( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
لقد احتوت الخطبة التي ألقاها سماحة السيد عمار الحكيم من على منبر جامع براثا الجمعة الفائت على مضامين واتجاهات غاية في الأهمية والوضوح والمعالجات، ويفترض بإعلامنا ان يعمل على توظيف وتفكيك كل تلك التوجهات التي لم تبق انعطافة حادة او منفرجة في العملية السياسية الا وقد أشارت اليها بما يستحق من التفصيل او التكثيف.
فالحكومة وأداؤها كانت المحور الأساس في طرح سماحته حيث حرص السيد عمار الحكيم على تأكيد حتمية التفعيل المطلوب لأداء المؤسسات الحكومية كي تكون قادرة على تحقيق تطلعات أبناء شعبنا بكل تلويناته وأطيافه وشرائحه مؤكداً ان أمرا كهذا لا يمكن له ان يتحقق الا من خلال إصلاحات حقيقية وجذرية.
ان اصرار سماحته على ضرورة وضع اليد على الإخفاقات التي تعرض لها الاداء الحكومي خلال النصف الاول من زمنها المفترض انه يهدف بالتأكيد الى مسألتين أساسيتين، الأولى منهما هي إشراك الشعب العراقي في مسألة التقييم والمعالجة من جهة وتعزيز مصداقية الحكومة من جهة ثانية من خلال عدم الخوض في مبررات غير واقعية ادت الى هذا التلكؤ، بيد ان سماحته لم يكمن مجاملاً او مشككا عندما اكد بقوله( كيف يمكن لنا ان نعيش حالة الرضا وما زالت الحكومة تعيش فراغات وابتعدت عن اجواء الوحدة الوطنية).
سماحته يبدو انه لم يرد مغادرة هذه النقطة دون ان يؤكد على نقطة جوهرية مفادها ضرورة تفهُّم مطالب وهواجس الاخرين الذين أعلنوا انسحابهم من الحكومة، مشدداً انه ليس بمقدورنا التشكيك بوطنية كل من ينسحب منها لكنه كان صريحاً جداً عندما اكد مقابل ذلك على ضرورة ان يتفهم الآخرون هوجسنا ومطالبنا أيضا.
ان الواقعية المعهودة لدى سماحته لم تجعل من دعوته الى الاشقاء في جبهة التوافق والقائمة العراقية والتيار الصدري وحزب الفضيلة بالعودة الى الحكومة مثار جدل واستغراب، بل انه حسم حالة الجدل ان وجدت بتأكيده على النظرية القائلة انه كلما استطعنا توسيع دائرة المشاركة كلما كنا اقدر على معالجة الإشكالات والنهوض بالواقع العراقي والتقدم به الى الأمام، وذلك هو عين الصواب.
https://telegram.me/buratha
