المقالات

هل كان حل الجيش العراقي قرارا صائبا

1093 14:05:00 2008-01-08

( بقلم : حامد جعفر )

اشترى قريب لي بيتا فخما في شارع فلسطين وفرح به كثيرا لحديقته الغناء ومنطقته الراقية , الا انه اكتشف بعد حين اخطاء كارثية في البناء , وكان ذلك يوجب عليه كل عام ان ينفق كل ما يدخره من مال على اعمال الصيانة والتعمير فقط لتجنب انهيار هذه الدار , حتى غرق في الديون فاضطر اخيرا الى بيع الدار وشراء اخرى في منطقة اقل رقيا بكثير لسد ديونه والاستفادة مما تبقى من ماله لتوسيع البيت الجديد .. قام المالك الجديد بهدم الدار وبنائه على اسس متينة وهندسة صحيحة ومنذ ذلك اليوم صار البيت كالجبل الشامخ لم تهتز جدرانه ولم تتصدع حيطانه حتى من دوي الصواريخ وانفجار المفخخات.

وهذا هو حال الجيش العراقي في عهد صدام فقد كان كبيرا ومزركشا ولكنه لم يكن مبنيا على اسس سليمة فقد بناه كيفما شاء وعبث به عبث الطفل بلعبته فلم ياخذ بعلم المهندسين ولانصح الناصحين فاصبح جيش صدام كالعمارة التي انهارت قبل ايام في الاسكندرية, فقط لمحاولة مالكها القيام ببعض الترميمات. كانت قصة صدام كقصة ذلك الجمل العجوز الذي حملوه ما لا يطيق فاخذت قوائمه ترتعد من وطئء الثقل حتى جاءت ريشة يحملها الهواء وحطت على ظهره وهو يرنو اليها بعينيه الكئيبتين . فما ان حطت على ظهره حتى قصمته وسقط ميتا.

والواقع ان صدام نفسه هو الذي الغى الجيش العراقي الوطني بعد ان جمده واحتقره وجعله كخيال المآتة وانشأ بدلا عنه جيوشا من آكلي لحوم البشر مثل فدائيي صدام وجيش القدس والجيش الشعبي والحرس الخاص وقوات التدخل السريع وقوات الامن والمخابرات , ذلك لان صدام لم يكن يأمن جانب هذا الجيش المنبثق من الشعب والذي تمرد عليه مرارا ولذلك اعدم الالاف من ضباطه ومراتبه من مختلف اطياف الشعب , فكان محمد مظلوم شهيد الانبار وراجي التكريتي شهيد صلاح الدين وبارق حنطة شهيد الجنوب والقائمة تطول وتطول.

واليوم نسمع اصواتا نشازا مثل صوت ملك الارهاب ومخرج افلام صابرين وماشاكلها, حارث الضاري ورفاقه ينادون باعادة الجيش السابق وفي الحقيقة انهم يريدون اعادة اجهزة صدام العسكرية خصوصا املا بالقيام بانقلاب في غفلة من الزمن لسرقة الحكم والاستئثار به واذلال الشعب وسرقته . هذا مايريده الضاري وانصاره من بقايا مجرمي البعث الغادر . ولايعجبهم مايرون من عودة الكثيرين من الجيش الوطني السابق الى الويتهم الحديثة ليقوموا بخدمة شعبهم والدفاع عنه ومطاردة مجرمي الضاري والبعث والقتلة تحت كل نخلة وخلف كل صخرة .هذا هو عبود كنبر الذي صمد امام طائرت التحالف الثلاثيني في معركة الكويت ولم يطع صداما عندما امره بالانسحاب والفرار , يقود اليوم خطة امن بغداد وهذا وزير الدفاع وهو العسكري المهني القديم ينظم وزارته على احدث مايكون من التكنولوجيا الحديثة والتربية العسكرية الصحيحة .. اذن لماذا يبكي الضاري ؟ لقد سقط الحجاب عن وجهه وبان للقاصي والداني غرضه الدنيء ... ومن هنا نقول ان الجيش االعراقي الحقيقي لم يحل بل اعيد تشكيله من جديد .. اما حل جيش صدام فكان قرارا صائبا.

حامد جعفر صوت الحرية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك