حيدر الطائي
بضعةُ أسابيع تفصلنا عن الملحمة الحُسينة العاشورائية العظيمة. التي تختزل بها كل معاني وعبر الحزن والأسى الملحمة التي خلدت التأريخ وليس التأريخ خلدها. وبما إن خدمة الحسين عليه السلام. يقومون بشهر الحسين(شهر محرم الحرام) بالتنوع في الخدمة وكلاً حسب تخصصه وفنه المنشد باختيار القصائد الجميلة وتطوير الصوت الحسِن والشاعر بكتابة القصائد الهادفة ذات المعاني الولائية
والأديبُ يقوم بصياغةٍ أدبية ملحمية للفاجعة
والمسرحي بكتابة نص يُحاكي الواقعة الأليمة.
والهيئات الحسينية تقوم بتنظيم سير المواكب والهيئات الأخرى بأنتظام تسر الناظرين من جمال روعتها.
والمواكب تقوم بإعلان الحزن وتجدد الولاء لصاحب المصيبة كل هذه الجهود تقوم مشكورة بأحياء هذه الملحمة العظيمة الخالدة. مااريدُ قوله اختصار هو إن خدمة الإمام الحسين عليه السلام من المنشدين(الراوديد) يقومون في بداية شهر ذو الحجة وقبله. من استعداداتٍ حثيثة وتجهيز امكانياتهم العزائية للناس على صعيد تطوير القابليات الصوتية والنغمية وتلحين القصائد التي يكتبها الشعراء والأدباء خصوصًا ورسالتي لهم حفظهم الله جميعًا كبيرهم وصغيرهم الشهيرُ منهم والغريب والقديمُ منهم والمبتدأ فلهم جميعًا أقول.
اولا: يجب على كل منشد حسيني ( رادود) قراءة السير الذاتيةللأئمة المعصومين عليهم السلام ودراسة حياتهم الفكرية والثقافية والسياسية وجميع مجالات حياتهم العامة حيثُ تكون الدراسة حفيصة وواعية ولاتشوبها العواطف الغير منطقية والعبثية في النص الذاتي لهم بل التحقيق في الدراسة وخاصةً حياة الإمام الحسين عليه السلام ودراسة نهضته على جميع الصعد. من خلال دراسة التأريخ دراسة دقيقة وموضوعية.
ثانيا: بعد الدراسة لسير أهل البيت عليهم السلام دراسة الأنغام الصوتية وخاصة القرآنية مثلاً (كنغم البيات والرست والنهاوند والسيكاه) وماشابه من هذه الأنغام ويجب أيضًا دراسة جمعها وتفرعاتها وتكون الدراسة خاضعة لأساتذة ماهرين وحرفيين بهذا الإختصاص النغمي. واختيار القصائد على نسق نغمي.
ثالثا: تطوير الحنجرة بقابليات حسنة وصوتٍ عذب سليم جميل يخشع له المرء من جمال العذوبة الصوتية له. واستشارة اساتذة متخصصين في مجال الصوت والحنجرة وترك مالايليقُ بها وأخذ المُحّسنات المفيدة للحنجرة.
رابعا: إختيار مجموعة من الشعراء الحسينيين ذات الخبرة الشعرية والاحرى الأخذ من بين الشعراء أديبٌ يكتبُ في أوزانٍ أدبية جميلة وهادفة في اللغة العربية الفصحى
والأولى معرفة الأوزان والبحور الشعرية وضبط لسان الحال من الشعر بضابطة شرعية كي تكون سليمةُ الهدف والمحتوى وأن يكون الأولى أن يكون الشاعر ذات مواصفاتٍ فنية أي أكاديمي وذو خبرةً طويلة في مجال الشعر وأن يمتلك السلوك والمظهر الحسِن الأخلاقي ويكون تحديدًا من خدمة الحسين وأن لاتكون قصائده ذات محتوى طائفي أو عاطفي لاتمت بصلة للقضية الحسينة. وأن يكون ذو سمعةٍ طيبة.
خامسا: جعل مستشارين ذو خبرةٍ في مجال القضية الحسينية كرجل دين معروف بتدينه وتقواه وعرض عليه جميع القصائد فإن كانت متطابقة للشرع والدين والأحكام الفقهية فخيرًا وأن كانت ذات طابع غير سليم وتحمل عنواين تُسيء للقضية الحسينية فالأفضل تدارك الأمر بأقرب فرصة واستبدال هذه القصائد بأخرى سليمة.
سادسا: يجب على خدمة الحسين عليه السلام من منشدين (الرواديد) دراسة المجتمع دراسة دقيقة جيدة ومعرفة توجهاته الدينية والفكرية وكتابة قصائد تُحاكي لغة عصر المجتمع والخروج من النمطية الكلاسيكية أو تطوير هذه التقليدية بأسلوبٍ حضري وقراءة القصائد المنبرية(الكعدة) وقراءة قصائد توحد المجتمع وتذكيره بالنهضة الحسينية وانتقاد الشوائب والسلوكيات في المجتمع وخاصةً المظالم التي تُصيب المجتمع ومقارعة الطغاة والحكام بالقصائد ذات الطابع السياسي الإصلاحي وجعل المجتمع من خلال هذه القصائد حماسيًا وثوريًا ورافضًا لكل أنواع الظلم والاستبداد.
كلام قبل الختام
نتمنى التوفيق والنجاح والسداد لكل خدمة الحسين عليه السلام بكل تنوعاتهم واتجاهاتهم ورسالتي لهم.
الحسين هو الهدف الذي يجمعكم فكونوا يدًا واحدة ولاتتفرقوا عن سبيله فتفرقكم السُبل. فكونوا ببركة الشهيد العطشان نعم الخدم والأحرار في دينهم ودنياهم وتزودوا بعبرةً وعِبرةٍ منه فإنه العطاء الذي لاينفذ. سلام...
https://telegram.me/buratha
