المقالات

وداعا ابا شهد.....


( بقلم : سعد البغدادي )

بالامس ودعنا الزميل والصديق والاخ المصور علاء عبد الكريم الذي اغتالته الايدي الاثمة وهو في طريقه الى سامراء لتصوير الضريح المطهر اغتالته الايدي الاثمة .ايدي لطالما اوغلت بدماء شعبنا. ظنا منها انها تسكت صوت الاعلام. والشهيد الشاب علاء عبد الكريم واحد من المع مصوري قناة الفرات. له القدرة على التعامل مع الكاميرا بشكل لايرقى اليه احد . وله القدرة على محاكاتها واستخراج اللقطة الفائقة منها وسماع صوتهاهل سمعتم مصورا يسمع صوت الكاميرا

اجل انه علاء عبد الكريم. معرفتي بالصديق الشهيد قديمة فقد كنت اخرج معه في بعض اللقاءات المهمة التي يجريها مع الشخصيات السياسية والاجتماعية. كنت ارقب حركته السريعة فاذا هو اكثرهم مهارة وصنعة وحرفية . يجهد نفسه كثيرا من اجل اقناع الضيف ان يجلس في الزاوية المحددة . ولاتفوته المزحة مع الجميع فهو ما فتا ضاحكا. مبتسما وحينما ينتهي العمل لايفوته ان يراقب الفيلم في مراحل انتاجه الاخيرة كان الشهيد حريصا جدا في عمله ذلك الامر وحرفيته في التصوير جعلت منه المصور المرغوب لاغلب البرامج المهمة التي تجريها قناة الفرات. وجعلت من مقدمي فضائية الفرات ومراسيلها يتسابقون عليه لتصوير برامجهم لانهم يضمنون ان برامجهم ستكون بايدي امينة.

تعرض ابو شهد في عمله لكثير من المضايقات كان اخرها الاعتداء الغاشم من قبل حماية احد الوزراء عليه في منطقة الامين في بغداد الجديدة .لانه صور المنشات الكهربائية العاطلة ولانه نقل من دون كل المراسلين والمصورين الذين دعاهم السيد الوزير. الحقيقة بدون رتوش وما ان خرج من تلك المنشات العاطلة حتى تلاقفه حماية الوزير بالضرب والاعتداء من اجل سرقة الشريط وفعلا تمكنوا من ذلك.

وفي ظل الظروف الامنية الصعبة التي عاشها بلدنا كان علاء يشارك في اصعب المهمات خارج بغداد قبل سنة او اكثر لم يكن احد من المصورين ليجرؤ على الذهاب الى مناطق ساخنة كديالى او الدورة او السيدية لكن الشهيد كان هناك.. مصورا ومقاتلا وبطلا.

ما يميز ابو شهد عن بقية المصورين من زملائه انه لن يشعرك ابدا ان التعب والملل قد تسللا اليه وهذه ميزة يكاد يتفرد بها. في احد اللقاءات تاخر علينا ضيفنا وهو مسؤول كبير في الدولة. بقينا حوالي ثلاث ساعات في مكتبه الاعلامي تسرب الضجر الينا وخارت قوانا حينها ادركنا علاء بفكاهته وليونته وكرمه بقينا حتى ساعة متاخرة من الليل شعرنا بوجود علاء بحلاوة اللقاء.

في يوم استشهاده وقبيل ساعة فقط كنت اتحدث معه تحدثنا بكل شئ الا الموت فلم نتصور ان يداهمنا بهذه العجالة ... لا اتذكر ماذا قلت له حتى قال لي ..لاول مرة .. وابتسم رجوته ان يكمل حديثه لكن ضحكته العالية جعلتني اعانقه واذهب.. ولحظات حتى سمعنا الخبر وبين هذه اللحظات امتد الزمن وتلاشت الصور لكن صورة الشهيد البطل وهو يحضن ابنتيه لم تفارق مخيلتي وداعا اخي علاء...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك