المقالات

بائسةٌ.. يائسةٌ...وتترقب

1819 2018-10-06

حميد الموسوي

تشترك جميع محافظات العراق في معاناة ازلية لازمتها منذ تأسيس الحكم الوطني في العراق والى يوم الناس هذا،اذ ركزت الحكومات المتعاقبة اهتمامها وعنايتها بالعاصمة بغداد؛ولم تنل المحافظات الاخرى الا النزر اليسير من العمران والخدمات والصحة والتعليم .واذاكانت محافظات الشمال والوسط والغربية نالت جزءا من الاهتمام فان محافظات الجنوب اهملت بشك تام لا بل وحوربت ونكل باهلها لأسباب يعرفها الجميع ؛ نكل بها الامويون طيلة ثمانين عاما ،وظلمها العباسيون قرابة الستمائة عاما؛واذاقها الاحتلال العثماني العسف والهوان اكثر من اربعمائة عام ؛وتناساها الاحتلال البريطاني والحكم الملكي اربعين عاما اخرى؛وزادها البعثيون خرابا واهمالا وتنكيلا اربعين عاما ثالثة .نعم التقطت انفاسها لأربع سنوات فقط وهي ايام الحكم الجمهوري في عهد الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم من 1958 الى 1963 حيث انقلب عليه البعثيون وقتلوه واعادوا العراق الى دائرة العنف والتنكيل والتعسف وبرغم اقامتهم بعض المشاريع العمرانية والصحية والخدمية الا ان محافظات الجنوب نالت الحصة الاوفر والنصيب الاكبر من الخراب والدمار والقتل والمطاردة فضلا عن الاهمال المتعمد وغياب الخدمات الاساسية وانعدام التعليم والصحة والعمران وفرص العمل.
استبشرت محافظات الجنوب بسقوط السلطة البعثية التي ناصبتها العداء واذاقت اهلها سوء العيش والاستقرار ؛وزادها استبشارا ان حكوماتها المحلية تختار من بين اهلها بدئا بالمحافظ ومعاونيه ومستشاريه ؛ومرورا باعضاء مجلس المحافظة والمجالس البلدية ؛ وانتهاءا بموظف الخدمات؛كما ان حصتها المالية تأتي من ميزانية الدولة جاهزة وفق نسبتها السكانية لتستثمر – حسب الاولويات – في اقامة المشاريع العمرانية ؛وبناء وتجهيز المدارس والكليات والمستوصفات والمستشفيات ومحطات الكهرباء والماء والمجاري ؛ وتعبيد الطرق ؛ واقامة الجسور والمعابر ، واستصلاح الاراضي الزراعية ؛وتنظيف الانهار . والاهتمام بالجوانب الثقافية المتمثلة باقامة المتاحف والمسارح والاندية وصالات العرض والاسواق الكبيرة ؛والاهتمام بمناطق الاثار وانعاش السياحة الدينية والمدنية ؛ وفتح مجال الاستثمار في المشاركة باقامة المشاريع التي تم ذكرها ما يوفر فرص العمل للعاطلين .
نعم استبشر اهل الجنوب وظنوا خيرا بابنائهم ؛ لكن حكامهم الجدد – وهم ابناءهم – خذلوهم شر خذلان ؛ وخيبوا ظنهم وزادوهم يئسا وانكفاءا .اذ تنكروا لكل المبادئ التي حملوها ؛ ونكثوا بكل العهود التي قطعوها؛وحنثوا بالايمان التي اقسموها ؛ ومزقوا كل الشعارات التي نادوا بها؛وانقضوا على ما خصص من اموال انقضاض الجشع المنهوم ؛نهبوا المال العام ..شيدوا القصور وبنوا المولات والفنادق الفخمة الخاصة بهم وعوائلهم ..ركبوا احدث واغلى المركبات ..اشتروا الفلل الباذخة في دول الجوار ..وادخروا المليارات في بنوك اوربا.وطيلة الاعوام الخمسة عشر من عمر العراق الجديد لم تنل تلك المحافظات مما كانت تتمناه الا لماظة لا تروي عطشا ولا تسد جوعا .برغم تبدل الوجوه كل اربع سنوات ..يكون اللاحق اسوئ من السابق .ترى هل تتمكن حكومة 2018 من اصلاح خراب الفاسدين وانعاش الامل في صدور المحرومين من اهل الجنوب خاصة وشعب العراق عامة ؟؟؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك