المقالات

ارهاب ( عربي ) متعدد الجنسيات


( بقلم : نعيم العكيلي )

هل قدر للعراقيين ان يذبحوا بسكاكين اشقائهم ؟ اوَ ليس هؤلاء الاشقاء هم الذين يملؤون الدنيا اليوم صراخا وعويلا على العراق وشعبه بانه واقع تحت الاحتلال , وانه مع هذا الاحتلال لاحاضر له ولا مستقبل ؟ انها تساؤلات تلح على العراقيين وهم يسمعون الصوت المتاجر بالعروبة في هذا المحفل الاعلامي او ذاك , في تلك الفضائية او هذه يزايد عليهم ليس في عروبة اغلبيتهم فحسب وانما حتى في وطنيتهم فيسمعون الكثير الكثير من التهم والبهتان العظيم.

ليت الامر وقف عند حدود حرب الاعلام والتصريحات , ليته وقف عند التهم والتزييف لان مثل هذه التهم عاشها العراقيون مع صدام وجهازه الاعلامي , ويكفي ان يستحضروا كيف شكك الطاغية في عراقية وعروبة اهل الجنوب من سكان الاهوار فنسبهم الى بلاد الهند جاء بهم الفاتح محمد القاسم الى العراق مع من اتى به في فتوحاته تلك . اراد الطاغية ان يلغي بافتراءاته وافتراءات مزيفي التاريخ المنافقين من حوله قرونا من الوجود العراقي في جنوب البلاد يمتد الى حضارة سومر وعصر الطوفان ! . اقول ان التزييف وحملات التشكيك ودموع التماسيح العربية التي تذرف في العواصم العربية لم يعد العراقيون يلتفتون اليها , خصوصا بعد ان شدوا العزم وانهالوا على اعصابة لقاعدة واوكارها بضربات موجعة في كل محافظات البلاد . ان الذي يلفت نظر العراقيين الآن هو الاصرار العربي على قتلهم وسفك دمائهم وهو ما كشفت عنه دراسة امريكية اصدرتها اكاديمية ( وست بوينت ) .

قالت الدراسة ان اكثر المتسللين الى العراق المنضمين الى عصابة القاعدة كانوا من السعوديين والليبيين , واوضحت الدراسة ان معلوماتها جاءت مبنية على السجلات التي استولت عليها القوات المتعددة الجنسيات في العراق خلال اقتحامها اوكار عصابة القاعدة في المدن العراقية في تشرين الاول الماضي من عام 2007 . ووجد باحثو مركز مكافحة الارهاب في اكاديمية ( وست بوينت ) أن 41% من عصابة القاعدة كانوا مواطنين سعوديين فيما شكل الليبيون ثاني أكبر مجموعة ارهابية دخلت العراق وشكلوا 19% من العدد الاجمالي يليهم السوريون واليمنيون بنسبة 8% ثم الجزائريون ونسبتهم 7% فالمغاربة ويشكلون 6% .

 وقال باحثو  ( وست بوينت ) ان دراسات سابقة أظهرت ان الليبيين شكلوا نسبة مئوية أصغر كثيرا بين عناصر عصابة القاعدة في العراق لكن تعزز الوجود الليبي الارهابي في العراق بعد ان عززت الجماعات الليبية المتشددة علاقاتها مع عصابة القاعدة حيث انضمت تلك الجماعات رسميا إلى قاعدة ابن لادن في الثالث من تشرين الثاني من العام 2007 . ووفقا للدراسة فإن متوسط عمر الارهابيين الذين تسللوا الى العراق خلال العام الماضي كان يترواح بين اربعة وعشرين الى خمسة وعشرين عاما فيما كان احدهم بعمر خمسة عشر عاما. وحذرت دراسة المعهد الامريكي من ان قدرة عصابة القاعدة على اجتذاب مغرر بهم جدد من الشباب يبقي هذه المنظمة الارهابية خطرا على الامن العالمي حيث ان من بين ( 157 ) ارهابيا أظهرت السجلات الاستخباراتية ان 43% هم من الطلاب ما يشير الى ان الجامعات الليبية اصبحت ميدان تجنيد حيوي لعصابات القاعدة . وكشفت دراسة معهد ( وست بوينت ) ان نصف السعوديين الذين تضمنتهم قوائم عصابات القاعدة سجلوا انفسهم على انهم انتحاريون . هذه هي البضاعة العربية المصدرة الينا , عبارة عن مهووسين بالقتل وشرب الدماء البشرية .

قد يجادل بعض اليعربيين بان العناصر الارهابية تتسلل الى العراق دون علم الانظمة والحكومات العربية , بل هي ايضا مطاردة في البلاد العربية , فلماذا تحملونها ما لادخل فيه ؟ وجوابنا اننا نقبل بهذه المداخلة التي تدفع ببراءة الانظمة العربية لو تعيش تلك الانظمة اوضاعا امنية مفككة واجهزة بوليسية قاصرة عن المتابعة فتنشط العناصر الارهابية بالطريقة التي تحلو لها كما هو الظرف الذي يمر به العراق او افغانستان , ولكن مع وجود اجهزة بوليسية متنفذة تحسب حتى نسمات الهواء على مواطنيها لايمكننا قبول دفاع المدافعين . يضاف الى ذلك ان خلخلة الاوضاع في العراق وارباك أمنه بات ستراتيجية امنية لدى الدول المجاورة وغير المجاورة له , فاضعاف العراق بنظرهم يفشل المشروع الديمقراطي في المنطقة , وارباك الامن في العراق يجعل الادارة الامريكية بعيدة عن الاهتمام بالانظمة التي هي على شاكلة نظام صدام الامر الذي يجعل عدم الاهتمام بحركة العناصر الارهابية ومتابعتها عبر المطارات والحدود وبجوازات سفر رسمية جزءا من الستراتيجية الامنية لبعض الدول المحيطة بالعراق . الى جانب ذلك ان فتاوى تكفير العراقيين تنطلق من رجال دين معروفين بمواقعهم ولهم حظوة لدى هذه الانظمة , وكل ذلك يثبت التهمة ويضعف حجج المحامين العرب ودفوعاتهم حسب لغة القانون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك