المقالات

عاصفة الحزم في الحرة عراق 

2893 2018-11-27

مهند كزار 


مثل اي صباح يومي، يبدأ بالروتين والجمود الذي غلب على كل مفاصل الحياة اليومية، خاصة بعد دخول وسائل التواصل الاجتماعي، الى حياتنا بدون اي سابق إنذار، والتي أصبحت وجبة صباحية لا يمكن الاستغناء عنها، الا انها تميزت بكثرة الكذب، والتدليس، والتشويش، على الرأي العام، لخدمة أجندات سياسية أميركية وصهيونية سعودية .
هذا الصباح اختلف قليلا، لان وجبة الاخبار المتداولة كانت دسمة جدا، حيث أخذتني مسرعة إلى تقرير لصحيفة (واشنطن بوست) نشر سنة 2008 بعنوان ”الاستثمار المكلف للسيطرة على القلوب والعقول”، جاء فيه أن هدف أمريكا هو “السيطرة على القلوب والعقول من خلال موجات الأثير”.
هذا التقرير أثار في داخلي أحداث ١١ من سبتمبر في أميركا، وما جرى على برج التجارة العالمي، والذي أثار استياء شعبي واسع على الحكومة الأميركية آنذاك ، بسبب فشل وسائلها الإعلامية الناطقة بالعربية، وعدم استقطابها لشريحة الشباب في العالم العربي، مما دعاها إلى إنتاج محطة إذاعية عربية جديدة حملت اسم (سوا)، عجت بالموسيقى، والبرامج الخفيفة، مثلما عملت بعد احتلال العراق عام ٢٠٠٣ .
الحرة عراق من الوسائل الإعلامية التي أنشأتها وزارة الخارجية الأميركية، وتمولها في إطار (الإعلام الدعائي الموجه)، والذي يختلف عن الإعلام الحكومي وعن الإعلام الخاص، لكننا متيقنين بان هذه الدولة لا يمكن أن تعطيك إلا حين تعرف بأنها ستأخذك منك الكثير.
الحرة عراق كانت المنبر الاميركي الواضح في العراق، الا اننا كنا نستمتع ببرامجها الحوارية والثقافية التي يقدما سعدون ضمد واحمد هاشم، وغيرهم من الاعلاميين الرائعين، الا ان تحالف بن سلمان/ترامب نجح في غلق هذه النافذة الحرة، التي طالما دعمت الديمقراطيات الناشئة في المنطقة، الى درجة جعلها تستغني عن ابرز الاسماء التي كانت تستقطب الناس في العراق والعالم العربي، على اساس طائفي مقيت( الشيعة )، والتي تعتبر سابقة خطيرة، و تطهير عرقي في المؤسسات الاعلامية الامريكية .
ليس المطلوب منا أن نضغط لإعادة هذه الأسماء التي تم الاستغناء عنها الى العمل من جديد في قناة الحرة عراق، بل إن محاربة ومواجهة هذه القناة والقنوات الفضائية المشابهه لها بات من الضروريات، والنجاح في هذه المعركة يستلزم محاربتها بالأدوات نفسها التي نجحت فيها في الفترات السابقة، لذلك على شبكة الإعلام العراقي والقنوات الفضائية الاسلامية المقاومة، ان تستقطب هذه الكفاءات، التي دفعت ثمنا في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك