المقالات

أدركوا ما تبقى من نخب العراق وكفاءاته وطاقاته الكامنة

1763 2018-10-09

حميد الموسوي

بمناسبة الحديث عن موجة هجرة العراقيين غير المسبوقة
لا أحد ينكر على العراقيين قدراتهم الخلاقة وقابلياتهم الابداعية في كافة المجالات وعلى مر العصور كيف لا وهم بناة اول حضارة في تاريخ الانسانية، فمنهم صدرت رسوم الأبجديات وخرائط البحار والعمران والسدود والجسور والقلاع والقصور. ومنهم اخذت الشعوب علومها وصناعتها وأسفارها وثقافتها. وظل العقل العراقي يواكب الحركة الانسانية في شتى مجالات الحياة وتفوق في العديد منها وصار عملة نادرة تتسابق عليه المستشفيات الاوربية، في مجال الطب، والشركات العالمية في مجالات الهندسة والاقتصاد، ووكالات الفضاء في مجالات الفلك، كما سجل الملاك الفني الوسطي العراقي أعلى نسبة في العالم العربي من حيث التقنية والابداع والتعامل مع الآلة الحديثة. لكن هذه الطاقة الابداعية كانت الضحية الاولى لإستبداد السياسات الظالمة التي تناوبت على حكم العراق وخاصة في تاريخه الحديث. فقد حاولت تلك السلطات، بأساليبها الخبيثة في الترغيب والترهيب وتمكنت من تسخير تلك الطاقات لأغراضها وتحقيق اهدافها في محاولة لتحجيم ومحاصرة تلك الكفاءات ووضعها امام خيارين لا ثالث لهما اما تنفيذ املاءات السلطة ذات التوجه الحربي والصناعات التدميرية "فيما يخص الكفاءات الهندسية وطواقمها الوسطية الكفوءة" أو الصناعات الكيمياوية ذات التدمير الشامل بالنسبة للملاكات الطبية واجبارهم على اعاقة الخصوم بالسموم وبتر الأعضاء والتشويه وصلم الآذان، وحصر الطاقات الأخرى في مهن وصناعات مشابهة خاضعة لسلطات عسكرية وتعامل مذل ومهين، وأما الفرار الى خارج العراق ووضع تلك المؤهلات في خدمة شعوب أخرى وأوطان أجنبية. هذا اذا تمكن المعني من الافلات من زمر السلطة ومخابراتها مع انها تابعت البعض من العلماء والكفاءات وقامت بتصفيتهم حتى وهم خارج العراق.
وبسقوط السلطة الاستبدادية وحلول عهد جديد ومع تطلع العراقيين بصبر مرير لميلاد عراق ديمقراطي حر تطلعوا بنفس العيون الى طاقاته الكامنة المتمثلة بالكفاءات والنخب الخلاقة سواءا التي هاجرت تحت ضغوطات السلطات الجائرة او التي لا زالت مترددة في الدخول في عملية البناء الجديدة لسبب أو لآخر ولكن هذه التطلعات أصيبت بالخيبة والاحباط وزادتها يأسا وقنوطا الهجرة المعاكسة ولأسباب مختلفة يأتي في مقدمتها الخوف من التصفيات الجسدية على أيدي الارهاب والتي تتقصد استهداف الكفاءات العلمية وان كانت تلك التصفيات تطال الصغار والكبار ولا تفرق بين الأخضر واليابس مضافا لهذا السبب قلة فرص العمل لهذه الكفاءات اثر توقف المشاريع الصناعية والزراعية والسياحية والخدمية نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية. ولم تقتصر الهجرة على الكفاءات والنخب بل تبعتها رؤوس الاموال والتي أخلت بقطاعات واسعة يشكل رأس المال الركيزة الرئيسة في نشوئها ما سيضطر الدولة الى فتح الباب امام الاستثمارات الاجنبية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك