المقالات

إتفاقية بغداد وواشنطن.. وخيارات المرحلة الجديدة


( بقلم : سلام السراي )

لعل انظار المراقبين والمحلليين السياسيين متجهة الى الاجتماعات واللقاءات التي ستعقد في بغداد نهاية شباط فبراير الجاري، بين القادة السياسيين العراقيين والادارة الامريكية حول ملفات مهمة وحساسة ومصيرية في الوقت نفسه. الناطق باسم الحكومة الدكتور علي الدباغ اكد ان هذه الاتفاقية ستمكن العراق من تحقيق مصالح الشعب في المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية اضافة الى المجالات السياسية والدبلوماسية والثقافية وإقامة علاقات ودية مع الشعب الاميركي»، ومشددا على ان «العراق لن يوقع على اتفاقية ما لم ترض طموحات العراقيين بالاستقلال والبناء والتقدم وبما يخدم المصلحة العراقية ومصلحة الشعب الاميركي».

هذه المباحثات ستكون مخصصة لقضايا طالما اثارت جدلا ًواسعاً في الساحة السياسية العراقية والاقليمية والدولية .. فسيتم بحث تحديد العلاقة بين القوات متعددة الجنسيات وتواجدها على الاراضي العراقية وشكل التنسيق مع الحكومة العراقية وتحديد صلاحياتها الامنية، وملف الشركات الامنية، فضلا عن اهم القضايا واكثرها حساسية وهي قضية الوصاية الدولية ممثلة بالبند السابع من قرار مجلس الامن الدولي.

لا شك ان هذه الملفات لقيت استجابات متباينة لدى القادة العراقيين، فقد رحب البعض بهذه اللقاءات كونها تصب في مصلحة البلد في الانفتاح على العالم العربي والدولي وعودة السيادة الكاملة للعراق وترسيم العلاقات بين البلدين، فيما رأى البعض الاخر ان الاجتماع سيعطي الادارة الامريكية الحرية الكاملة في البقاء او الخروج من العراق ويفسح المجال للشركات النفطية والاستثمارية في الهيمنة على خيرات ومقدرات البلاد!.. الان ان تلك الاراء تبقى مرهونة بعقد الاتفاقية المنتظرة، ولا تخرج من طور التكهنات والتخمينات.. ولكن الشيء المحتم ان القادة العراقيين لابد ان يخرجوا بموقف يرسم استراتيجية واضحة المعالم للمرحلة المقبلة خصوصا اذا وضعنا بعين الاعتبار نجاح الحكومة العراقية وجهودها بإقناع الرأي العام حول الفصل بين العراق الجديد وما كان ما قبل التاسع من نيسان 2003 وما رافق سياسات النظام البائد من تدهور اقتصاديا وسياسيا وفكريا افضى الى ابتعاد العراق من المحافل الدولية والاقليمية وحتى العربية منها، فلابد للعراق ان يفتح افاقا في العلاقات الدولية والاقليمة والبحث عن الاصدقاء رعاية لمصلحة البلاد وعلى مختلف الاصعدة.

اذن تلك الاتفاقية التي ستعقد، تعد خطوة مهمة بالاتجاه الصحيح، بعدما تخطينا مرحلة الصعبة التي شهدت فراغا دستوري وسياسي وامنيا، خصوصا وان هذه المحادثات تأتي في وقت يشهد فيه القادة العراقيون حراكا سياسيا من اجل تشكيل حكومة وطنية يرأسها السيد المالكي او ترشيق الحكومة الحالية، لاقتناع تلك الكتل السياسية بعجز الحكومات السابقة عن تحقيق المصلحة الوطنية العليا.. نعم تلك القناعات لم تحصل لولا توفر الارضية السياسية المناسبة لذلك بضرورة دعم المشروع الوطني وتغليب لغة التفاهم لحل القضايا العالقة على الرغم من المناكفات التي تحصل هنا وهناك وكذلك التلكؤات التي رافقت عمل السلطة التشريعية والقضائية، فاغلب المراقبين والمحللين كانوا يؤكدون على ان نجاح الملف الامني مرهون بنجاح الملف السياسي، ولذلك ما شهد من انفراجات سياسية في الفترة الاخيرة – بغض النظر عن انسحاب هذا الطرف او ذاك- وتنامي مشروع المصالحة الوطنية وتشكيل مجالس الصحوات في المحافظات حتى شهدنا انفراجا امنيا على المحافظات كافة وخصوصا العاصمة بغداد..

وهذا يقودنا الى نقطة محورية ومهمة هي ان هذه الاتفاقية لا يكتب لها النجاح ما لم تسبقها حوارات مكثفة بين السياسيين العراقيين انفسهم يحددوا فيها ملامح المرحلة المقبلة، وبخلاف ذلك فإننا سنرى مزيدا من التخندقات الطائفية وكثيرا من التكتلات السياسية، قد لا يدفع فاتورتها سوى المواطن العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك