المقالات

وقفة امام الضمير الانساني

1230 15:34:00 2008-01-21

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

تعتبر واقعة الطف من اعظم الدروس التي شهدتها الانسانية على مدى التاريخ، لذلك فهي حركت وعي المسلمين مثل البركان العنيف وايقظت الضمير الانساني وغّيرت مجراه، فقد فصمت طوق الجمود المقيد لرقبتها، واصبحت مشعلا يستنير به الاحرار ويستهدون به نحو افق الانتصار، واصبح الحدث الماساوي هذا مصدر الهام لتذكير المسلمين على مر العصور، ومن ملامح الثورة الحسينية ودروسها انها اظهرت احتياج الاسلام في استمراريته الى التضحيات الجسيمة بين حين وآخر ليبقى شامخا، مما جعلها تعلن رفضها المطلق لكل الممارسات الغريبة التي من شأنها النيل من المقدسات الاسلامية، ان الفلسفة العنصرية المؤدلجة التي تنطلق منها بعض الدعاوى التي تتصف بالتشويه والظلامية جاءت لتعبر عن مدى ابتعادها عن تلك المسيرة الخالدة، لذلك يتوهم كثير من هؤلاء المتسللين من يعتقد ترجمتها بدعاوى لتمس الصميم الاسلامي، فقد حاولت اظهار التدليس والمساس بالوكالة المطلقة للامام المهدي (عج) في زمن الغيبة، ياتي ذلك في الحقيقة للتشويه والتقليل من قيمة الاسلام، فضلا عن المعاندين الذين يرفضون الاذعان لحقيقة عبرت عن اعظم موقف اخلاقي في تاريخ الانسانية وزيفت الصفات النبيلة التي تحلى بها الامام واصحابه، ان ذلك الواقع الفاسد الممتد الى يومنا هذا يحمل بين ثناياه ضغائن وحقدا عبر عن جوهره تحت غطاء التستر لجرح مشاعر ملايين المسلمين وهو اساءة معلنة للضوابط الشرعية، فما اشبه اليوم بالامس عندما تضاعفت مصيبة مسلمي العالم وامة الرسول الاعظم في عزاء سيد الشهداء، حينما كشر اعداء الاسلام مرة اخرى عن انيابهم، وكشفوا عن بغضهم الدفين باستهدافهم ذلك الوجود الحقيقي لاتباع اهل البيت(ع) ومسيرتهم الجهادية التي استمدت عظمتها من السلالة المحمدية الطاهرة.

لقد اظهرت الحالة العراقية الدروس البليغة في الديمقراطيات التي تبشر بانبلاج الفجر العراقي الرحب لما تركته اللقاءات من تقارب واللغة الايجابية المشتركة لتسهم في بناء البلد من خلال الخطوات الدستورية للتخلص من الارث الصدامي، ونبذ الطائفية والتوجه الفئوي فليس هناك ما يصون مصالح العراقيين الاستراتيجية سوى اعتماد الثوابت الوطنية ذات العمق الاسلامي من خلال الانضواء تحت لواء مرجعيتنا الرشيدة التي حافظت على النسيج الوطني في دعوتها لتاسيس دولة المؤسسات، ويبقى الجانب الاهم هو تقديم رؤى صادقة وموضوعية للقضايا المختلف عليها ضمن المساحات المشتركة لضمن مناخات الديمقراطية والمواطنة لكل العراقيين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نهر
2008-01-23
تعتبر واقعة الطف من اعظم الدروس التي شهدتها الانسانية على مدى التاريخ، لذلك فهي حركت وعي المسلمين مثل البركان العنيف وايقظت الضمير الانساني وغّيرت مجراه، فقد فصمت طوق الجمود المقيد لرقبتها، واصبحت مشعلا يستنير به الاحرار ويستهدون به نحو افق الانتصار، واصبح الحدث الماساوي هذا مصدر الهام لتذكير المسلمين على مر العصور، ومن ملامح الثورة الحسينية ودروسها انها اظهرت احتياج الاسلام في استمراريته الى التضحيات الجسيمة بين حين وآخر ليبقى شامخا، إسمح لي أخي الفاضل / الأستاذ عبد الرازق السلطاني أن أستعير
المهندسة بغداد
2008-01-22
ان اكبر دليل على موت الضمير الانساني أو الضمير كمفردة على نحو اصح وغير مجحف هو عدد قراء المقال وعذرا للاخ الكاتب وهذه حقيقة لا تخص الكاتب فقط بل كل من يختار لمقاله تسمية ضميرية فأنظار الكل بما فيهم اصحاب الضمير متجه نحو من لا يملك ضميرا وهذا ليس انتقاد رغم ان الامر صحيح ربما لكن من باب التماس العذر لمفردة ضمير المظلومة !!!!فمن شدة الظلم والتركيز عليه نضيع الكثير من الاهتمام بالمفردات وصداها في حياتناشكرا للكاتب الذي احيا هذه الكلمة التي تذوب في قضية الحسين ع
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك