المقالات

المصالحة الوطنية في معيار التعدد الحزبي

1210 16:13:00 2008-01-16

( بقلم : مازن الياسري )

لعل التعددية الحزبية من ابرز سمات الديمقراطية الليبرالية المعاصرة .. خاصة وانها تضمن التلاقح الخلاق للافكار وعبر مؤسسات منظمة وبأهداف ورؤى محددة . قبل ثلاثة قرون قاطع فيلسوف فرنسا الكبير (فولتير) احد محدثيه قائلاً (قبل ان تناقشني حدد مصطلحاتك) .. لعل (فولتير) حذر من اللعب بالالفاض او كما يعبر سياسياً اليوم (بالمعاير المزدوجة) فطالب محدثه جهاراً بتحديد المصطلحات قبل النقاش .

المصالحة الوطنية بلا شك حددت مصطلحاتها وخاصة من خلال (الثوابت الوطنية) التي اعلنتها واعتبرتها اساساً لدخول النقاش للوصول لنتائج مرجوة , لاشك ان ضبابية ما .. تحيط ببعض مفاهيم المصالحة الوطنية وهذا بلا شك انعكاساً لواقع البلاد المرتبك والمتداخل التحديات .

المصالحة الوطنية رسمياً هي مشروع حكومي ولكن هدفه وتوجهه شعبي واجتماعي .. وعلى الرغم من التنوع في قنوات المشروع وتشعباته الا ان الجانب الاساس في العملية هو (سياسي) .. فالبعض يرى ان المشكل العراقي هو سياسي وليس امني وفق وجهة نظر لعلي اصنفها تنظيرياً كنظرية سياسية سوف اطلق عليها تسمية نظرية (ثقل الهرم) التي تؤكد ان قمة الهرم تستند بثقله على القاعدة (فلو قرئنا الواقع العراقي من خلال صراع بين كتل حزبية سياسية في اعلى الهرم فبلا شك فالقاعدة تتحمل تحركات هرمها فضلاً عن ثقله) لا يقف التداخل السياسي مع الية وروح مشروع المصالحة عند النقطة اعلاه بل قد نراه من منضار اخر ومن زاوية اخرى فالكيانات الحزبية بالبلاد تمثل اردة الشعب وفق الواقع البرلماني النيابي المعمول لدينا في البلاد .. بالتالي فبيان رؤية الاحزاب السياسية كلاً على حدة للعملية التصالحية بلا شك ستبسط المفاهيم وتضيق الفجوة الفكرية نحو تفهم المصالحة والوصول لتحقيق اهداف المشروع .

الكيانات الحزبية لم تعبر بوضوح من موقفها من مشروع المصالحة الا من خلال بعض التصريحات الصحفية الحدثية .. فلم نجد لغاية اليوم من يتحدث عن رؤية ستراتيجية مبرمجة للمساهمة بمشروع المصالحة او حتى رفضها . العراق التعددي مصاب بتخمة حزبية طبقية ان صح اللفظ .. فالاحزاب دينية وقومية وسياسية وفكرية واجتماعية , وفي اعمها (احزاب برامج ) لا (احزاب افكار) .. ولعل التباين بين هذه الاحزاب لا يلغي عدة قواسم مشتركة وخاصة من ناحية وجودها لمدة طويلة بخندق واحد في مواجهة دكتاتورية البعث المخلوع , و ايمان هذه الاحزاب بأعمها بالمساهمة بالعملية السياسية .

وعلى الرغم من وصف كثير من مفكري السياسة الاعلام ان التعدد السياسي يفرز الشقاق والافتراق بنسبة اعم وبوضوح اكثرعن نسب التقارب والاتفاق بينهما .. فأن الواقع السياسي العراقي الحالي مجبر على تقبل كل هذه التخمة الحزبية , مشروع المصالحة الوطنية اهم ستراتيجيات حكومة المالكي الحالية اعتبر مراراً وتكراراً ان المشكل في البلاد سياسي وليس امني او طائفي ..

اذن الحوار السياسي بين الاطراف السياسية العراقية هو اهم ضرورات انجاح العملية التصالحية بالبلاد , وهو اساسها الفكري كما تفترض الحكومة ذاتها .. ولكن رغم القناعات الحكومية بالدور السياسي للمصالحة الا ان التحرك في اطارها لايزال قاصراً , بل رغم وجود ثوابت وطنية مطروحة ومكتوبة الا ان الخلاف عليها ضاهراً والجهل بها واضح , والخلاف بين الاطياف السياسية يسير من سيء الى اسوء احياناً .. والسؤال المطروح هو ان الشعب يتفق كثيراً مع الحكومة بأن للواقع الحزبي دوره السلبي على اتمام عملية المصالحة . ولكن مالذي قدمته الحكومة لفك هذه العقدة او حلحلتها وخاصة وهي بتفاقم مستمر . ان دراسة المصالحة الوطنية وفق رؤية تعتمد على تأثير العوامل والمعاير الحزبية السائدة على الواقع العراقي تعطي النتيجة الاصوب فالمصالحة للشارع والكيان الحزبي من الشارع ويخاطب الشارع ويؤثر بالشارع .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك