المقالات

محاولة للنبش في الذاكرة المعطوبة!

2165 2018-11-04

علي العدنان الشمري

عاش العراق مابين عامي 2006و 2007, مرحلة صعبة جداً وهي الطائفية, لا يكاد بيت عراقي يخلوا من فقدان أعز أنسان منه, حيث نشطت القاعدة و المليشيات(فرق الموت) كما كان يطلق عليها, مع غياب تام لدور الحكومة في ردعهم.

هذه السنوات العجاف أخذت منا ما أخذت, ففيها فقدنا الأب وفيها فقدنا الأخ, ومنهم من فقد المال الذي دفعه, ديةً ليخرج أباه أو أخاه أو ولده.

الشعب العراقي لم يرى الراحة, ففي النظام المقبور أدخله في حروب وصراعات, ليس لها حلول ففي حرب النظام مع الجارة أيران فقد الشعب كرامته, ولا يوجد مفر منها سوى أنك تواجه الحرب, أو الهروب وفي الحالتين تأتي جثة الى أهلك.

خرج الشعب العراقي من حرب أيران, وقد أعطى ما أعطى من تضحيات الأ وبالنظام الدكتاتوري, يدخله في حرب مع الجارة الأخرى الكويت, وأيضاً حرب لا معنى لها سوى أستنزاف وضحايا من الجانبين بسبب تعنت ورعونة النظام.

أنتفض الشعب ضد النظام المقبور, للتخلص من استبداده و سطوته, وكان الرد من الطاغية هي المقابر الجماعية لأبناء بلده, أذا كان هو من البلد أصلاً.

جاء الأحتلال الأمريكي على العراق عام 2003, وراح ضحيتها الشعب ولا كاد ينفك من نار الأحتلال, دخلنا في دوامة الحرب الطائفية لا نعلم من المستفيد منها, وأيضاً دفع ثمنها الشعب المسكين.

حرب الطاغية كما يتكلم عنها البعض, أرحم من العنف الطائفي بشء واحد, وهي أن جثة أبنك أو والدك أو اي شخص من عائلتك, تأتيك الى المنزل حتى وأن أعدمهم المقبور, لكن الطائفية لا نعلم أين ضحاياها ومن هو الصح ومن الخطأ, فالجميع تصرخ بـــ(التكبير) والحمد لخالقهم قبل أن تقتل ضحيتها.

أنتهت الحرب الطائفية وأستبشر الشعب خيراً, لكن مكتوب على هذا الشعب أن لا ينعم بالأمن والأستقرار, فدخل في دوامة المفخخات والأغتيالات, لا على شيء سوى أنه عراقي, يحمل الجنسية العراقية, فبدأت التفجيرات في جميع المناطق لا تستثني أحد حيث وجدنا العدالة فيها, وما زالت مستمرة.

نسينا الحرب والأعتداء على الجوار, وعسكرة المجتمع ونتفاجئ بدخول في حرب داخلية, مع محافظاتنا من أجل البقاء في السلطة, وتعنت ورعونة جديدة لشخص أقتبس مساوء المقبور, بقتل أبناء شعبه لا يفرق عنه شيء, سوى ذاك المقبور يلبس (زيتوني) والطاغية الجديد (بدلة مع حبل في رقبته) وأيضاً من يدفع الثمن الشعب المغلوب على أمره.

إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة, هكذا قال أبو القاسم الشابي, الحياة للتخلص من العبودية والثورة ضد الظلم والطغيان.

يجب أن ينتفض الشعب لا بالسلاح, ولا بالعنف, عليه أن ينتفض ويقول كلمته ويطرد من يريد أن يأسس صرحً له ولعائلته, فالماضي القريب خير دليل للشعب, لا نريد أن نصنع طاغية بأيدينا ونحرم أولادنا من الحرية كما حرمنا أبائنا بسكوتهم عن المقبور

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك