المقالات

الغدير .......... لغة ٌ ثانية


( بقلم : علاء الخطيب )

حين يُجبل الناس على حب العدل والحرية فمعنى ذلك أنهم يعشقون النور والحياة, وحين يستعيدون ذكرى ً ما فمعنى ذلك أن لهذه الذكرى رمزية عظيمة تحتل مساحة ً من وجدانهم ,وحين يخلدون الغدير في تاريخهم فأنهم يجسدون معاني الحب للعدل والعدالة , وليس إحتفائهم بالغدير هو تخليد لرجل نُصب حاكما يوما ما وأحبوه وهم يعلمون أن السلطة الزمنية عند المحتفى به لا تساوي شيئا ً وهو القائل ( إن دنياكم هذه لا تساوي عندي عفطة عنز) كناية ً لتحقيرها , ولكن هؤلاء تواقون للإستقامة والعدل لدى الحاكم الذي ظل حلما يراود الأجيال المتعاقبة , فالإمام علي (ع) رمز من رموز هذا المعنى وقد شهد له الخليفة الثاني حينما سئل عن من يخلفه في الحكم فقال(والله لو وليها ابن ابي طالب لحملكم على المحجة البيضاء ) ولأن الظلم بغيض ولم يرتأوا ويرضوا هؤلاء أن يكونوا شركاء للظالم فقد قال لهم إمامهم الذي عشقوا فيه العدل ( أن العامل بالظلم والمعين عليه والراضي به شركاء) وعندما يحتفل العلويون بالغدير يستلهمون القيم الحقة التي جاء بها الإسلام رافضين بهذا الاحتفال كل المظاهر الشكلية مستلهمين درسا ً من دروس معلمهم حين يقول لهم ( ليس الشأن أن تصلي وتصوم وتتصدق , الشأن أن تكون الصلاة بقلب ٍ نقي وعمل ٍ عند الله مرضي وخشوع ٍ سوي , وأنظر فيما تصلي وعلى ما تصلي ) ولهذا المعلم وقفات مع تلاميذه وهو يغذي أرواحهم ويعلمهم كيف يثوروا على الواقع الفاسد حين يقول لهم ( ما من نعمة ٍ موفورة إلا وبجانبها حق ٌ مضييع وما حرم فقير إلا بما متع به غني) ويثور ويتمرد هو بنفسه على ذلك الواقع حينما يرى أن أُس التخلف هو الجهل فيحث تلاميذه على العلم وإعمال العقل فيقول وحينما يحتفل التلاميذ بذكرى أستاذهم فأنما يحتفلون بالمنهج العقلي الذي ورثوه منه بقوله ( لا غنى كالعقل ولا فقر أشد من الجهل) ثم يعيد لهم الثقة في أنفسم بممارسة المفردات التي تعلموها فينبههم أن الانسان مخبوء تحت طي لسانه ويقول ( قيمة كل إمرئ ما يحسن) ويهيم هؤلاء الطلاب بمعلمهم ويجلجل في قلوبهم الحب كما جلل في قلب ذلك المسيحي ريثما وقعت عيناه على عهد الامام الى مال الأشتر وهو يوليه مصر ويوصيه بشعبها ( يامالك الناس صنفان إما أخو لك في الدين أو نظير لك في الخلق) وراح ينشد شعرا ُ فيه. جلجل الحــب في المسيحـي حتى عد من فرط حبه علويا لا تقل شيعة هـــــواة علي إن في كل منصف ٍ شيعيا

ففي الغدير نستذكر الامام الانسان والثائر والحاكم العادل ونستلهم المعاني العظيمة التي تركها لنا والتي تغنت بها الشعوب المقهورة والقاهرة على حدٍ سواء وما من قارئ لسيرة علي إلا وكانت له معه وقفة ففي كل نواحي النفوس الإنسانية ملتقى بسيرة الإمام علي (ع) لأن هذه السيرة تخاطب الأنسان حيثما كان وفي سيرته تحلق العاطفة وتجمح الروح الى حيث الافق البعيد وتظل سابحة في عالم سرمدي مشوب الجمال والحب ويلتقي العقل بتلك الروح ليسكن اليها متصفحا نهج البلاغة والحكم والكلمات التي تشبعها والحديث لاينتهي حين يفتح وتمتلء النفس شهوة ً للذكرى وللحديث ولكن تبقى الكلمات حائرة في حضرة من أبدعها وركبها فيأحسن صورها ذلك هو سيد المتقين وبليغ الخطباء أمير المؤمنيين على بن ابي طالب.

علاء الخطيب/

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مزاحم الحجاج
2007-12-29
بسمه تعالى سماحه السيد علاء الخطيب حج مبرور وسعي مشكور ذهب العناء والسفر وبقي الاجر والثواب .. نعم في مثل هذا اليوم من كل عام نستذكر الامام امير المؤمنين (ع) صوت العداله الانسانيه الذي امر الله سبحانه وتعالى باطاعته والانقياد الى اوامره قبل ان يامر باداء تكليف الصلاه حيث اجتمع الرسول باهل بيته واقربائه ومحبيه وامرهم باطاعه امير المؤمنين وفي حجه الوداع وقبل ان يودعنا رسول الله (ص) امره الله ان يكمل الدين ويتم النعمه بتوليه الامام علي وليا للمؤمنين . فهنيئا لكم يا اتباع امير المؤمنين بهذا العيد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك