واعادة الاعمار اذا كان هدف العملية السياسية نفسها منذ بريمر تحطيم العراق وتقسيمه؟ وترامب يصرح بأنه يريد نصف نفط العراق؟

٥- كيف يمكن حفظ سيادة العراق اذا كانت القوى الحاكمة تستعين بدول ثانية لترسيخ وجودها في السلطة وتخويف الشريك الوطني؟

٦- كيف يمكن حصر السلاح بيد الدولة اذا كانت هناك مجموعات مسلحة مستقلة وعشائر مدججة بالسلاح ولا تخضع للقانون ؟

٧- كيف يمكن انهاء المحاصصة وهي نهج عتيد بنيت عليه العملية السياسية وكثير من الزعماء والاحزاب سيختفون اذا الغيت المحاصصة ؟

٨- كيف يمكن اجراء انتخابات نزيهة اذا كان المواطن لا يعرف اهميتها ويبيع صوته بكارت موبايل؟ وفيها التزوير والتهديد وحرق الصناديق؟

٩- كيف يمكن الخروج من الاقتصاد الريعي وهناك قوى داخل السلطة هدفها منع العراق من تحقيق التنوع الاقتصادي وابقاءه فقيرا مستوردا ؟

١٠- كيف يمكن معالجة الفقر واغلب الاحزاب الحاكمة تعتقد ان الشعب اذا استغنى فلن يسير وراءهم ولا ينتمي الى تنظيماتهم .

١١- كيف يمكن حفظ امن البلد اذا كان بعض قادة العسكر يحملون جنسيات اجنبية ، وامن المطارات والمنافذ بأيدي دوائر اجنبية ؟

١٢- كيف يمكن الوثوق بقدرة الحكومة اذا كانت دول المنطقة والاحزاب والاقليم هي التي تفرض شروطها واملاءاتها عليها وليس العكس ؟

اذا كان خمسة رؤساء وزراء سابقين قد حكموا وانقضت ولايتهم ولم يتمكنوا من ازاحة صخرة واحدة من هذه الصخور فهل يمكن التفاؤل برئيس الوزراء الجديد السيد مصطفى الكاظمي؟

 هل هو اقوى من الذين سبقوه ليفكك هذه القصيدة الوطنية الخالدة ؟

اليس معروفا ان عمل الحكومات في النظام الديمقراطي هو عمل فريق وليس عمل زعيم متفرد؟

اذا اراد الكاظمي تشكيل فريقه الوزاري فمن اين يأتي بهم ؟

سيأتي بهم من الاحزاب وعندنا الوزير يعمل لحزبه وليس لوطنه ، وسيجد الكاظمي نفسه يسير في طريق من سبقوه حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ، هذه هي الحقائق المرة فلماذا هذه المجاملات الباردة والتفاؤل غير المبرر؟ ايها المثقفون ساعدوا رئيس الوزراء الانتقالي الجديد واعرضوا امامه الحقائق المؤلمة لكي يعرف اكثر الى اين هو ذاهب وماذا عليه ان يفعل .

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك