المقالات

أخلاقية الإمام الحسين وأخلاقية أعداءه... ثنائية الصدق والخداع


( بقلم : حسن الهاشمي )

امتاز إعلام جبهة الإمام الحسين بالصدق والصراحة والواقعية ولم يمارس الخداع والتضليل وإنما ركز على وقائع معلومة للجميع، ومن الشواهد على ذلك قول الحسين مخاطباً الجيش الأموي: (ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله)وقد جرت على نفس المنوال خطابات اتباعه في كل مواقع المعركة.

وأما الجبهة المقابلة فإنها استخدمت أسلوب البهتان والخداع والتضليل، ونادى عمر بن سعد: (يا خيل الله اركبي وبالجنة أبشري)، وهو يعرف حقيقة القيادتين ولكنه قاتل الحسين رغبة في ذلك واعترف بالحقيقة قائلاً: (ما رجع أحد إلى أهله بشر مما رجعت به أطعت الفاجر الظالم ابن زياد وعصيت الحكم العدل، وقطعت القرابة الشريفة). واتهم عبيد الله بن زياد والي يزيد على العراق مسلم بن عقيل بشرب الخمر حيث يقول له: ( وما أنت وذاك يا فاسق لمَ لم تعمل فيهم بذاك إذ أنت بالمدينة تشرب الخمر) فقال له مسلم بن عقيل: (أنا أشرب الخمر أما والله إن الله يعلم أنك غير صادق وأنك قد قلت بغير علم وأني لست كما ذكرت وأنك أحق بشرب الخمر مني).

وتجسدت الأخلاق الكريمة والأخلاق الرذيلة في الحوار الذي دار بين السبايا من جهة وبينهم وبين ابن زياد من جهة أخرى، بين الصدق والبهتان وبين الصراحة والخداع والتضليل، وقد لعب الإعلام الصادق دوراً في إجبار يزيد على التنصل من قتل الحسين وإلقاء اللوم على ابن زياد.

ومن أخلاق الإسلام هي الوفاء بالعهود والمواثيق وهي من الأخلاق الفاضلة لدى كل المجتمعات وإن لم تكن تتخذ الإسلام منهاجاً في الحياة، وقد وفى الحسين (عليه السلام) بكل عهد وميثاق قطعه مع الجبهة المقابلة، فبعد اتفاق الحسين مع الحر على أن يسايره فلا يعود إلى المدينة ولا يدخل الكوفة طلب منه الطرماح بن عدي أن ينزل قبيلة طي ليلتحق به عشرون ألف طائي فقال له الحسين: (إنه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف)، أما قادة الجيش الأموي وهم شبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، وقيس بن الأشعث، وزيد بن الحارث ومعهم آلاف الجنود فإنهم دعوا الحسين إلى الكوفة ومن ثم غدروا به وقاتلوه وهذا قمة الغدر وعدم الوفاء.

وما تزال أخلاقيات ووفاء الإمام الحسين متمثلا بأخلاق ووفاء المراجع العظام وعلى رأسهم المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني ولولا تلك المواقف النبيلة في ضبط النفس وعدم الإنجرار إلى الحرب الطائفية التي حاول البعثيون والوهابيون أحفاد يزيد وأتباعه في الغدر والإجرام والخيانة من جر أتباع أهل البيت إليها، لشاهدنا أن العراق دخل في أتون حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.

ولكن حكمة وعقلانية المرجع الأعلى جعلت أوهام وأفكار ومؤامرات الحاقدين على الإنسانية والسائرين في ركاب الدول الديكتاتورية ومن ضمنها الفضائيات العربية الحاقدة جعلتها هباء منثورا وردت كيد المجرمين بالرغم من القتل والتفجير والتشريد الذي مارسوه بحق أتباع أهل البيت إلى نحورهم، وكما قال تعالى: وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ [فاطر : 43] فارتطم الإرهاب بصخرة صمود وتكاتف العراقيين بكافة أطيافه ومذاهبه، وبحكمة مراجعه الكرام وقادته الوطنيين الشرفاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك