الحديث يقول لا يلدغ العاقل من جحر مرتين ونحن نلدغ كل يوم ألف مرة من نفس الأفاعي الرقطاء التي نعلم علم اليقين الجحور التي تنطلق منها ومع إمتلاكنا لقوة ردعها وسحق رؤوسها نكتفي ويكتفي قادتنا وساستـنا ببيانات الإستنكار والإدانة ومناشدة من لا يرقب فينا إلاً ولا ذمة ولا أدري متى نستفيق من أوهام الحفاظ على الوحدة الوطنية وخطر الوقوع في الفتنة والحرب الأهلية وسائر الأوهام والذرائع التي سئمنا ترديدها وكأن السيد الشهيد الحكيم والشهيد عز الدين سليم والاف الشهداء المقتولين نحرًا وحرقاً وخنقاً وغرقاً قد قتلتهم عصابات الجن التي قتلت أمير الأنصار يوم السقيفة أو كأن فيلة أبرهة الحبشي هي التي هدمت كعبة سامراء وسوت قبابها مع الأرض ! وليست الفتنة او الحرب الطائفية !! (بقلم : أبو زهراء البصري )
بعد اشتداد المحن والمصائب التي يمر بها أتباع اهل البيت عليهم السلام في عراقنا الحبيب وخصوصاً بالعاصمة العزيزة بغداد وفي الوقت الذي تكررت اعتداءات الإرهابيين على مسجد براثا وكذلك قفزت الى مقدمة الأخبار قضية اختطاف مجموعة كبيرة من العاملين الشيعة في منشأة نصر الصناعية استعرضت عدداً من القنوات الفضائية الشيعية والمحسوبة على التشيع لأرى مدى الإهتمام والتفاعل مع هذه الجريمة المضافة الى سجل (إخواننا في الدين) فوجدت أربعة قنوات منها منشغلة بالرسوم المتحركة وبرامج الأطفال وأخرى تبث برنامجاً عن الدايناصورات والحيوانات المنقرضة منذ ملايين السنين ،أما الشريط الأخباري لقناتنا الرسمية (العراقية) فيتصدره نبأ ( (إسـتـشهاد) محامي رئيس النظام العراقي البائد ) وعدا قناة (الفرات) الفضائية فإن قناة أخرى لا تتحدث عما يهدد شيعة أهل البيت عليهم السلام في العراق من خطر الإنقراض و الإبادة الممنهجة وربما كانت قنواتنا الأخرى معذورة لأن البحث في تأريخ الدايناصورات أجدى وأنفع من البحث في تأريخ حافل بالظلم والقهر والقتل المنظم لأمة لا ذنب لها سوى أن أبنائها اختاروا جادة الحق المتمثلة بولاية أمير المؤمنين عليه السلام وتمسكوا بآية ( واعتصموا بحبل الله جميعاً و لا تفرقوا ) فلم يتفرقوا عن ( الجماعة ) رغم فداحة ما أصابهم منهم وسالموهم لتسلم أمور المسلمين !
سلامات لم يحصل شيء ! .. خطف هؤلاء فقد خطف الآلاف قبلهم كلاعبي فريق التايكويندو !
الأمر لا يستدعي أن يقف الأهالي على ذراع دجلة بانتظار جثة طافية هنا وجثة هناك !
نفس الشيء مع مسجد براثا الذي كان على موعد آخر من مواعيد الجمع الدموية .. ثم ماذا ؟!
ليست هذه المرة الأولى التي تتخضب بها جدران مسجد براثا الشهادة بدماء المصلين من شيعة علي عليه السلام ..
ألم تكن سيارت الاسعاف منشغلة بنقل عشرات الجرحى والشهداء وقناة (العراقية) منشغلة بتخفيف حدة المصاب الأليم على (اخواننا السنة) بالأغاني الراقصة لكن الشريفة جدا مثل المقاومة التي تبنت هذه العملية والتي لم يبعث بعد وقوعها ولا أحد من مسؤولي حكومتنا الموقرة بما فيهم السيد الجعفري حفظه الله ببرقية تعزية ولو ( للمجاملة) لذوي الضحايا !!!
بعض أقلام الكتاب الشيعة صوبت سهامها على الشيخ جلال الدين الصغير المستهدف مع المصلين لأنه طالب رئيس الحكومة بما ينبغي عليه فعله ! والبعض حمل على قناة (الفرات) لأنها لم تكن مهتمة بأخبار السيد الجعفري كاهتمامها بالحادث !
آن أوان الوقوف بحزم وجدية ومسؤولية فالمؤامرة كبيرة وخطيرة ..
الوحدة الحقيقية هي وحدة الصف الشيعي ووحدة الموقف الشيعي ..
ليكن براثا وصوت شهداء براثا صوتاً واحداً سواء أطلقه الشيخ جلال الدين أو السيد مقتدى أو السيد الجعفري العزيز أو أي شيعي غيور حريص على الدم الشيعي لأن هذا الدم ليس ماء (دجلة الشر) !
الحديث يقول لا يلدغ العاقل من جحر مرتين ونحن نلدغ كل يوم ألف مرة من نفس الأفاعي الرقطاء التي نعلم علم اليقين الجحور التي تنطلق منها ومع إمتلاكنا لقوة ردعها وسحق رؤوسها نكتفي ويكتفي قادتنا وساستـنا ببيانات الإستنكار والإدانة ومناشدة من لا يرقب فينا إلاً ولا ذمة ولا أدري متى نستفيق من أوهام الحفاظ على الوحدة الوطنية وخطر الوقوع في الفتنة والحرب الأهلية وسائر الأوهام والذرائع التي سئمنا ترديدها وكأن السيد الشهيد الحكيم والشهيد عز الدين سليم والاف الشهداء المقتولين نحرًا وحرقاً وخنقاً وغرقاً قد قتلتهم عصابات الجن التي قتلت أمير الأنصار يوم السقيفة أو كأن فيلة أبرهة الحبشي هي التي هدمت كعبة سامراء وسوت قبابها مع الأرض ! وليست الفتنة او الحرب الطائفية !!
إذا كان الجزارون القتلة كاذبين في دعاوى الوحدة فما بال ضحاياهم يصدقون هذه الأكذوبة ؟ !
ما بال مثقفي الشيعة وقادتهم وساستهم يغالطون أنفسهم فتراهم أحرص من (اخوانهم السنة) على التغني بالماضي من تأريخ التعايش السلمي الخالي - كما يزعمون - من الفتن بين السنة والشيعة في بغداد .... لماذا يتجاهل هؤلاء المثقفون حقائق التأريخ ؟!
أين هو السلام المزعوم لبغداد؟ ! وأي دور من دورة حياة بغداد الشريطية خلا من فتنة ؟!
لقد كانت دورة حياة بغداد أبرز مثال للطائفية في التأريخ الإسلامي حيث خرجت من رحم الطائفية وتشرنقت بكل حبال الطائفية وشرع لها شيوخ الفقه الطائفي حلية الرقص على أنغام شيوخ الغناء الطائفي فأسكرت محيطها بكأس أبي نؤاس الشيعي وصلت الفجر لا تدري أتغمض في السجود عيناً وتفتح أخرى لتحظى بمخالفة (جعفر ) على رأي شيخها الأعظم السني الذي كان يريد مخالفة (إمام الشيعة) في كل شيء !!
وحتى هذه العيون لا تطبق اجفانا على خوف الله بل ترمي من أقواس حواجبها سهام الطائفية فلم تكن قريحة ابن الجهم المفتون بهواها لـتـتـفتح بين الرصافة والجسر عن بيت شعر لـولا أن هذه (المها ) تعلم أن ابن الجهم كان يلعن أباه لأنه سماه علياً !!
نفس بغداد لم تتغير ونفس عهرها الطائفي لم يتغير .... حتى (المها ) فيها لم تتغير.. فهذه مهاها (الماجدات) تجلب الهوى لأتباع ابن الجهم حين تعرض مفاتن الطائفية على كل وحشي مهووس باللذة الطائفية وعيون هذي الماجدات مسكونة بنظرات هند الى كبد حمزة لتجلب الموت والدمار لأهل بغداد التي لم يحكمها احد من أبنائها منذ تاسيسها .. نعم بغداد منذ تأسست لم يحكمها أبنائها فرشيدها الذي ابعدها عن الرشد جاء بالبرامكة وجاء مأمونه بالفرس ومعتصمه بالترك والمماليك وغيرهم وكل أولئك رضعوا في حكمهم حليب الطائفية الذي سن شربه الإلزامي مؤسسها المنصور ! فأي سلام يرتجى لهذه المدينة المجنونة إذا كان المنصور العباسي قد أسس بيده أركان هذا السلام تأسيساً طائفياً بامتياز؟!
ألم تكن رؤوس العلويين بديلاً للطابوق في بناء لبنات بغداد الأولى وأجسادهم المدفونة حجر الأساس لأعمدة القصور التي تتراقص على ضفتي دجلة ؟!
بغداد منذ أن نشأت وعلاقة كرخها برصافتها علاقة طائفية .. وعلاقة أعظميتها بكاظميتها علاقة طائفية ... والأهم من كل هذا بغداد منذ أسست وعلاقة حاكمها بمحكومها علاقة طائفية !!!
إن كاظمية بغداد منذ تاسيسها وتحولها الى مركز الشيعة الأول ببغداد وإلى يومنا هذا هي سبب ثورة كل كوامن الحقد الطائفي المزروع في القلوب فاندلعت الفتن من اول مسجد اسس فيها -على غير التقوى طبعاً – وكانت نيران هذه الفتن المستمرة تحرق حتى المشهد الكاظمي والقبور الموجودة حوله ! بل أن (عوام السنة ) من اهل الرصافة في احدى هذه الوقائع عرضوا المدينة للنهب والتخريب بعد هجوم شديد عليها وقاموا على أثر ذلك بنهب المشهد الكاظمي وحاولوا نبش قبر الامام عليه السلام ونقله !!ولم تقتصر رحى الحرب الطائفية ببغداد على ملوك العصر العباسي فقد تعرضت المدينة أيضاً للتخريب والنهب على ايدي الجنود العثمانيين خصوصاً في زمن السطان مراد الرابع وكذلك احترقت المدينة مع المشهد الكاظمي على أيدي المغولوحتى عصور الحكم (الوطني) الأخيرة التي كان اخر حكامها صدام الذليل كانت لا تختلف عن سابقاتها ولا تقل عنها طائفية في قمعها ففي عهد وزارة الهاشمي سنة 1941 التي أظهرت للوجود ( الجنرال) المتدين جداً خير الله طلفاح وأمثاله من القوميين الشعوبيين فقد استشهد في عهد تلك الحكومة البغيضة ثلاثة عشر شخصاً وجرح العشرات في تظاهرة جرت ضد محاولة هدم المقبرة بحجة إنشاء دائرة بريد المدينة بعدها جاء عهد صدام ليقمع فكرة التفكير بالقيام بتظاهرة احتجاجية أصلاً !!
صدام حتى لو اعدمه القاضي رؤوف سيبقى في بغداد طائفياً مادام برلمان بغداد أعطى الصداميين اكثر من مقعد !!
يا مثقفي الشيعة .. يا قادة الشيعة ... يا ساسة الشيعة .. اصحوا من الوهم ..
هذه بغداد وليست برلين .. بغداد لا تصلحها الخطط الأمنية .. بغداد يصلحها جدار عازل يمنع السني من دخول منطقة الشيعي منعاً باتاً !
أجمعوا أمركم ووحدوا مواقفكم .. أن النهر الذي لا يوحد ضفتيه جسر لا يمكن أن يكون ماؤه إلا زعاقاً .. وجواهري النجف الأشرف بالنسبة لحاكم بغداد ليس سوى (نواسي ) مخدوع يلهو بهوى( دجلة الخير) التي لا خير فيها أبداً ولا خير في (حمائمها) التي تحمل على أجنحتها الطائفية عبوات الموت من ضفاف الأعظمية لتلقيها على (براثا) والكاظمية !!
فاصحوا من أحلام الشعراء وانظروا للواقع كما هو ولا تتجاهلوا حقائق التأريخ ...
شيوخ المغنين في بغداد دقوا طبول الحرب الطائفية وأنتم نائمون... و(علية) بغداد تزنرت من الخصر الى الخصر بحزام الطائفية الناسف وانتم مع (عـلـيـِّـكـم) الأعلى لا تجتمعون !!!!
هل تتركون طائفية بغداد المرفوعة مع مصاحف زلماي بن العاص تقتل علياً بحجة اقامة حكم وطني ومصالحة وطنية ؟؟!!!!
يا قادة الشيعة ويا دعاة الوحدة الوطنية على وجه الخصوص المقيمين في المنطقة الخضراء اطلبوا من نظرائكم من القوم ان يفككوا حزام الموت الناسف الذي يلف بغداد من جهاتها الأربع قبل أن تعقدوا معهم أي ( مصالحة) ... وإلا ستخسرون وستـنشطر (منطقتكم الخضراء) الى كرخ ورصافة اخرى يفصلها نهر من دم وقد اعذر من أنذر
https://telegram.me/buratha