المقالات

وزيرالدفاع العراقي .. وجاهزية قواته .. وتصريحاته


( بقلم : علاء هادي الحطاب )

مما لا يختلف عليه اثنان ان استتباب الامن في البلاد هو الشاغل للعراقيين من اقصى الجنوب الى الشمال ... لا فرق في ذلك بين سياسي و اعلامي .. فنان او بائع خضروات .. عسكري ومدني . الجميع هنا في بلدي ينشدون الامان وقدموا من اجله الكثير من القرابين ... سابقا وحاليا... سيما اذا فهمنا الامان بمعناه الحقيقي لا كما يفهمه النظام السابق .. فحقيقة الامر تقضي بوجود امن وليس امان.

لم يستطع احد(سابقا) ان يقف امام مركز شرطة في القرى المتاخمة ويشتم رموز الحكم انذاك ... حتى يدفن مع عائلته في التراب حياً .. فهل هذا مفهوم الامان؟ بغض النظر عن الزيارات الليلية التي يقوم بها زوار الامن والمخابرات وباقي الاجهزة القمعية لشباب الوطن ممن اختلفوا في دواخلهم وليس علنا مع النظام السابق...اليوم تحقق مفهوم الامان بمعناه الكلي ولكن المعنى الجزئي له مازال غير متحقق حتى اللحظة.

خطة فرض القانون التي لم تكمل عامها الاول اثمرت نتائج طيبة .. وطيبة جدا بعد ان نفذها عراقيون من حيث القيادة والتخطيط والتنفيذ فقد ادرك الجميع من عراقيين وسواهم ان امن البلاد ومسك الارض لايمكن ان يتحقق الا بأياد عراقية تعرف ديمغرافية وسايكلوجية المجتمع العراقي حتى بات التصور الاكثر قبولا لاغلب القراءات السياسية ان البلد قد لا يحتاج الى القوات المتعددة الجنسيات داخل المدن... سيما بعد اختفاء المظاهر المسلحة وتشكيل مجالس الصحوات.

لطالما كان السيد وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي يؤكد على امكانية جاهزية القوات العراقية بوقت قريب ... وان بأمكان قواته بالتعاون مع االاجهزة الامنية العراقية الاخرى السيطرة على الوضع الامني ... ولطالما يقرأ السياسيون موقفه هذا تناغما مع موقف بعض الجهات السياسية التي تطالب برحيل القوات الامريكية بأعتبارها (محتلا اساء للعراقيين) السيد العبيدي اكد في اكثر من مناسبة سابقة ان الحاجة للقوات المتعددة الجنسيات بدأت فقدت اهميتها لاسباب تقدم ذكرها،لكن تصريحاته في واشنطن اثارت الريبة والشكوك حول مصدرها ... سيما وان رئيس الوزراء السيد المالكي اكد في احد لقاءاته المتلفزة ... وهو القائد العام للقوات المسلحة... جاهزية قواته في النصف الاول من هذا العام .

تصريحات السيد العبيدي بحاجة العراق الى القوات المتعددة الجنسيات حتى عام 2018 او اكثرمن ذلك... يجعل المواطن امام تناقضات واضحة فالواقع الميداني يبين امكانية العراقيين في فرض الامن في البلاد مع قلة التجهيزات العسكرية وقدمها ...مضافا الى تصريحات وزارة الداخلية بجاهزية قواتها لاستلام الملف الامني في العاصمة بغداد صاحبة الحظ الاوفر من العمليات الارهابية في النصف الثاني من هذا العام.

العراقيون جميعا يعرفون والسيد العبيدي منهم ان محافظات الجنوب والشمال وغرب البلاد ( الرمادي والفلوجة ) آمنة بنسبة كبيرة جدا بل ... وجاهزية قواتها اكبر ... فلا اعرف كما لايعرف الكثير من العراقيين ما هي اسباب تلك التصريحات ؟ وما مقدار مهنيتها وواقعيتها ؟ واذا كنا بحاجة الى القوات المتعددة حتى عام 2018 اذاً ماذا كنا نعمل ... حكومةً وشعباً خلال السنوات الاربع الماضية؟ وماذا كانت كانت تفعل مؤسساتنا الامنية ؟

سياسيون وغيرهم ابدوا شكوكهم حول واقعية هذه التصريحات .. سيما اذا عرفنا ان الادارة الامريكية ربما تستثمر تلك التصريحات كأجندة انتخابية لها مع اقترابها وتزايد الضغط الداخلي على سياسات بوش.ما بين تصريحات السيد الوزير داخل العراق ... وواشنطن ثمة اسئلة ... تبقى بحاجة الى اجابة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الواسطي
2008-01-30
بالرغم من اهمية الجيوش بالدفاع عن الاوطان ولكن عبر التاريخ ان الأمن في العالم يتم من خلال التفاهم بين القوى الكبرى في هذه المرحلة الزمنية او تلك التي مضت . واذا لم يكن هكذا الكلام صحيح فهل تستطيع على سبيل المثال دولة مثل تايوان الوقوف بوجه الجيش الصيني الجرار ولكن من يوقف الصين من ان تلتهم تايوان غير التفاهم ما بين الصين والولايات المتحدة الامريكية وكلتاهما قوتان كبيرتان في عالم اليوم . ان الوجود الامريكي في العراق يخدم مصالح امريكا وليس مصالح العراق وعلى هذا يمكن قياس الكثير من الامور.
محمد الحلي
2008-01-27
لست بصدد الدفاع عن تلك التصريحات !!ولكن اجيب عن تسااولك فاقول ان مهمة اى جيش في العالم هو الدفاع عن ارض وسماء الوطن اتجاه اى هجوم مفترض لدول الجوار سواء ان كان هذا الهجوم بري اوبحري اوجوي وفي السلم التدخل في حالة الكوارث الطبيعيه .فهل تعتقد ان الجيش الحالي قادر عاى تنفبذ اى من المهمتين وفق الانتشار الحالي الذي يمنعه عن التدريب لرفع قابليته القتاليه وكذالك ضحالةالتجهيزات العسكريه التي يمتلكها وابسط دليل العدوان التركي الجوي المستمر وكذلك الكارثه في الزنجلي (الموصل)..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك