المقالات

اين الخلل؟!

1981 2018-09-04

 

مجيد الكفائي

الكثير من العراقيين يتسألون أين الخلل الذي تسبب في تأخير تطور العراق ونموه واستقراره لعقود من الزمن هل هو في نوع نظام الحكم؟ ام هو في الحكام انفسهم الذين تعاقبوا على حكم العراق خلال قرن من الزمن ام هو سبب اخرخارج عن الارادة البشرية, وهو سؤال منطقي ومقبول ولا يؤاخذ عليه احد.

فقد جرب العراقيون منذ عام 1920 وحتى الان عدة انظمة سياسية, كالنظام الملكي والرئاسي والبرلماني الا ان حالهم في كل تلك السنوات وتحت ظل كل نظام سياسي لم يتغير.

فالويلات والمآسي التي مرت بالعراق وشعبه لاتنسى ولا تزال مرارتها تحت لسان كل عراقي وظل المواطن العراقي على مدى تلك العقود من الزمن وفي كل العهود الملكية والجمهورية فقيرا رغم امتلاك العراق لثروات نفطية هائلة وقدرات بشرية متميزة وظل مستعبدا مسلوب الحرية والارادة رغم تطور الزمن وتمتع شعوب العالم الثالث بشيء من الحرية وقيام انظمة ديموقراطية في هذا العالم, وظل العراق بفضل انظمته السياسية المختلفة والمتغيرة يعاني من من الموت والالم ويخوض الحروب حربا بعد اخرى رغم استهجان الشعوب والدول للحروب واستغناء حتى الدول الاستعمارية عن تلك السياسات الحروبية بعد الحرب العالمية الثانية وجنوحها للسلام واعتماد الاقتصاد كأداة للتأثير في معادلة القوة والتحكم بمصير العالم, وظل العراق متخلفا عن غيره رغم التطور العلمي والتكنلوجي الكبير الذي حصل في العالم وسبقت العراق دول كانت في اخر قائمة التخلف يوم كان العراق في مقدمة قائمة الدول التي يتوقع لها ان تكون من الدول المتقدمة لما يملكه من موارد نفطية ومعدنية وبشرية هائلة,وتفوقت دول وعواصم ولدت في السبعينيات على العراق وبغداد عاصمة الحضارة لألاف السنين وشَيَدتْ الأبراج والطرق السريعة والمترو والجسور والمدن السياحية وتنعمَّ شعبها بالخير والرفاهية والاستقرار والنِعَم الكثيرة وظلت بغداد ومدن العراق اطلال مدن وخربات يبكي عليها الرائح والغادي حزنا على بلد الحضارة ومصدر الاشعاع الفكري والعلمي والادبي لألاف السنين .

لقد تعاقبت على حكم العراق منذ تأسيسة كدولة ولحد الان انظمة سياسية متعددة ومتنوعة لم تستطع تطوير العراق او بنائه اورفع مستوى المعيشة لشعبه او تحقيق شيء من العدالة الاجتماعية اوحماية شعبه من الموت والدمار اوحماية خارطته من التفتيت والتمزق والانهيار ولم تحافظ على هيبة العراق واسمه الكبير وتاريخه العريق لذلك لابد للعراقيين وبعد مايقارب قرن من الزمن التفكير بجدية في السبب الذي دمر العراق هل هو في نوع نظام الحكم ام هو في الطبقة الساسية الحاكمة فان كان في طبيعة نوع نظام الحكم فعليهم اختيار النظام الاصلح للتطبيق في العراق والعمل من اجل تحقيقه كي يتخلص العراق من كل علله الناجمة عن تطبيق انظمة حكم غير صالحة وان كان السبب في الطبقة السياسية فعليهم اختيار من يمثلهم بدقة بعيدا عن التحزب والطائفية والمذهبية ونبذ اي كتلة سياسية فاسدة او فاشلة في الانتخابات المقبلة والتي سيكون الكلام الفصل فيها له اولا واخرا واختيارمن يصون العراق واهله ويعيد بنائه ويحفظ ارضه وشعبه من الدمار والموت وعليه ان يحذر من استغلال السياسين للدين والطائفة والمذهب والتي استخدموها في كل الدورات الانتخابية السابقة بغرض كسب صوته ثم بيعه بارخص الاثمان.

ان اعادة هيبة العراق التي فُقِدَتْ مرهون بالعراقيين انفسهم فاما الاختيار الصحيح لمن يحكمهم ويمثلهم اوالرضا بالفاشلين والفاسدين والسراق واعادة انتخابهم من جديد والعيش الى الابد في ظل الموت والدمار وظنك العيش فالانظمة السياسية برجالها وليس بشكلها او نوعها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك