المقالات

ارتفاع نسبة البطالة ومستويات الفقر وإنعكاسه على حياة المواطنين 

1535 2019-01-02

ضياء المحسن


لقد لا نأتي بجديد عندما نقول بأن الحياة المعيشية لكثير من الناس متعطلة، بسبب البطالة المتفشية في العراق، وهو ما أدى الى إرتفاع نسبة الفقر الى مستويات عالية، قياسا بدول نظيرة للعراق في إعتمادها على النفط وحتى عدد سكانها.
الأمر المحزن هو أننا نمتلك طاقات كثيرة غير متوافرة في تلك البلدان، حتى أن من هذه البلدان من يحسدنا على تلك النعمة، ومع هذا لا نجد من يوظف هذه الطقات بصورة صحيحة، لغرض رفع المستوى المعيشي للمواطن؛ ناهيك عن تقليل نسب البطالة من خلال الشروع بفتح مجالات العمل أمام الشباب ليعملوا في مشاريع تناسب إمكاناتهم الذهنية والعلمية.
المعيب حقا أن نجد عدد الأحزاب يتزايد بصورة غير منطقية، مع عدم وجود برنامج واضح لهذه الأحزاب في كيفية الخروج من أزمة البطالة وتفشي الفقر بين فئة الشباب وخاصة الخريجين، إلا من خلال الوعود بتعيينهم في دوائر الدولة؛ حتى وصل الحال بالجهاز الحكومي أن يبلغ عديده قرب الرقم ثلاثة مليون موظف، هذا مع عدم الأخذ بنظر الإعتبار أكثر من هذا الرقم متقاعدين يستلمون رواتبهم من هيئة التقاعد.
عندما نرمي بالكرة في ملعب الأحزاب، فلأنها هي من تحكم البلد وليس شخص من خارج الحدود (ولو ضمنيا)، ما أدى الى ظهور طبقة مستفيدة من هذه الأحزاب الى تتجاوز نسبتهم 10% في أفضل التقديرات، أما النسبة العظمى والتي تربو على 90% فهؤلاء ناقمون على الأحزاب التي لم تستطع أن تنهض بالواقع الخدمي للبلد بالرغم من مرور أكثر من عقد من الزمان على تغيير نظام الحكم في العراق.
لكن ما هو الحل؟
قد يكون الحل صعباً في المرحلة الحالية، خاصة مع وجود تحديات كبيرة تواجه الحكومة الحالية، والتي منها هبوط أسعار النفط الى مستوى أدنى من المخطط في موازنة 2019 المقترحة، وحتى مع هذا فإننا نجد ضرورة قيام الحكومة بتنشيط القطاعات الإقتصادية الأخرى، خاصة ما يتعلق منها بالقطاع الزراعي والصناعي وقطاع السياحة، الذي بالإمكان من خلال دعوة شركات رصينة ولها باع طويل في هذا المجال للإستثمار في هذه القطاعات، مع الأخذ بنظر الإعتبار ضرورة تعديل كثير من القوانين المتعلقة بمجال الإستثمار.
المشكلة الأخرى التي قد يواجهها المستثمرين هي الفساد الممستشري في الدوائر ذات العلاقة، ونجد ضرورة قيام الحكومة بتبسيط الإجراءات المتعلقة بمنح الإجازات الإستثمارية، وكذلك منح التأشيرة للمستثمر؛ وعدم تركه يعاني الأمرين، فهو يعاني من تأخر صدور إجازة الإستثمار لمشروعه المزمع إقامته، بسبب كثرة الموافقات التي يتطلبها صدور هذه الإجازة، وهنا نجد ضرورة إقتصار منح الإجازة على الجهة المستفيدة، فمثلا لو كان مشروع لإقامة فندق سياحي، نقترح أن تقتصر الموافقات على وزارة الثقافة والسياحة والآثار كونها المعنية بهذا الأمر، وهكذا في بقية القطاعات، مع الأخذ بنظر الإعتبار ضرورة إلزام المستثمر بتشغيل ما لايقل عن 60% من العاملين في المشروع من العمالة العراقية، وكذلك تأهيلهم وإدخالهم دورات تتعلق بعملهم، وبهذا نكون قد ساهمنا بتقليل نسبة البطالة وتحريك الإقتصاد العراقي من دون أن تدفع الحكومة دينار واحد من ميزانية الدولة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك