المقالات

عام 2008 إعمار وبناء.. وحرب على الفساد


( بقلم : علي حسين علي )

كان العام 2007 عاماً مميزاً بامرين: اولهما: انحسار الارهاب واستتباب الامن في معظم الاراضي العراقية، ومع ان بعض بؤر الارهاب التكفيري والصدامي ما زالت تعمل الا ان التراب سيسد فوهاتها لا محالة، والامر الثاني: هو ان العراق حقق نجاحات سياسية ان في الداخل او في علاقاته الدولية، ففي الداخل، ومع اندحار الارهاب بدأ العراقيون يزدادون توحداً والمصالحة الوطنية تتسع للجميع، وبدا التطرف اياً كان مصدره ينسحب من الواجهة ويتراجع. وفي الخارج استطاع العراق ان يفكك المقاطعة الدبلوماسية الدولية ويعيد علاقاته مع معظم دول العالم.لكن مع كل هذا فالعراقيون ما زالوا يعانون من نقص حاد في الخدمات، وتنعكس عليهم النتائج السلبية للفساد المالي والاداري، وكذلك فان السنوات الاربع الماضية لم تشهد فيها بلادنا اية حملة اعمار جدية، ومع ان بعض كبار المسؤولين يعللون هذا التعطل في مجال الاعمار والبناء بانه يعود الى الارهاب، وتلك ذريعة قد تكون مقبولة في بعض المناطق العراقية حيث كان للارهاب سلطة لتخريب كل بناء واعاقة كل اعمار، الا ان هناك مناطق آمنة وهي كبيرة وواسعة لم تصلها يد الاعمار الحقيقي بل كل ما وصلها هو (الاعمار المزوق)! وهذه المناطق هي الان اشد حاجة الى الالتفات اليها.

تزيد ميزانية الدولة العراقية للسنة الجديدة على (48 مليار دولار) وهو رقم فلكي لم يسبق للعراق ان بلغه في تأريخه الحديث، ومن دواعي التفاؤل ان المسؤولين الحاليين لن يجدوا ذريعة لتأخير عمليات الاعمار والبناء مثل الارهاب ونقص الاموال! فالارهاب قد طرد ولم يبق له اثر الا في مساحة صغيرة وليس بعيداً ان يطرد منها نهائياً.. اما الاموال فهي موجودة ومتوفرة وما على الذي يريد ان يعمل فعلاً الا ان يطلبها.. وعليه، لا ذريعة ولا عذر بعد اليوم للمسؤولين العاجزين والمتلكئين. والمشكلة التي ظلت تتوارثها حكومات ما بعد سقوط الطاغية صدام هي الفساد المالي والاداري، وهي مشكلة معطلة لكل عمل ومعرقلة للاداء الحكومي، فضلاً عن كونها اساءة لتأريخ العراق الحديث ووصمة عار في صفحاته.

فالجميع يتحدث عن الفساد المالي والاداري ويستنكره ابتداءً من الوزير وانتهاءً بعامل الخدمات فمن هو الفاسد اذا كان كل العاملين في الدولة يلعنون الفساد ومن رعاه ومن يمد في عمره؟! فالمطلوب الان، وفي مطلع السنة الجديدة، ان تشن الحكومة حملة شاملة على الفساد وبكافة اصنافه ولا تستثني اياً من الفاسدين.. وكما نجحت في حربها على الارهاب نأمل من الحكومة ان تجتث الفاسدين في دوائر الدولة، وبذلك يمكن ان ينتقل العراق الى مرحلة الاعمار والبناء من دون معوقات او معرقلات. وما يريده المواطن العراقي من حكومته المنتخبة ان تكون صارمة وحاسمة في تعاملها مع الفساد المالي والاداري، كما كانت عليه في حربها على الارهاب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي أحمد نجيب العوادي
2007-12-31
وداعا عام 2007 مرحبا عام 2008 أعمار النفوس وبناء المفاهيم الصحيحة لعراق مزدهر وليكن كلا منا مديرا وموظفا وعاملا وفلاحا وعسكري وشرطي وموظف مصرف ومؤتمن على مال العراق وهو مال الشعب وليكن المال العام هو مالنا الخاص فكيف أن تحافظ على مال عيالك نفس واحد ولاننسى أن الله معنا ومعنا وفوقنا وليكن شعارنا ( أعينوا عراقكم أعانكم الله في السراء والضراء) جمال العراق بجمال أنجازكم للعمل وبأقل التكاليف لا تقطعوا شجرا ولا تحفروا الشوارع ولاتتجاوزا على الممتلكات العامة أن الله يبارك فيكم ويرعاكم والتوفيق لنا ولكم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك