بقلم / برايان بينيت ومايكل ويسكوف عن / نيويورك تايمز
بعد أشهر من شفائه من الطلقات التي استهدفت حياته.. وفي أول ظهور له عام 1998 في نادي اليخوت في الجادرية استخدم عدي قوة حماية شديدة البأس لمراقبة الحشود من الأصدقاء!! والعوائل من منصات عالية تشرف على الضيوف، يلاحظ عدي في تلك الأثناء شيئاً يرغب به وبصورة دائمة ويشير لنائبه الأقدم الذي ساعد في ترتيب هذه الحفلة. وهو يركز نظره على فتاة جميلة جداً في الرابعة عشرة من العمر مرتدية فستاناً أصفر جميلاً وهي تجلس مع والدها وكانت والدتها وشقيقها وشقيقتها موجودين أيضاً.
يلتقط حراس عدي الشخصيون الإشارة ثم يتحركون نحو الفتاة في القاعة المظلمة ويشعل أحدهم ولاعة سكائر حال وصوله إلى طاولة الفتاة. كان عدي البالغ من العمر 33 سنة يخشى أن يخطئ الحراس في اختيار الفتاة المطلوبة. وحين تغادر الفتاة الطاولة إلى غرفة المكياج يلحق بها حراس عدي حتى دخولها الغرفة ويقدمون لها خياراً كما يقول (..) وهو مدير أعمال عدي بأن تعتلي المسرح الآن وتقدم التهاني إلى عدي بمناسبة سلامته أو تتصل به على هاتفه الخاص لتلك الليلة. تعتذر الفتاة وهي مأخوذة بالرعب وتتحجج بأن عائلتها ترفض ذلك تماماً.. يرد أحد الحراس: هذه فرصتك في الحياة ويعدها بالثروة. ويقول لها أيضاً: كل ما عليك هو الصعود هناك ولمدة عشر دقائق فقط وحين ترفض ثانية ينفذ الحراس خطة عدي الثانية إزاء حالة كهذه وهي دفع الفتاة إلى موقع معزول في موقف السيارات ثم اختطافها ونقلها إلى المقعد الخلفي لسيارة عدي، وقد سد فمها بقطعة قماش لمنعها من الصراخ.
وتعود الفتاة بعد ثلاثة ايام إلى دارها مع فستان جديد وساعة ذهبية ثمينة ومبلغ كبير من النقود، يقوم والدها بفحصها خوفاً من الاغتصاب فتجيء النتيجة (موجبة)..ومن المعروف عن عدي بأنه اسوأ من ابيه في الكثير من سلوكياته وهذا الشيء يدركه العراقيون منذ فترة طويلة.. وبعد أن سقط النظام فإن تفاصيل وحشية عدي وقصي بدأت تظهر وخاصة عدي وسلوكه الشائن وحالته النفسية الغريبة والسادية.
أما قصي فقد أخذ مكان أخيه في السنوات الأخيرة حيث كان اهتمام والده فيه أكثر من عدي بمنحه بعض المواقع الحساسة في الدولة. ففي الانتفاضة الآذارية بعد حرب الخليج الثانية منح صدام ولده قصي سلطة واسعة لسحق تلك الانتفاضة. ويذكر شاهد عيان حادثة تدل على قسوة هذا الرجل حين شاهده ببزته العسكرية في منطقة الصويرة يحتجز عدداً من المواطنين يزيد عددهم على ثلاثمائة شخص من المعارضة في منطقة زراعية خارج الصويرة.. يتقدم قصي نحوهم حاملاً مسدسه في يده اليمنى ويطلق الرصاص على أربعة منهم ويرديهم قتلى حسب ما جاء على لسان ضابط خفر المشهد.
ثم يأمر بإعدام الباقين ويركب سيارته عائداً إلى بغداد. لم تكن هذه المرة هي الوحيدة في سلوك قصي الإجرامي وحسب ما قال المصدر فإنه أمر قوات الأمن الخاصة بإعدام خمس عشرة عائلة دفعة واحدة في (مدينة صدام)، إن هذه القسوة والولاء دفعت بوالده إلى أن يعطيه مواقع جديدة في القيادة.أما عدي فقد تسلم مناصب أقل تأثيراً مثل اللجنة الأولمبية ووسائل الإعلام العراقية وقيادة مجموعات فدائيي صدام. كان عدي يشكل رعباً وتهديداً لأي والد يشاهد عدي ابنته أو أية امرأة، بل وحتى لأصدقائه المقربين الذين يتعرضون للإهانة والتعذيب من قبله مباشرة.
يقول رئيس الطباخين في نادي الصيد أن حفلة عرس أقيمت في هذا النادي وفي الليلة التي بدأت فيها الحفلة اختفت العروس بشكل مفاجئ: أغلق الحراس الشخصيين جميع الأبواب ولم يسمحوا لأي شخص بالخروج بدأت النساء بالبكاء والصراخ.. ما الذي حدث للعروس؟ الزوج كان يعلم بالأمر.. يأخذ مسدساً ويطلق الرصاص على نفسه..
وهناك حادثة أخرى حيث تم اختطاف عروس في الثانية عشرة من العمر ونقلها إلى أحد قصور عدي حسب ما ذكرته إحدى الخادمات التي كانت تعمل هناك. وتضيف الخادمة أنها شاهدت حارساً ينزع توب العروس الأبيض ويغلق عليها باب الحمام فراحت تبكي.. وبعد أن وصل عدي سمعت الخادمة صرخات عالية ثم طلب منها تنظيف المكان وتم نقل جثة الفتاة في بطانية عسكرية. كان هناك حامض الأسيد وقد استعمل على كتفها الأيسر والجانب الأيسر من الوجه. ووجدت بقع من الدم على سرير عدي وقطع من الشعر الأسود واللحم البشري في الفراش. وأمرها أحد الحراس قائلاً: لا تذكري شيئاً عن الذي رأيته أبداً وإلا سوف تنتهين أنت وعائلتك .
https://telegram.me/buratha