( بقلم : بديع السعيدي )
لقد حكم حزب البعث العراق سنة 68 بعد الانقلاب في السابع عشر من تموز على حكومة عبد الرحمن عارف والمتمثله بالحزب القومي الناصري الذي اسسه جمال عبد الناصر بحيث كان القوميون انذاك يقفزون على السطوح ويكسرون الابواب على الناس في منتصف الليالي وياخذونهم للسجون والمعتقلات وغرف التعذيب والزنزانات المخصصه لهذا الغرض حيث تم بناءها مسبقا فبدلا من بناء مدرسة او مشروع تنموي يخدم الناس والبلد ويقلل من نسبة البطاله انذاك, لا انهم يبنون المعتقلات والزنزانات الفرديه ويتفننون بعذابات الابرياء فيها –وعندما جاء حزب البعث بانقلابه المشؤوم في تموز فكثير من اعضاء الحزب القومي والمنتمين له قد غيروا جلودهم وقد انضموا الى صفوف حزب البعث وقد تم الترحيب بهم لسببين الاول هو تقاربهم بالاهداف التي ينادون بها كالحريه واشتراكهم بالمناداة بالقوميه العربيه والثاني ان البعث حزب حديث التشكيل وليس له مؤيدين في العراق انذاك سوى هذه المجموعة التي قادت الانقلاب هذا لذا يريدون اناس معهم لهم قلوب قاسيه وخبرة في القمع تحسبا لاي حادث طارئ قد يصيبهم خصوصا بان ثورتهم فتيه لذا اعتمدوا على اعضاء في الحزب القومي انذاك واعطوهم نفس درجاتهم الحزبيه في الحزب الجديد –
فقد بدا هؤلاء من اول يوم الذي نجحوا بانقلابهم هذا بالبطش والتنكيل بكل شخص لايؤيد افكارهم فقد قاموا باعدام الكثيرين في المعتقلات حتى يقال بانهم استخدموا احواضا من التيزاب لتصفية معارضيهم وقد اطلقوا على احد القصور التابعة للحكم الملكي انذاك وجعله معتقل, فكل الذي يصل اليه يجب ان يموت فسمي قصر النهايه وقد دخله الكثير من العراقيين واختفوا –وقد اراد حزب البعث ومن خلال احمد حسن البكر وصدام وافكارهم الاجراميه -كيف يستطيعون القضاء على معارضيهم انذاك وكانت الشيوعية لها انتشارا واسعا في العراق وخاصة في جنوب العراق كالناصريه والبصره والعماره وفي كافة محافظات العراق انذاك
وبما ان صدام يستخدم الدهاء والتملق لكي يمرر اهداف مرسومة بعقله مسبقا لانه تربية معاويه ويزيد وابو سفيان لذا تقرب من مسؤولي الحزب الشيوعي انذاك وتم الاتفاق معهم بتشكيل جبهة موحده اطلق عليها الجبهة القوميه التقدميه وقد سمح للحزب الشيوعي ان يفتح مقرات له بكل المحافظات وتم السماح لجريدة طريق الشعب الذي يصدرها الحزب الشيوعي العراقي وبهذه الطريقه قد تعرف صدام على كوادر الحزب الشيوعي من خلال مراقبة مقراتهم الى ان انقلب عليهم فجاة وقد اعتقل الكثيرين منهم وزجهم بالسجون والمعتقلات والتعذيب وقد هرب الباقين الى الخارج خوفا من بطش صدام وحزبه النتن وتعتبر هذه ضربة قاتلة بحق الشيوعيه في العراق-وبسبب نجاح صدام بخطة المراقبه التي قام بها لمقرات الشيوعيين وتعرفه على اعضاء الحزب فقد استهوته هذه الفكرة وبدا يتجسس حتى على اصحابه من قيادات ثورته كاحمد الذي كان رئيسا او بقية الاعضاء والوزراء الى ان تم اجبار احمد حسن البكر عن التنازل له بالسلطة وقد فعلها الرجل لانه يعرف ان رفض سوف يكون مصيره القتل والتنكيل ولكن بعض وزراءه رفضوا هذا الامر فتم تلفيق تهمة جاهزة هي الخيانة العظمى حيث اتهم عدنان حسين ومحمد عايش ومحمد دبدب وغيرهم بتدبيرهم لانقلاب ضده وبدعم من سوريه حيث تم اعدامهم جميعا وعندما سيطر صدام على الوضع اجبر الناس على الدخول الى حزب البعث بالقوة والذي لا ينتمي لهذا الحزب سوف تتخذ اجراءات عديدة ضده كالاعتقال بتهمة مزوره او الانتماء لحزب محظور كحزب الدعوه او الحزب الشيوعي وقد اعطى صدام صلاحيات لكل بعثي وخاصة الذي يطبق مايريده وهو كتابة التقارير ومراقبة الناس ومتابعة تحركات الناس وله كلام في ذلك حيث يقول ان للبعثي حصانة كحصانة عمر بن الخطاب –
اي بعثي هذا الذي يعطيه صدام حصانة عمر انه بالتاكيد له مميزات خاصة تجعله متميزا عن اقرانه من البعثيين لاننا كما ذكرنا ان اكثرية الناس دخلوا لهذا الحزب بالقوة-فالذي يقول عنهم صدام لهم حصانه –يجب ان يتصف بامور تاليه –ان يكون بعثي وله تقارير كثيرة على متابعة الناس –ان تكون له القدرة ان يقتل الاخرين وبدم بارد –ان يكون ذات طابع عدواني مع الناس الابرياء وان ينفذ ما يطلبه المسؤول الاعلى منه فاصبح الناس في زمن البعثية او بالاحرى العبثية يخافون من اقرب الناس مودة لهم وقد جعلوا فقدان الثقه منتشرة بين ابناء المجتمع –فقد اعتمد صدام على تقارير هؤلاء وبشكل الذي جعله يصفهم اصحاب حصانة اي انه متيقن من انهم صادقون معه ولا يهم ما يفعلونه مع الاخرين حتى وان كانوا يفترون ويكذبون -وبالاخر تصدر احكام بالموت على كل من رفعوا تقاريرهم ضده حتى وان كانت زورا وبهتانا وافتراءا المهم عند ابن العوجه ان التقارير التي رفعت هي من اجل ان يستمرهو بالسلطة فلا يهم ان تكون صادقه او كاذبة –
كل هذه الامور ونشاهد انه بعد ان سقط النظام وانهزم شر هزيمة نشاهد بان كثير من البعثية الذين هم سبب الدمار في العراق كله يتركون من غير محاسبه وكان صدام هو وحده المسؤول عنها بل الحقيقة تقول عكس ذلك فمثلا ان صدام في بغداد وقد اعدم رجل في الناصريه نتيجة تقرير من احد البعثيه وتم اعتقال هذا الشخص بتهمة السب المتعمد للرئيس او الانتساب لحزب محضور ثم اعدامه فهل يدري صدام ان شخصا في الناصريه قد سبه مثلا ام المسؤوليه تقع على هذا البعثي القذر الذي رفع التقرير بحجة انه سب او انتمى لحزب محظور انذاك كالدعوة والشيوعي وغيرهم فيجب ان نكون منصفين مع شعبنا وصادقين يجب ان نقول بتقاريركم المشؤومة جعلتم من انفسكم صداما -
https://telegram.me/buratha
