المقالات

صحوة السنة وغفوة الشيعة


بقلم : سامي جواد كاظم

المعروف عندما احتل العراق لوحظ ان اغلب المناطق ذات الكثافة السكانية السنية دخلتها القوات الامريكية من غير مواجهة ونخص بالذكر محافظات الانبار وصلاح الدين والموصل وبغداد وان كان هنالك شتات من المواجهات المتفرقة هنا وهناك لم تؤثر على القوات الامريكية . وانتهت المعارك حسب ما اعلنها بوش اعتقد في شهر مايس 2003 وبدات مرحلة جديدة في حياة العراقيين .

العلامة البارزة للاعمال الارهابية التي حدثت في عموم العراق انها تحدث وتنطلق من المناطق السنية فالانبار والفلوجة وعلى مدى ثلاث سنوات كانت تصحو وتنام على صوت الانفجارات والاسلحة الخفيفة والمتوسطة مع مشاهدة الجثث والدم يوميا ، ناهيك عن الذين هجروا من مناطقهم بين الشيعة والسنة المسالمين الذين لا يؤيدون هذه الاعمال .

اما في بغداد فالمناطق السنية فقط هي التي يطلق عليها بالساخنة لما يحدث فيها من اعمال ادت بارواح الكثيرين من الابرياء بغض النظر عن مذهبهم ، وعلى سبيل المثال العامرية والدورة والاعظمية والغزالية واطراف بغداد الجنوبية والشمالية والغربية , المهم الذي يستحق الالتفات اليه لماذا هذه الاعمال تحدث في المناطق السنية وما هو الهدف من ورائها وهل تحقق المطلوب او المرجو منها ؟! هذه اسئلة تبحث عن اجوبة .

في الوقت الذي كان اهالي المناطق السنية لا يستطيعون الخروج من بيوتهم بعد الثانية عشر ظهرا نجد ان المناطق الاخرى تسرح وتمرح في الشوارع والاسواق الى الساعة الثانية عشر ليلا ، في الوقت الذي نرى ان حركة التجارة وعمل الاسواق منتعشة في المناطق التي لا توصف بالساخنة نرى ان الجانب الاخر لا يستطيع الحصول على مفردات البطاقة التموينية المخصصة لهم . بل وحتى دور العبادة كانت على النقضين في الجهتين فهنا عامرة باهلها وهناك متروكة وحتى انها استخدمت كثكنة عسكرية او محكمة شرعية وعلى ذلك الكثير من الادلة ، فكم من جامع داهمته القوات الامريكية وعثرت على اسلحة ومستمسكات مهمة وحتى على جثث مقطوعة الراس .

ديالى مدينة البرتقال والمحبة والتي عمرها ما فرقت بين ابنائها ماذا حدث لها عندما عشعش فيها عناصر القاعدة الارهابية ابتداءا أي منذ السقوط تركت هذه العناصر تعبث في عباد الله ولا من رادع وكانت مهجورة بسبب التهجير والان حمراء بسبب الدماء .

اللهم لا شماتة ولكن اقول ماذا جنت المناطق الساخنة على مدى اربع سنوات من الاحتلال، ولفت انتباهي خبر اثلج صدري مفاده افتتاح اذاعة في الفلوجة ، واتمنى ان تستخدم للنهوض الفكري الثقافي الاسلامي المبني على حب الغير .

اليوم نرى ان المناطق السنية تطالب بالاعمار اكثر من غيرها ، نشاهد اليوم الكثير من اصحاب الغيرة والشهامة التي كانت في غفوة سابقة صحت على واقعها المرير ووجدت ان من يعبثون بهم هم من ذويهم لا من الطرف الاخر الذي يقاتلونه .

بالتاكيد هذا امر لا يروق لمن يعشق الدماء من ابن لادن وغيره من الحثالات فانه اعلن شن حرب على هؤلاء الذين كشفوا حقيقة القاعدة الارهابية الاجرامية التي هدفها مسح البشرية .هل سمعتم في يوم ما ان القاعدة بنت مستشفى ؟ هل سمعتم انها اقدمت على مشروع خيري ؟ هل بنت معهد او مدرسة لاظهار الفكر الاسلامي بدلا من القتل ؟ هل ساعدوا الفقراء ام انهم قتلوا الفقراء ؟هذه التجربة المريرة التي مر بها الاخوة السنة والتي شارفت على الانتهاء بفضل رجال صحوتها الاصلاء لا الارهابيين الذين ادعوا انهم صحوة في بعض مناطق بغداد الساخنة .

نرى اليوم ان بعض المحافظات الجنوبية التي كانت تطالب بالاعمار بدات تطالب بالارهاب من خلال ما تعيشه من منظر دموي وان كانت التفجيرات قليلة لكن الواضح كثرة الاغتيالات ومن غير سبب وحتى لو كان بسبب لا يعني ان يكون الكل مخول بالقتل لمن يعتقده خارج عن قانونه المستهتر . اقول لاهلنا في الجنوب اتعظوا مما حصل في الانبار وما يحصل اليوم في الموصل ، استغنوا عن القبضة الحديدة وثعلب الصحراء والرعد وما الى ذلك من تسميات فانها لا تكون في صالحكم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو مريم
2008-01-15
هذا المقال يدل على ان الكاتب من العراقين الغيورين والله لو كل العراقين مثل سيد سامي لكان العراق بخير انا من الاعظميه ما شفنا من الارهاب بس القتل والتهجير الله يطول ويحفظك يا كاتبنا العظيم والله يكثر من امثالك
أبو احمد
2008-01-10
رحم الله والديك على المقال واود ان اضيف لكي يكملوا السنه صحوتهم يجب ان يرفضوا المصائب القياديه الأربعه الذين يدعون انهم يمثلوهم وهم عدنان الدليمي وطارق الهاشمي صالح المطلك وابن لادن رقم 2 حارث الضاري فهؤلاء الكوارث سوف يدمرون العراق والسنه والشيعه وجميع مشاريعهم تخدم الصهيونيه واحنا الشعب طايحين بيه والسلام ختام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك