المقالات

عَبرة من طف كربلاء


ها هي أنات شهر محرم تستبق مقدمه لتعلن الحداد على ريحانة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ها هو حفيف الاشجار وخرير المياه وانفاس الصباح وزقزقة العصافير ونبضات القلوب تتوحد بكلمة واحدة ( حــــــــــســــــــيــــــن ) . منذ ان اخذت أيام شهر ذي الحجة بالتناقص وقلبي في أنتظار شهر تهيج فيه براكين حزن لا تنفك نيرانه من الاستعار في قلوب المحبين لال بيت ظلموا وقتلوا وشردوا لا لشيء الا لانهم رفعوا راية الاسلام بكل صدق مسددين ومنصبين من الله تعالى على بشر استكثر الاغلبية منهم حقاً احقه الله لهم .

مر يوم وثاني وثالث ورابع وانا اسأل القلم هل انت جاهز للعزاء فيصمت وليس له من الهمة شيء وفي اليوم الخامس اخبرته انه يوم اولاد مسلم فأين حق أبناء من ابتدء الشهادة يوم الطف وختمها ابناءه فأستمر في الصمت فعللت انه ربما ينتظر يوم مسلم وجاء اليوم السادس والامر كما هو عليه وفي ليلة السابع قررت ان اخرج الى الشارع عسى ان تشد مناظرالحزن لجام قلمي ليهرول في ساحات التعبير عن ولائه لاال محمد بت اتأمل الخيم المنتصبة في الشوارع ومظاهر العزاء رغم البرد القارص السيوف والمشاعل والاطفال المحمرة الانوف من شدة البرد مع الرجال يصرخون يا حسين بأيدي مرفوعة بسيوف حق تنتظر موعوداً طال انتظاره .

تأملت كثيرا ولكن القلم في حالة تغاضي عن كل ذلك ولم الح عليه بالسؤال بل استمريت أقرأ لاخوتي مقالاتهم في هذه الذكرى الحزينة واراقب التلفاز وما يعرضه ، لقد ادركت وان لم اشك لحظة من ان قلمي لايمكن ان يتخاذل في هكذا حدث الا ان امرا ما يحصل قررت مناظرته فلابد له من جواب مقنع فما كان منه الا انه اعتذر فبماذا يبدء بأي مصيبة وهل تكفي المصطلحات لوصف المصيبة ؟ وهل يجوز لقدرة متواضعة في الكتابة ان تسطر احرفاً عن الامر !! وهل تغطي سلاسل من المقالات كل ما يساور قلوبنا من اهات !! .

هنا طلبت منه ان يختار زاوية يسلط عليها الضوء ، عبرة لقتيل عبرات ، فسر الطف وديموته انه متجدد دائما وان فيه من زوايا المظلومية حد الما لانهاية فتوكل على الله وها هو يسأل من يشرفه مرورهم على مقاله المعذرة من تواضع الحروف في صياغة مرارة الالم .

اه يا سيدي يا حسين بماذا اعزي فيك قلة الناصر ، تخاذل الامة ، مصرع الاصحاب ، طوعون فلذات اكبادك ، عطش الاكبر ، نحر الاصغر ، بكاء النساء ، غربتك ، حزن بناتك ، طعناتك ، رمية الحجر على جبينك الشريف ، ضلوعك المكسورة بحوافر الخيل يأبن رسول الله يا امام الامة .

نفحات الطف حزينة ومتنوعة غير ان صفة وقع عليها نظري وبكيتها هذا العام دون بقية الاعوام الباقية حيث اني لم التفت اليها وهي صفة لازمت الشهيد الاول مسلم ابن عقيل ولازمت اغلب صحبك والك ان لم يكن جميعهم كما انها لازمت العباس عليه السلام واحاطت بك احاطة يا مولاي والتفتت الى ال بيتك ممن شاء الله ان يكن سبايا ثم انتقلت الى محبيك ، انها الوحدة مولاي واه منها شعرت بها منذ نعومة اظافري وكنت اعزوها لحكم حاكم طاغي اخمد اصواتنا التي تنشد بحبكم غيرأنها لم تفارقني رغم انه زال كما تزول الغيوم السوداء عن وجه الشمس وان كان الاحساس بالوحدة قد قل نسبياً غير انه لم ينمحي فالحرب ضدنا نيرانها مستعرة لا لشيء الا لاننا نحبكم .

نُهجر نُقتل نُغرب لا لشيء الا لاننا شيعة امير المؤمنين فكيف اذن عاملوا أمير المؤمنين !! وابناءه . ما ان تصيبني نائبة اشعر عندها بالوحدة حينما يتكلم من حولي بكلام لا افقه ولا اجد له تفسير وقبول في اقوالكم وحينما اتشبث بأقوالكم اشعر بتلك الوحدة !! فلست من الموفقين دائما لهذه الوحدة فلحظات تشبثنا الحقيقية بكم قليلة ونسال الله ان يوفقنا لان يزداد الحب والعمل في قلوبنا في كل نبضة لكم وفي خدمتكم لننقذ انفسنا فانتم والله مفاتيح نجاتنا من دنيا تتربص بنا شراً .

في كل مرة اشعر فيها بالوحدة ارحل الى الطف الى جانب الخيمة واراك هناك واقفاً تتأمل أمامك جثث ابناءك وصحبك المخلصين وان رفعت راسك مولاي تجد جيشاً يطلبك كي لا يزلزل وجودك عروشهم وان استدرت قليلا خلفك ستجد عقيلة بني هاشم ترقبك عن بعد في خيام تحوي حرمك ، هنا يا سيدي لحظة انهيار سدود المدامع على شخصك صيحات المؤمنين تتعالى عندما يذكر الناعي لحظة نحرك وسير الخيول على جسدك مولاي الا ان قلبي يصرخ في اللحظة التي ذكرتها لحظة وحدتك مولاي فيا ليتنا كنا معكم سيدي لنفديكم بأرواحنا وان لم ينتهي الطف الا في عيون من قصر نظرهم عن استيعاب ابعاده فها نحن نسال الله التوفيق لان نتشرف بخدمتكم وخدمة خدمتكم بما يعيننا به الله من علم وصحة ومال يا منا جاوزتم بغلاكم الاهل والاحباب .

السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ، عظم الله اجوركم ايها الموالين في مشارق الارض ومغاربها وثبتنا الله واياكم على درب الولاية والعشق العلوي ووفقنا لخدمة ال بيت لم يجنوا من الامة الا المظلومية والالم وحسبنا الله ونعم الوكيل والى عبرة ثانية من انين كربلاء استودكم الله .

المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام حوراء
2008-01-17
إن للحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد ولا تنطفأ أبداً السلام عليك يا ابا عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك عليك مني سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله اخر العهد مني لزيارتكم السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين عظم الله اجورنا واجوركم بمصاب ابي الاحرار وسيد الشهداء، الهي وسيدي وربي بحق بحق دم المظلوم إنا تستغيث ونستجير بك يالله بحق الامام الذبيح العطشان المقتول بأرض الطفوف أن تكتب لنا زيارته في الدنيا وشفاعته في الاخرة
تدى
2008-01-17
لا يوم كيومك ياابا عبد الله العبارة التي تعودت ان ارددها كلما ضاقت بي الدنيا ونزلت باهلنا في العراق المصائب فبعد مصيبة الحسين ع واهله تهون كل المحن والمصائب فعظم الله لكم الاجر اختي العزيزة بغداد ولكل شيعة امير المؤمنين بهذا المصاب الجلل ونسأل الله بحق دم الحسين ونحر الحسين وعطش الحسين وغربه الحسين ان يفرج عن اهلنا بالعراق وان يرفع الغمة عنهم وان يرزقنا زيارة ائمتناع في العراق في القريب العاجل بحق محمد وال محمد السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
بشرى الخزرجي
2008-01-17
عزيزتي ..أختي ..المهندسة بغداد السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة عظم الله اجوركم واجور المؤمنين بمصاب أبي عبدالله الحسين (ع) هواجسكم وتأملاتكم بذكرى الطف الأليم هي هواجسنا وآلامنا واحزاننا .. نحمد الله العلي القدير على نعمة التواصل مع العراق العزيز ونحن نحضر مأتم الحسين (ع) عبر شاشات الفضائيات .. قصة واقعة الطف هي قصة إنتصار الحق والعدل والاصلاح في المجتمع وهي ملحمة اعلاء كلمة الله عبر اعلام حسيني زينبي صادق. لقد حرمت اليوم من حضور المجلس الحسيني بسبب حالتي الصحية ..كما تعلمون الشتاء لايرحم
صباح محسن كاظم
2008-01-16
المحبة لأهل البيت يتجدد تعبيرها أما بدمعة،أوبقصيدة،أو بكلمة،أوبتعاطف مع أسمى قيم النبل والاباء والكبرياء والتضحية...في الملحمة المقدسة والسمفونية الخالدة...حشرك الله مع من تحبين من اهل بيت النبوة...وهل من ناصر ينصرنا تظل تصدح في فضاء الازمنة وكل من يجيب الحسين ولو بشطر كلمة هو ناصر له....
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك