المقالات

إنتكاسة العراق في مبادرة المالكي

1928 13:37:00 2006-06-26

( بقلم شوقي العيسى )

في مشهد يقل نظيرة إطلالة شخص رئيس الوزراء من أعماق قبة البرلمان العراقي ليعلن مبادرته التي جاءت مخيبة لآمال العراقيـين الذين تعدودوا على مصير القتل والدمار ، وقد تكون مبادرة رئيس الوزراء تجلب الفائدة للبعض وخصوصاً من داخل قبة المجلس ولكنها ليست بالضرورة مبادرة مشجعة للغاية مازلت أطراف الصراع من البعثيـين وإن لم تتلطخ أيدهم بدماء العراقيـين ولكنهم يبقى أسمهم بعثيـين وهيهات من قبولهم مرة أخرى على رقاب العراقيـين.

قبل الدخول في مناقشة المبادرة هناك شيء مهم جداً أود تقديمة في هذا المقام بعد أن أخفق الدكتور الجعفري في تلبية متطلبات القوى التي دخلت أخيراً العملية السياسية وبعد أن عجز أصدقاء الإئتلاف في أقناع الجعفري بالعدول عن موقفة الذي بقى متصلباً إزاء كل الضغوطات الواسعة التي كانت تصب على شخص الجعفري الذي لن يدم مقامه في رئاسة الوزراء بعد أن سعى السفير الأمريكي وبقية القوى السياسية في إزاحة الجعفري كانت هناك وثيقة يجب قبولها من قبل رئيس الوزراء حتى يتم قبوله في منصبة تلك الوثيقة كانت هي مبادرة المالكي للمصالحة الوطنية التي أعدها السفير الأمريكي والإدارة الأمريكية بالتعاون مع رئيس الجمهورية العراقية السيد جلال الطلباني بحيث أصبحت تلك الوثيقة ميثاق شرف على رئيس الوزراء الجديد يجب أن يطبقها بحذافيرها ..

وبما أن السيد المالكي شخص ذكي جداً وعندما رأى التيار القادم ضده تيار عاصف أعلن موافقته على ذلك وقد بدأ بالفعل بالتنفيذ قبل أن يعلن مبادرته وذلك بأطلاق سراح المعتقلين يومياً على شكل وجبات ترضية الى جبهة التوافق العراقية والحوار الوطني وغيرهم ولولا هذه الوعود التي قطعت لما تمت مسيرة العملية السياسية ولا غبار على ذلك لأن الشعب العراقي عرف من هو العدو الحقيقي له ....

أين تكمن الإنتكاسة؟

لا شك ولاريب أن الساحة العراقية تشهد صراع دائم بين القوى المتمثلة بالشعب العراقي وطرفها الحكومة العراقية وبين الإرهاب المتمثل بالبعثيـين والصداميـين وتنظيم القاعدة وفصائل مايسمى بالمقاومة ، قد وردت مفردة مد اليد والمصافحة ألخ..... ستكون إنتكاسة الشعب العراقي عندما تضع الحكومة يدها مع البعثيـين وتجلبهم للعملية السياسية فهنا قد إنهار بناء المعارضة العراقية لمدة خمس وثلاثين سنة من الجور والحرمان على أيدي البعثيين .

الإنتكاسة الثانية : إعادة النظر في هيئة إجتثاث البعث وهذا يعني أننا سنظرب البنية الرئيسية للبلد فلولا هذه الهيئة لأصبح المناصب الإدارية تعم بالبعثيين على ماهم يسطرون عليها وكأن الحكومة العراقية قد مسحت هذا كله .

الإنتكاسة الثالثة : أصدار عفو عن الذين لم يتورطوا في جرائم ضد الشعب العراقي كل هذا جيد وجميل ولكن نحن على معرفة بأن التحقيق مع المجرمين يأخذ وقت ولحد الآن لم نلمس أصدار عقوبات على الذين تم تجريمهم من الإرهابيين أي أن من يضمن السلطة القضائية التي ستحقق مع هؤولاء أو تعيد النظر فيهم إذا كنا سوف نلغي قانون إجتثاث البعث وإرجاع البعثيين الى وظائفهم فسوف يطبق القانون البعثي آنذاك ويطلق سراح كل من ثبت أو لم يثبت عليه الجرم.

الإنتكاسة الرابعة : تعويض المناطق الساخنة أي أن المناطق التي شهدت معارك وإضطرابات ضد الشعب العراقي ستعوض أما المناطق الآمنة فلن ينالوا شيئاً وستعاد أبنية كل المناطق التي أصبحت مسرح للمعارك مع الإرهابيين أيعقل ذلك أن يبدأ بناء وتعويض المناطق التي قاتلت الحكومة العراقية .

الإنتكاسة الخامسة: هي خيبة الأمل التي منيّ بها الشعب العراقي بحكومته الجديدة بوضع يدها مع الذين روعوا نساء العراق وأطفال العراق وأتحدى أي شخص يقول هذه الجهه لم تتلطخ أيدهم بدماء العراقيين من تلك الجهه فمن يعرفهم إذا كانوا جميعاً ملثمين عندما يهاجموا العراقيين وإذا كانوا معروفين من قبل الحكومة العراقية فلماذا لا توقفهم لحد الآن عن أعمالهم وأعتقد أن هناك الكثير من الإنتكاسات في مكنون المبادرة ولكن أكتفي بهذه النقاط.

نحن ليس ضد المصالحة الوطنية ولكن للذين يستحقون المصالحة لا أن نمد أيدينا للإرهابيين ولا فرق بين الإرهاب والمقاومة حيث أن المقاومة الوطنية إذا كانت شريفة حسب مايدعون فعليهم الوقوف ضد الذين يشوهون سمعتهم بقتل أبناء الشعب العراقي أم أن المصالح مشتركة ؟؟؟؟

أليس كذلك يامن تدّعون المقاومة أليس من الشهامة والنخوة أن تحاربوا الإرهاب الذي يبطش بشعبكم .

لقد كانت مبادرة السيد رئيس الوزراء مخيبة لطموحات الشعب العراقي على الأقل شريحة منه ممن يرون لاتصالح من البعثيين أطلاقاً ونرجوا ونأمل أن تكون هذه المبادرة فاتحة خير وأن يتوقف الإرهاب في بلدنا العراق.

شوقي العيسى

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك