المقالات

الأبداع وعيون الحاقدين


( بقلم : مــحــمــد حــســيــن )

تمر على الأنسان مراحل ومتغيرات متناقضة تارة وملائمه تارة اخرى خلال مسيرة حياته العامة والخاصة ، لاسيما العوامل السياسية ، الاقتصادية ، الأجتماعية والنفسية المؤثرة والتي يحاول بحكمته وحلمه ان يتجاوزها بشكل متحضّر ومسالم ، مقابل التيار المعاكس الذي يأخذ جانب الحقد والأنانية الذي بدوره يتحول وبمرور الزمن الى حالة العداء من خلال عمليات التسقيط التي تمارس ضد نجاحاته ، فلا تتمخض من حالات التسقيط التي يتعرض لها المبدعين إلاّ الأصرار على مواصلة التقدم والأزدهار، وذلك بتعزيز المهارات المختصة التي يتحلون بها ، غير مبالين بالمتعبين المتربصين على نجاحاتهم . فالمهندس مثلا يتجول في أروقة التكنولوجيا أو عبر مواقع الأنترنت للتعرف والحصول على معلومة أو جهاز متطور ليسهّـل عمله وليرغب الزبائن لمراجعة شركته للوصول الى هدفه في خدمة مجتمعه ونفسه ، وحياته لاتخلوا من الحاقدين عليه وعلى أبداعاته ، مثله مثل الطبيب أو التاجر ، وهكذا الحال للكاتب أو الصحافي الذي يعتبر كالجندي والمحامي المدافع عن أرضه وشعبه ، فالأعلامي له القدرة على معالجة أمور عديدة تخص مجتمعه ووطنه ، وكل حسب قدراته وكفائاته وحضوره الدائم بين مكونات مجتمعه لينقل ماهو ضروري لأبناء جلدته ، فيختار أفضل الوسائل وأرقاها لينال رضى ضميره أولا ثم رضى القرّاء الأفاضل ، فتراه يتحمل كل أشكال وأنواع عمليات التسقيط و التحبيط لنجاحاته من أطراف يعملون في نفس المجال ومن آخرين بعيدين تماما عن مجال نشاطاته وأهتماماته ، لالشيء ، بل فقط للرسالة الأنسانية التي أشبك حاله فيها خدمة لشعبه وأرضه ،

أما المنافسة الشريفة في مجالات العمل بشكل عام فأنها تعتبر عنصر مرغوب وفعّال عند المجتمعات المتحضرة وعامل إيجابيّ نحو رقي وتقدم المجتمع في كل مجالاته الحياتية ، بشرط أن يكون التنازع مصحوب بالوعي المتكامل بين كل الأطراف المتنافسة في الأعمال المهنية والأنسانية ، ومع كل هذا فالأمر لايخلوا من حالات الحقد والحسد والأنانية بين هذه الأطراف ، لأنها نوع من أمراض النفس البشرية ، فترى بعض المتنافسين يلجأؤون الى تسقيط صورة الطرف الآخر للحدّ من عرض نتاجاته العلمية والأدبية ، ولتحجيم سمعته أمام الرأي العام ، مثلما يصل الأمر غالبا الى حالات التنكيل ، التشكيك ، التكذيب والتحجيم ، لما شأنه يعرقل حركة سير قطار المعرفة والأبداع والتحدي ،

ومن المضحك المبكي أن ترى بعض الأحيان عمليات تسقيط من أطراف يدعون أنهم من ذوي الأختصاص والتجربة العاليتين في نفس المجال وهم بعيدون عنه ظاهرا وباطنا وهذه هي الطامة الكبرى بين الأعمال والمنتجين ، وأحيانا أخرى تأتي من أطراف ليست لها علاقة إطلاقا في مجال أهتمامات الأول ، فأذا كان المبدع أو المحقود عليه على سبيل المثال أعلاميا ناجحا وكاتبا مقبولا من كل الأطراف الأعلامية على نطاقه المحلي أو على المستوى الدولي ، فترى الحاقد المريض يبذل كل جهدة للتنكيل بذلك الأعلامي المتميز ، علما أن هذا الحاقد ليست له اية علاقة بمجال الأعلام أو الصحافة ، مثله مثل الحاقد على طبيب جراح أو مدرس متميز أو كاسب أو شرطي شجاع ، وهو بعيد كل البعد عن مجالات أعمالهم .

وهكذا يبقى قطار الهداية والمعرفة مواصل مسيرتة الأبداعية دون توقف متحديا كل العقبات والعثرات التي توضع أمامه ، فتراه يزدان ألقا ونجاحا غير مباليا بتلك الأمراض النفسية ، سائرا على خـُطى الذين سبقوه في مجال الخدمة وتحمل المسؤولية ، ومواجها لكل أساليب الأحباط المتفشية في عالم الأبداع والأختراع .

وبالمقابل وخلف قطار الأبداع هذا ، هناك الدواب مابين ناهق وناعق ونابح مهرولين متعبين ينشدون لحن الحقد والكراهية دون كلل " نعم للتسقيط لا للتكريم والشكر " وبالتالي تراهم لايحصدون و لايجرون ورائهم سوى آلام الخيبة والخسران ، ويبقى المبدع المتميز المُقيَّم من الجهات المختصة بأبداعه وكفائته ، شامخا شاهرا قلمه وأفكاره التي يسهر عليها الليالي ليقدمها سائغة لشعبه ووطنه ، وتراه واقفا كالجندي المحارب الباسل بوجه الحاقدين المرضى ، وكالمحامي الذي يدافع عن قضيته بكل شفافية وأخلاص ومهارة غير مبال بكل النعرات المعادية الحقودة ، لانه أعلى وأرقى من أن ينزل الى المستويات المصابة بداء الحقد والتنكيل .وصدق لسان الشاعر حين قال :- الحقـد دائـن دفين ليـس يحمله إلا جهــول ملـئ النّفــس بالعلل ما لي وللحقد يشقني وأحمله إنــي إذا لغبــي فاقــد الحيــــلسلامة الصدور أهنأ وأحب لي ومركب المجد أحلى لي من الزلل أذا نمت نمت قرير العين ناعمه وإن صحوت فوجه السّعد يبسم لي وأمتطي لمراقبي المجد مركبتي لا حقد يوهن من سعيي ومن عملي

مــحــمــد حــســيــن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك