المقالات

وقفة امام الضمير الانساني


بقلم: عبد الرزاق السلطاني

تعتبر واقعة الطف من اعظم الدروس التي شهدتها الانسانية على مدى التاريخ، لذلك فهي حركت وعي المسلمين مثل البركان العنيف وايقظت الضمير الانساني وغّيرت مجراه، فقد فصمت طوق الجمود المقيد لرقبتها، واصبحت مشعلا يستنير به الاحرار ويستهدون به نحو افق الانتصار، واصبح الحدث الماساوي هذا مصدر الهام لتذكير المسلمين على مر العصور، ومن ملامح الثورة الحسينية ودروسها انها اظهرت احتياج الاسلام في استمراريته الى التضحيات الجسيمة بين حين وآخر ليبقى شامخا، مما جعلها تعلن رفضها المطلق لكل الممارسات الغريبة التي من شأنها النيل من المقدسات الاسلامية، ان الفلسفة العنصرية المؤدلجة التي تنطلق منها بعض الدعاوى التي تتصف بالتشويه والظلامية جاءت لتعبر عن مدى ابتعادها عن تلك المسيرة الخالدة، لذلك يتوهم كثير من هؤلاء المتسللين من يعتقد ترجمتها بدعاوى لتمس الصميم الاسلامي، فقد حاولت اظهار التدليس والمساس بالوكالة المطلقة للامام المهدي (عج) في زمن الغيبة، ياتي ذلك في الحقيقة للتشويه والتقليل من قيمة الاسلام، فضلا عن المعاندين الذين يرفضون الاذعان لحقيقة عبرت عن اعظم موقف اخلاقي في تاريخ الانسانية وزيفت الصفات النبيلة التي تحلى بها الامام واصحابه، ان ذلك الواقع الفاسد الممتد الى يومنا هذا يحمل بين ثناياه ضغائن وحقدا عبر عن جوهره تحت غطاء التستر لجرح مشاعر ملايين المسلمين وهو اساءة معلنة للضوابط الشرعية، فما اشبه اليوم بالامس عندما تضاعفت مصيبة مسلمي العالم وامة الرسول الاعظم في عزاء سيد الشهداء، حينما كشر اعداء الاسلام مرة اخرى عن انيابهم، وكشفوا عن بغضهم الدفين باستهدافهم ذلك الوجود الحقيقي لاتباع اهل البيت(ع) ومسيرتهم الجهادية التي استمدت عظمتها من السلالة المحمدية الطاهرة.

لقد اظهرت الحالة العراقية الدروس البليغة في الديمقراطيات التي تبشر بانبلاج الفجر العراقي الرحب لما تركته اللقاءات من تقارب واللغة الايجابية المشتركة لتسهم في بناء البلد من خلال الخطوات الدستورية للتخلص من الارث الصدامي، ونبذ الطائفية والتوجه الفئوي فليس هناك ما يصون مصالح العراقيين الاستراتيجية سوى اعتماد الثوابت الوطنية ذات العمق الاسلامي من خلال الانضواء تحت لواء مرجعيتنا الرشيدة التي حافظت على النسيج الوطني في دعوتها لتاسيس دولة المؤسسات، ويبقى الجانب الاهم هو تقديم رؤى صادقة وموضوعية للقضايا المختلف عليها ضمن المساحات المشتركة لضمن مناخات الديمقراطية والمواطنة لكل العراقيين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نهر
2008-01-23
تعتبر واقعة الطف من اعظم الدروس التي شهدتها الانسانية على مدى التاريخ، لذلك فهي حركت وعي المسلمين مثل البركان العنيف وايقظت الضمير الانساني وغّيرت مجراه، فقد فصمت طوق الجمود المقيد لرقبتها، واصبحت مشعلا يستنير به الاحرار ويستهدون به نحو افق الانتصار، واصبح الحدث الماساوي هذا مصدر الهام لتذكير المسلمين على مر العصور، ومن ملامح الثورة الحسينية ودروسها انها اظهرت احتياج الاسلام في استمراريته الى التضحيات الجسيمة بين حين وآخر ليبقى شامخا، إسمح لي أخي الفاضل / الأستاذ عبد الرازق السلطاني أن أستعير
المهندسة بغداد
2008-01-22
ان اكبر دليل على موت الضمير الانساني أو الضمير كمفردة على نحو اصح وغير مجحف هو عدد قراء المقال وعذرا للاخ الكاتب وهذه حقيقة لا تخص الكاتب فقط بل كل من يختار لمقاله تسمية ضميرية فأنظار الكل بما فيهم اصحاب الضمير متجه نحو من لا يملك ضميرا وهذا ليس انتقاد رغم ان الامر صحيح ربما لكن من باب التماس العذر لمفردة ضمير المظلومة !!!!فمن شدة الظلم والتركيز عليه نضيع الكثير من الاهتمام بالمفردات وصداها في حياتناشكرا للكاتب الذي احيا هذه الكلمة التي تذوب في قضية الحسين ع
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك