المقالات

فرية الشيعة في عيد الغدير!

2797 2019-08-17

ضياء المحسن

 

منذ أربعة عشر قرناً ونحن نسمع بتنصيب الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) أميراً للمؤمنين، بأمر من الرسول الخاتم (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم)، فهل هذا الأمر فيه انتقاص من أصحاب الرسول الأكرم (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم)، أم أن الأمر أخطر وأكبر من ذلك.

حقيقة لم نجد فيما يقول فيه الشيعة أي انتقاص لأي من الصحابة الكرام، ذلك لأن مسألة التمييز والتفضيل نجدها ترد كثيرا في الكتاب العزيز، من قبيل تفضيل (أمة على أمة) أو تفضيل (بعض بني آدم على بعض) وهكذا من غير إطالة حتى لا نخرج عن صلب الموضوع.

لم نسمع أيا من علماء الأمة من جميع الفرق أن قال أن الرسول الأكرم (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم) قد خالف أمرا للجليل (جل شأنه) لأنه (لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يوحى) واستنادا الى فحوى هذه الآية الكريمة، يكون تنصيب الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) إماما مفترض الطاعة يعد واحدا من الفروض العبادية التي يجب ان يلتزم بها المسلم، تأسيساً على ما تقره الآية القرآنية الكريمة ((ما أتاكم الرسول فخذوه)) حيث قام الرسول الأكرم في غدير خم مخاطبا جموع المسلمين ((ألا من كنت مولاه، فهذا عليٌ مولاه)) وهي الخطبة المعروفة لدى عامة المسلمين.

قد يتصور بعض السذج أن الأئمة عليهم السلام فقط هم أئمة الشيعة، وهذا خطأ يقع فيه حتى بعض المحسوبين على المثقفين، ذلك لأننا نقرأ في أدعية الزيارة المنسوبة الى أئمة أهل البيت (عليهم السلام) (السلام على أئمة المسلمين) فلم يذكر في الزيارة كلمة (شيعة).

اليوم وبعد أربعة عشر قرنا على هذه الواقعة يحاول أصحاب الغرض السيء سرقة مستقبل الأمة، كما سرقوا ماضيها، من خلال إستغلال المناسبات الدينية ومنها مناسبة عيد الغدير، حيث يحاول هذا البعض من الفريقين تجييرها لنفسه دون الآخرين خدمة لأهوائهم، ويتناسى هؤلاء أن عجلة التقدم لم يكن في يوما من الأيام مقدرا لها أن تعود الى الوراء، عندما غادر أبناء هذا البلد الشجاع، والذي يستمد شجاعته من ثرى هذه الأرض الطيبة، والتي تضم رفات أسماء عظيمة، رسمت قدر هذه الأمة دون المسميات التي بتنا نسمعها اليوم (سنة، شيعة، براءية) وغيرها، لأن الأساس كان هو إعلاء كلمة الإسلام في المشرقين والمغربين، وأن تعلو راية الإسلام أرجاء المعمورة (يعبدونني ولا يشركون بي شيئا) سورة النور55، هكذا يقول الباري (عز وجل).

مما تقدم نجد أن عيد الغدير ليس حكرا على الشيعة فقط، لأنه رسالة السماء كان على الرسول الأكرم (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم) أن يبلغها لجميع المسلمين، وأن لم يفعل ((فما بلغت رسالته))، لذلك فإن إختيار النبي الأكرم (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم) لهذا الوقت بالتحديد، لأنه يعلم يقينا أن الإنسان لا ينسى هكذا مواقف تمر عليه، فهو يوم إتمام النعمة ويأس الكفار من محاولاتهم لكسر شوكة هذا الدين؛ وقد خاب فألهم وخسروا خسرانا مبينا.

إن قضية الغدير ليست عبارة عن حسابات شخصية أو عاطفية، ذلك لأن الخلافة والنبوة صنوان لا يفترق أحدهما عن الأخر، حيث نجد الرسول الأكرم يعبر عن ذلك بقوله للإمام علي (عليه السلام) ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي))، بل هي أعظم من ذلك، لأن الباري عز وجل لم يكن ليترك أهل الأرض بدون راعِ يوجههم، إذا لساخت الأرض ومن عليها، فكانت الإمامة وكان علي بن أبي طالب (عليه السلام) كفؤاً لها وأهلا لها، وحتى لو افترضنا جدلا بأن هناك حسابات شخصية في هذا الموضوع، فلم يكن هناك اجدر وأحق بالإمام عليه (عليه السلام) ليتصدى لهذا الموقع الحساس، وهو الذي عرفته سوح الوغى، والذي لم يداهن على دينه قيد أنملة.

نحمده ونشكره على نعمة الهداية لدينه، والولاية لوليه، إنه نعم المولى ونعم النصي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك