المقالات

العراقيون متفقون على الفدرالية رغم المؤامرات

1289 11:30:00 2007-12-30

( بقلم : عمار العامري )

ونحن نودع عام جديد من أعوام ما بعد الحكم الفردي والقروي العشائري والعسكري الذي حكم العراق بعدما اثبت التاريخ أنها عملية سرق لحقوق الأكثرية التي أعطت أكثر مما كان متوقع من اجل استقلال العراق من السيطرة الأجنبية التي احتلت البلاد بعد ضعف الحكم الإمبراطوري العثماني الأجنبي على العراق والكل يشهد أن الاستقلال لم يأتي ألا أن تحركت المرجعية الدينية في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة لمواجهة المحتل منذ الخطوات الأولى له في ارض العراق ومعركة الشعيبة تثبت بان السيد محمد سعيد الحبوبي والسيد محسن الحكيم وغيرهم هم من قادوا الجموع المقاتلة على سواحل الخليج ثم اتبعتها الاجتماعات والمؤتمرات مكثفة للعلماء وشيوخ العشائر الأصيلة تكللت بإشعال الثورة العراقية كبرى عام 1920 ألا أن هناك وقفة لا يمكن تجاوزها وهي لماذا لم تحقق الثورة العراقية نتائجها المتوخى منها وهي الاستقلال الحقيقي من المحتل وإعلان السيادة الكاملة إذ ابتعدت عن مسارها وتحولت من دفاع عن قضية مصيرية إلى قضية شكلية تنهي بها الثورة الاحتلال الأجنبي.

ولكن جاء الاحتلال بالحكم الفئوي والطائفي والسبب في ذلك يعود إلى خيانة بعض شيوخ العشائر وأكد على إن هناك خيانة عظمى ارتكبها من استلم حقوق ليس له ولم يكن صاحب فضل في ما ناله ليؤسس المحتل دولة عراقية ذات طابع طائفي تحكم الشعب بالحديد والنار بقوة عسكرية كل قادتها وضباطها تخرجوا من تحت يد المحتل وتحولت تلك الدولة إلى طائفية أقلية وعسكرية بوليسية فبعدما كان قادة الشعب الحقيقيين في أيام الثورة ومواجهة المحتل أهم علماء الدين بات علماء الدين منفيين بفضل الحكومات التي لحقت الثورة العراقية الكبرى والتي قادوها من اجل الاستقلال لتتحول ثمرة الثورة إلى نفيهم ثم تأتي الحكومات المتلاحقة لتكمل مسيرة المحتل في أبادت أبناء وأحفاد شيوخ العشائر الذين واجهوا المحتل ولم يذعنوا له طرفة عين فكان نصيبهم القتل والإعدام والاغتيال كل ذلك بجهود الدولة التي أسسوها على أكتافهم وهم لا يعلمون أنها ستتحول إلى دولة طائفية عسكرية تحاول أبادت الشعب المجاهد وتجعل من فئة واحدة ذات أهداف مناطقية وعشائرية هي الجماعة الثائرة والمحررة.

بعد أن تحققت الإرادة مرة أخرى وببركات دماء الشهداء وتضحيات العراقيين الذين لم يخضعوا للحكومات التي سلبت حق العراق في يوم ما يعود اليوم الصراع من جديد في العراق من اجل الهوية العراقية. فقد ضمن الدستور العراقي الحفاظ على الهوية الإسلامية للغالبية العراقية مع ضمان حقوق باقي الشعب والاعتراف بتعدد القوميات والأديان والمذهب وهذه هي حقيقة الشعب العراقي الذي يحاول البعض تغير الطابع العام له رغم ما يتعرض له من قتل ودمار يومي من قبل أحفاد من خان العراق وسرق جهود أبناءه بعد ثورة العراق الكبرى عام 1920.وشعورا بالمسؤولية التي باتت على عواتق الأغلبية العراقية التي اختارت نظام الحكم للدولة وهو النظام الاتحادي الديمقراطي الموحد المستقل هذا الذي لم ينال رضا الأقلية التي لم تقبل إن تعم العدالة والحرية الشعب ليختار ما يناسبه من أنظمة وتحاول أن تدار الأمور بيد جماعات وعصابات دموية تقتل العراقيين على الهوية وتفتك بكل ما هو وطني أصيل في محاولات لسرقة السلطة ومصدر القرار من جديد.

فاختار العراقيون النظام الفدرالي واقروا إقامة الأقاليم وساعين لإقامة إقليم جنوب بغداد أصبح واضح إن تلك الأقلية وما يساندها من أحفاد أولئك الخونة والذين تسببوا في إفشال ثورة العشرين من تحقيق أهدافها هم اليوم من يحاولون الوقوف وبكل ما لديهم من جهد وبدعم من الدول الإقليمية والتي وعلى مرور أربعة سنوات تصدر الإرهاب إلى العراق وتبيح دماء أبناءه بفتاوى التكفير وتحتضن المرتزقة والصداميين والإرهابيين في ديارها وهي نفسها التي لم تسمح للعراقيين الوطنيين أن يفتحو مكاتب لهم في سنوات المعارضة للنظام الفاشستي المقيت لتحتضن اليوم مؤتمرات وتجمعات لا وطنية لعناصر هربوا من العراق لا خوف من الإرهاب ألان الإرهاب لا يقصدهم ولكن هربوا على أن يتآمروا على العراق كما فعل من قبل أسلافهم وجاءوا بالحكم الملكي وسلبوا حق الشعوب آنذاك.

أن المؤتمرات التي تعقد خارج الوطن وتحت عناوين ( الوطنية والعراقية والأصيلة والعروبة والقومية) ما هكذا نواياها ولا هكذا أهدافها لكن الحقيقة تكمن في أنها ضد المشروع العراقي الأصيل والذين لم يتفقوا على ما اتفق عليه العراقيين وما هذه المؤتمرات التي تعقد في هذه الدولة وتلك ألا أنها محاولات للوقوف بوجه المشروع الفدرالي الذي تطالب فيه القوى السياسية الفعالة وهو اتفاق لجميع من هم في العملية السياسية لاعتقادهم الجازم بأفضليته دون غيره من أنظمة الحكم التي قد تفلح في ضمان الوحدة الوطنية العراقية والتي يطبل برفضها المرتزقة والخونة من خلف الحدود في محاولات عقيمة لإرجاع البلاد إلى مراحل ما قبل 9 / 4 / 2003 ولكن بإرادة العراقيين ألصلبه وتكاتفهم ومساندهم للقوى الفاعلة سوف تخيب كل مؤامرات ومحاولات أعداء الشعب العراقي الذي يحاول بناء دولة العراق الاتحادية الموحدة المستقلة ذات النظام البرلماني الديمقراطي المضمون بالدستور الذي يحافظ على الهوية الإسلامية للعراق ويكفل حماية كل القوميات والمذاهب والأديان ملتزم بمواثيق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك