المقالات

القنوات الفضائية تحت المجهر الاخلاقي


بقلم المهندس والاعلامي :حازم خوير

قد يكون العراق من اواخر الدول التي حصلت على تقنيات استقبال ارسال الاقمار الاصطناعية العربية والدولية للبث التلفزيوني والاذاعي ،لكنه بالتاكيد ليس الاخير ، ولكن ما يلاحظ ارتشاف اهله بشغف بالغ مناهل العديد من القنوات الفضائية التي تصب في روافد شتى لتغذي مستقبلي ارسالها بما تحتويه او تؤثر به .

ووسط شبكة المعلوماتية على شبكة الانترنيت الدولية التي هي الاخرى قد دخلت الحيز الثقافي العراقي مؤخرا ،تراود مثقفينا وعلمائنا ودعاة الخير ومصلحي المجتمع من اكادميين ومخلصين هواجس مخيفة تكاد تطبق على انفاسهم وهم يتلمسون يوما بعد اخر التحول السريع لدى الانسان العراقي وخصوصا الشباب منهم نتيجة التاثر بالمواد المسمومة وشتلات السم التي من الصعب اقتلاعها في فكرهم وثقافاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية وصلاح انفسهم وشرفهم واعراضهم ...الى ما لا نهاية من الاساليب الوقحة التي يمكن للمخلص ان يلحظها وقد ذاب هذا العالم في مجونه وافكاره المنحرفة بعد ان نجح الكفار والمارقين من اختراق الجدار الذي يبنيه الانسان حول مجمل كيانه وكيان عائلته ومجتمعه وحول الاخرين، وذلك يشمل البشرية جمعاء، فبدا ذلك بالاعلام الموجه الذي يفجر يوما بعد اخر ينابيع الانحراف والانحطاط وتقليد الافكار الهدامة من الداخل العائلي فالمجتمعي حتى اصبحت المجتمعات مصابة باللاوعي الاخلاقي وبالمفاهيم اللامنطقية في دفاعها عن قناة فضائية معينة تارة وعن نفسها الامارة بالسوء تارة اخرى .

ولعلي اشير الى العديد من الاسئلة والملاحظات التي تخترق افكاري وانا اشاهد مادة تلفزيونية معينة ،وهي : ما اغلى تكاليف تحقيق أي حلم او اقتناء شئ ثمين او الحصول على خدمة ذات مستوى نوعي عالي ، في الوقت الذي يحصل الانسان فيه على بث تلك القنوات بابخس الاثمان ؟

وهذا التساؤل يدفعنا الى التفكير بالدول والجهات الامبريالية المتعددة الثقافات والنوايا والاهداف ، وتوجهاتها لتمويل تلك الحملة الشرسة واللااخلاقية في حربها ضد المقاييس الاخلاقية وضربها للمفاهيم والاطر الانسانية ومحاولة صب الاخيرة بقالب اخر اكثر حداثة واكثر عصرية حسب مايفهمون ، فيكون مقبولا لدى الجميع ومتاقلما ومتجانسا مع حاجات الانسان الحيوانية في كل زمان ومكان ،هذا من جهة ، ومن جهة اخرى محاولة ضرب الدين الاسلامي في الصميم ومحاولة فك وزعزعة الارتباط التكويني العبودي بين الخالق وهو الله سبحانه وبين العبد وهو الانسان الواجبة طاعته لخالقه واتباع رسله والسير على نهج ما جاؤوا به من رسالات سماوية سمحاء هدفها هداية البشر للطريق القويم وتنظيم شؤونهم ، ما يستوجب على الله جل وعلى رضاه عنهم واثابتهم على اعمالهم بفسيح جناته .ان مثل هذه الصراعات الفكرية لا يمكن النظر اليها نظرة سطحية او اهمالها، كما ان لها جذورا عميقة ومتفرعة في التاريخ تكون نابعة في اغلب الاحيان من العداء المكنون للدين الاسلامي الحنيف الذي جاء به النبي الاكرم محمد بن عبد الله (ص) وال بيته الطيبين الطاهرين (ع) .ففي الوقت الذي ينحسر الاستعمار التقليدي ويذهب ادراج الرياح تلون الاخير بالوان مختلفة بعدما اكتنز في عقول مثقفيه الغير واعين، ثقافات وامراض الامم التي استعمرت العالم قديما وتوجهاتها ورغباتها، وحللها وشخص نقاط الضعف فيها ،فبدا العمل من هذه المنطلقات الجديدة ليسيرها ويصدرها بابخس الاثمان الى عالم فقد في اغلب ازمانه وحدة الكلمة والصف وسادت مجتمعاته الفتن والمناحرات وحب الغرائز والجاه والمناصب، وسط عداء تلك التوجهات الامبريالية العالمية المعلن لائمة اهل البيت (ع) وشيعتهم الذين اختارهم الله سبحانه اولياء له في ارضه ينشرون رسل الخير والصلاح في العالم وينقذون الانسان من براثن العبودية والانحطاط والجاهلية والكفر والتخلف .

وهنا نحتاج اليوم الى يقظة واستيقاظ لكل الهمم والتوجه ببرامج اصلاح وتهذيب وكشف مدلولات واهداف تلك الاهداف الهدامة للمجتمعات ،من قبل المخلصين ودعاة الخير وائمة الجمعة والحوزات العلمية والمرجعيات الدينية ، والتوجه بحسن الكلمة واللطف الى من غرر بهم ليعودوا الى رشدهم وفتح المصحات والمراكز العلاجية النفسية لتهذيب واصلاح من قد انغمس في تلك الافكار واصبح ضحية لها ليكون فردا صالحا نشطا بناءا لاسس الخير والصلاح والاخلاق في مجتمع هو احوج ما يكون اليوم لذلك .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك