المقالات

فن صناعة الأزمة

1882 2020-02-12

حافظ آل بشارة

 

هذا الملف بحاجة الى كثير من البحث ، كأننا ننظر الى اللوحة نفسها من زاوية أخرى ، كثير من لوحات الرسم الخالدة نعجب بها وربما لا نعرف من يقف وراءها ، الأزمة العراقية الحالية هي واحدة من تلك اللوحات الذكية النادرة ، انظروا الى التداخل والشبهات وشبكة الانفاق المظلمة والمفردات المتنافرة :

- طبقة سياسية اغلبيتها فاسدة وفاشلة ، من الذي اوصلها الى السلطة ؟

- بلد مقسم الى ٣ مكونات غير متعاونة من الذي قسمه بهذا الشكل ؟

- ١٧ سنة من الفساد والفشل والفوضى ، من الذي شجع على مضي السنين بلا حل ؟

- تظاهرات احتجاجية متأخرة ومفاجئة تطالب بالاصلاح ، من يقف وراء توقيتها ؟

- جريمة قتل المتظاهرين ، من المسؤول عنها؟

- القوى المتعددة والمتناقضة التي تستخدم التظاهرات هي أداة تنفيذ الحرب الاهلية الشيعية هل فشلت حقا ؟

- رئيس الوزراء المكلف أمامه خياران احلاهما مر ، اذا اختار وزراء مستقلين سترفض الاحزاب تمريرهم في البرلمان ، واذا اختارهم من الاحزاب فسوف ترفضه ساحات التظاهر والمرجعية والناس اجمعين ، ماذا سيفعل ؟

- اذا انقضت 30 يوما ولم يشكل علاوي حكومته سقط تكليفه دستوريا ويجب تكليف غيره ، من هو ؟ وما الفائدة منه اذا كان سيواجه الخيارات نفسها .

- سؤال متأخر : حكومة علاوي تشبه حكومة عادل عبد المهدي ومكلفة بالواجبات نفسها فلماذا اقيلت حكومة عبد المهدي ؟

هذه هي لوحة الأزمة العراقية بتفاصيلها وهي اكثر تعقيدا من لوحة (العشاء الاخير) لدافنشي ، انها لعبة تصميم أزمة يجب ان تنتهي الى حل معد لها مسبقا ، مثل رسم اللوحات المشفرة ، هناك شيطان يختفي خلف الستار يتلهف لسماع الجملة الأخيرة القائلة : (هيا قسموا العراق واريحونا) ، في هذه الأزمة الخاسر الاكبر هو الشعب ، وسيكون الخاسر الاكبر في خاتمتها الشعب ايضا الا اذا قرر هذا الشعب انقاذ نفسه بعمل نوعي محفوظ من السرقة ، أي عندما يقرر ان يكون هو اللاعب وليس اداة في اللعبة .

 

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك