المقالات

لماذا تأخر الانفتاح العربي على العراق؟


بقلم: عبد الرزاق السلطاني

مما لا شك فيه ان الامن المناطقي مسؤولية وطنية اذا كان محددا باطار القانون، وتحت اشراف المنظومة الامنية مراعيا الثوابت والمسارات التي يمكن من خلالها دعم الحكومة وزيادة التقدم في أدائها، فلا احد يشكك في ان مؤسسات الدولة هي الجهة الوحيدة المخولة بحمل السلاح ليس بالعراق فحسب، بل في كل دول العالم، وإن النظرة لمجالس الاسناد لا يجب ان تكون تجزيئية اذا ما سلمنا بقدرة الحكومة على تحقيق الامن والاستقرار، وفي نظرة لمستقبل الخارطة السياسية بكل مشاهدها وتلاوينها لا يمكن ان ترسو الى حالة سياسية واقعية مستقرة مالم تعتمد عنصر المواطنة وتلغي الانا كخيار حضاري سياسي استراتيجي يشكل بمضامينه واتجاهاته الاسس المتينة لبناء تجربة عراقية جديدة تختلف بجوهرها وشكلها ومناخاتها وطقوسها عن مضامين وجوهر التجارب السياسية التي فرضتها المراحل الماضية بكل تداعياتها، ومن هنا فالمواطنة كمبدأ وقيمة يجب ان تكون في مقدمة الاستحقاقات الدالة على الذات العراقية في ماهيتها الجديدة، ولم تتأثر من اسقاطات العرقية والطائفية السياسية، ولم تصادر الذات الوطنية كقيمة جامعة ومظلة موحدة للكل العراقي، حيث خسرت الرهان القوى المتصيدة بالماء العكر والتي ناغمت ديناميكية المستجدات التغييرية وفشلت في نشر الصراعات الاثنية والطائفية.

ومن المبكر ان نقر بقبر كل التحديات، اذ ما زلنا نرى البيئة العراقية تمثل تحديا بالرغم من المكاسب التي تحققت على الصعيد الامني، كأحدى التطبيقات التحويلية في البنية الوطنية لمجتمعنا بما يعزز اجراء التغييرات المطلوبة على كل الصعد، وهذا الكم من التجاذب السياسي والمفاهيمي يتأرجح بين القبول حينا والرفض حينا آخر، ومثل هذا التجاذب بنظرنا انما هو في الحقيقة نتاج وافراز نظرية المؤامرة التي تبنتها المؤسسة المخابراتية بمختلف تلاوينها. وعلى صعيد العلاقات العراق ـ عربية، فثمة حراك مستمر لابد من متابعته لتعزيز ذلك الانفتاح الذي لازال محدودا جدا على مستوى التمثيل الدبلوماسي اذا ما قورن بالتمثيل الدبلوماسي الدولي، فيجب تبديد الهواجس من التجربة الديمقراطية العراقية على مستوى افرازاتها السياسية والنظام السياسي من حيث طبيعة التغيير، فضلا عن التعددية التي صيغ بها الدستور العراقي، لقد سعت قوانا الوطنية لبناء وموازنة علاقاتنا مع المحيط العربي والإقليمي والدولي لاخراج العراق من القيود التي كبلته جراء السياسات الإجرامية للبعث الصدامي، واستثمار قدراتهم الكبيرة بما يعزز التنمية الشاملة التي تطمح لها، كما حرصت على استقلالية القرار العراقي وفق ما حدده الدستور في تبني النظام اللامركزي في اطار الوحدة الوطنية وفي ظل شعب متماسك، حيث نص على تكوين فيدراليات تكون خاضعة للحكومة الاتحادية، ذات صلاحيات واسعة تقلل من الاحتقان الداخلي والصراع المواقعي، فان تجربة اقليم كردستان الرائدة استطاعت ان توفر فرص استثمار وفق مبدأ التعايش والتسامح، لاسيما ونحن ماضون في اتجاهات قانونية اجرائية بعد أن اصبح الدستور مورد وفاق قد نختلف على بعض تشريعات يراد تطويرها الا اننا نتفق على اساسياته ونحتج بها على الآخرين في الاستدلال بصحة متبنياته، لايجاد مناخ توافق وطني واجماع سياسي للاندماج والقبول بمبدأ التعددية الدستورية وتحديد الاولويات المرحلية للنهوض بالواقع الجديد وهي بالتأكيد تصب في اطار استكمال استراتيجية السيادة الكاملة أي الخروج من تحت طائلة البند السابع لبدأ البناء والاعمار في كل مفاصل الدولة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك