المقالات

سامراء.. جريمة العصر


( بقلم : عدنان الصالحي/مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث )

جرت العادة في أيام الحزن بذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) أن نتصفح التاريخ قراءة أو سماعا لنسترجع صور تلك الواقعة الخالدة والمأساة الكبيرة في قتل سبط رسول الله وأهل بيته وأصحابه وحرق خيامه وسبي نساءه، ولم يخطر في بال احد منا أن الأيام ستعيد علينا تلك الحادثة بتفاصيلها على أرض الواقع مرة أخرى.

ففي يوم الثالث والعشرون من محرم الحرام عام 1427هـ عاد التاريخ حاملا معه توقيع جديد بالظلم والطغيان ليسجل في ارض سامراء الطاهرة مأساة اخرى لعاشوراء، ويعيد إلى الأذهان ذلك الإجرام المقيت الذي سمعنا به ولم نره، ولكن هذه المرة عرض بالصورة والصوت، لنكون شاهدين على جريمة العصر.

فقد كان استهداف المرقد المقدس في سامراء انعكاسا لما يحمل هؤلاء من حقد على عترة بيت النبوة ومهبط الوحي والتنزيل ومحاولة لإعادة قتل شخص رسول الله بطمس آثار أبناءه وذريته.

فهل ينكر أحد من المسلمين (من أي الطوائف) كرامة تلك الذرية وارتباطها برسول الله نسبة ونسبا؟، أم هل تجد من المسلمين احدا لا يعترف بكرامتهم وعظيم خطرهم عند الله ؟.

إن الذين أقدموا على ذلك أرادوا إكمال مسيرة أجدادهم الطغاة حين فعلوا فعلتهم في ظهيرة عاشوراء وذهبوا إلى أسيادهم مفتخرين ( أملأ ركابي فضة أو ذهبا إني قتلت السيد المحجبا، قتلت خير الناس أما وأبا وخيرهم إذ ينسبون النسبا) لعلهم يحظون بقليل من حطام الدنيا وزخرفها، وهكذا يعيد التاريخ نفسه ولو بأزمنة ووجوه مختلفة، ولكنها تبقى في عاملها المشترك من القبح ما يترفع عنه حتى شياطين الجن والإنس ليسجلوا في التاريخ الحديث صفحة سوداء تؤكد تاريخهم القديم وما اندرسوا عليه من الخبث والظلم.

أن الاعتداء على بقيع سامراء لم يستهدف فقط قبة المرقدين أو سرداب الغيبة لتتلوها فيما بعد المئذنتان الشريفتان، بل سبق ذلك تهجير قسري للشرفاء من أبناء المدينة وإزهاق للأرواح وغلق لجميع المدارس والحوزات الشريفة في المدينة، ولاسيما حوزة سامراء التي أسسها المجدد الشيرازي (قدس سره).

والآن، وبعد أن جرت الأمور في مقاديرها، نقول أين سامراء من قلوبنا؟، وماذا ستكون افعالنا ومسؤولياتنا..؟ هل نسينا بان لنا جرحا نازفا ليس ببعيد عنا؟، إلا يوجد في هذا الزمان من يضيء بيوت رسول الله بعد أن خبت أنوارها، من منا سيكون يدخل السرور على قلب رسول الله بأعمار المراقد المقدسة وعودة حمام السلام إليها؟.

لقد التصق كل شيء في عصرنا هذا بشيء اسمه السياسة ولعلنا لا نستطيع أن نضع حجر الأساس حتى لزيارة تلك المراقد وليس لبنائها إلا بعد توافق للكتل؟، وإلا ما الذي يؤخر بناء تلك القبب الشماء والكل متفقون على إعادة اعماره، لماذا يلف الصمت الجميع؟.

نحن أبناء هذا البلد، وبتوفيق من الله، قفزنا فوق جراحنا ولنا الشرف في ذلك، ولكن من حقنا أن نطالب كل من يتحمل مسؤولية إدارة هذا البلد أن يعمر هذه المراقد الطاهرة، وإلا فالأجدر له أن يتنحى ليأتي من يستطيع أن يتحمل المسؤولية ليبني معالم حضارتنا الاصيلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك