المقالات

إلى لجنة الرياضة و الشباب .. ليست حقوق الرياضي فقط بل أنها حقوق إنسان !


( بقلم : مازن الياسري )

لست رياضياً .. ولكني ككل الشعب العراقي مولعاً بالرياضة ومشجعاً لها .. ولكم يملؤني الفرح عندما أرى فوزاً رياضياً عراقياً ، وليس من شك إن الانتصارات الرياضية التي حققها العراق في السنين الأربع الماضية ، ساهمت بتدعيم الوحدة الوطنية العراقية وردم الهوة بين مكونات الشعب الواحد .

فالفوز العراقي و الاحتفال العراقي .. لم يكن شيعياً أو سنياً أو كردياً بل كان عراقياً خالصاً ، بعيداً عن الانتماءات الضيقة .. كون الرياضة عنصراً ايجابياً ومساهماً فاعلاً في إذكاء الروح الوطنية بدلاً من الطائفية الضيقة ، كان لزاماً على الحكومة بكل مؤسساتها وخاصة المختصة الاهتمام بتطوير الرياضة والرياضيين في العراق ورعايتهم .ولكم المني وأحزنني خبر قصير قرأته في عدد الأحد 3 شباط 2008 من صحيفة الصباح البغدادية جاء على الصفحة 24 وبعنوان (إلى من يهمه الأمر .... رجاء) ومحور الخبر يتحدث عن مصارع عراقي ناشئ اسمه عصام محمد .. حيث جاء في الخبر (شارك المصارع الناشئ عصام محمد في بطولة شهداء مدينة الصدر بالمصارعة التي أقيمت قبل حوالي عام واحد ، وأثناء البطولة تعرض هذا الشاب إلى إصابة خطيرة في الحبل الشوكي رقد على أثرها في مستشفى الجملة العصبية ، وما زال يعود إلى المستشفى بين فترة وأخرى لإكمال العلاج .

هذا الناشئ البالغ خمسة عشر عاماً ينحدر من عائلة فقيرة و معدومة و يسكن في مكان بائس ، وينظر إلى من يهمه الأمر لمد يد العون له وإنقاذه و أهله من هذه الكارثة التي حلت عليهم ، ونتمنى من كل المسؤلين عن الرياضة الانتباه لمشكلة هذا الشاب ورعايته وتقديم ما يخفف من الألم الذي يحيط به و بعائلته) (انتهى الخبر) وهنا لا استطيع أن أوضح مدى حزني وأسفي على ما قرئت .. ما ذنب هذا الشاب وهو في بادئ شبابه وما ذنب أسرته التي قد تكون رسمت الآمال على نجاح ابنها لينتشلها من وضعها الاقتصادي السيئ .

ثم لو ترك كل رياضي يتعثر بالإصابة إلى مصيره .. ستخلو المحافل الرياضية تماماُ .. فكما تهتم الحكومات بصحة وسلامة جنودها بكونهم الحماة ، ولأنها تدرك إن إهمال الجندي سيجر عليها هجر الشباب للجندية .. أليس هذا الشاب مواطناً عراقياً له حقوق في هذا البلد ، واليس الرياضي هو كما غيره من فئات الشعب يسعى لتقدم بلاده ورفع علمها ، ونشر اسمها .. ثم أليس أهم من هذا وذاك انه إنسان له حقوق ...

ثم إن لم تهتم الحكومة وخاصة مؤسساتها المختصة بالرياضة بمثل هذا الشاب وغيره من الرياضيين .. كيف ستنتعش الرياضة ؟ بل من الممكن أن تهجر وتترك عندما تصبح أداه لأهلاك الناس أو إضاعة وقتهم .إن الكثير من دول أوربا تتعاطى مع الرياضات المختلفة في بلدانها كموارد اقتصادية مميزة ، وكحضن للشباب و اليافعين يبعدهم عن هوة الإرهاب و الجريمة التي تنشئ بسبب البطالة .. إذن أليس من واجب بلادنا وهي تعج بأوبئة كالإرهاب و البطالة و تدني المستوى الاقتصادي و الثقافي .. أن تنمي مراكز الشباب و الرياضة ، وترعاها وتطورها ، وتوفر الضمانات الصحية و المعيشية للرياضيين .. بالتالي تنقذهم من الوقوع في شرك الجريمة و الإرهاب .. و تخلق منهم جيلاً صالحاً سيرفعون اسم البلاد .

إنني أطالب كل من يجد في نفسه اهلاً لمساعدة هذا الشاب ، الذي لم أره في عمري ولم اسمع به إلا من خلال المقال الذي قرأته في صحيفة الصباح .. أن يهب لمساعدته ، واخص بالذكر اللجنة الرياضية في مجلس النواب التي للأسف لا تقدم الكثير للرياضة ويفترض بها أن تكون أهم وأقوى مدافع عن الرياضة .. لان مجلس النواب من الشعب و انتخبه الشعب ، ولابد عليه أن يرعى مصالح الشعب ويهتم بمعاناتهم .. ولمل كانت لجنة الشباب و الرياضة موكلة بمثل هذه الشؤون اكرر الدعوة لها بعلاج هذا الرياضي .. لكي نشعر إن الإنسان لازال قيمة عليا محترمة كما أراد خالقه له أن يكون . كما ، كم هو إنساني أن يساهم كل من يهتم بحقوق الإنسان بالترويج لمساعدة هذا الشاب أو لمساعدته فعلاً .. تدعيماً لمفاهيم حقوق الإنسان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك