المقالات

كلام واضح وتسويف فاضح

3127 2018-05-07

في اللحظات الحرجة, وعندما تتأزم الاوضاع وتحتار العقول، وتشخص الابصار نحو ذلك المنبر الخشبي، تنطلق منه تلك الكلمات التي تذهب الحيرة وتجلي الغبرة، وتضع النقاط على الحروف، وترسم المسار الذي تسير عليه الجماهير نحو رسم مستقبلها، وممارسة دورها في عملية البناء الديمقراطي في العراق. 

إسبوع مر قبل الخطبة وبعض الجماهير تنتظر يوم الجمعة، وأملها أن تأتي الخطبة على هواها، وتسمع كلمات ترتاح لها لتباري بها غيرها، وتدعي أن ما قيل ينطبق عليها، وأن الكتلة أو المرشح الذي يعود لها هو الأحق بالانتخاب دونا عن غيره، فكان الترقب والانتظار رفيق الكتل السياسية، والخوف والوجل جعل المرشحين في أرق وأفقدهم النوم، والقلوب بلغت الحناجر حين حان الوقت لإلقاء الخطبة. 

جاءت الخطبة عميقة في بيانها سهلة في كلماتها شاملة في معانيها، راعت مصلحة الوطن وشعبه ورسمت معالم الديمقراطية الحقيقية، التي بجب ان تسير عليها الكيانات السياسية والجماهير التي ستختار مرشحيها، وقفت من الجميع على مسافة واحدة الا مصلحة الوطن وهموم الناس التي كانت هي الأقرب، ضربت الفاسدين والفاشلين في الصميم، وكذبت المدعين والمتقولين وقصمت ظهر المدعومين من الخارج, وأراحت قلوب الوطنيين والناجحين دون أن يكون هناك تصريح أو تلميح. 

أسقطت خطبة الجمعة في كربلاء المقدسة أقنعة كثيرة مزيفة، كانت السبب في هدر المال العام والفساد المستشري وضياع ثلث البلاد في الفترة الماضية، وأدانت الفاشلين والفاسدين الذين تسنموا المناصب العليا في الدولة، دون أن يراعوا مصلحة الوطن وشعبه، وأكدت أن من يدعون الاصلاح هم كاذبين مزيفين، لاهم لهم سوى مصالحهم الحزبية، ثم أدانت المدعومين والممولين من الخارج الذين يجب ان تتم محاسبتهم، ثم تركت الخيار للشعب العراقي في أن يختار ممثليه، من الذين تم تجريبهم وأتبتوا كفاءتهم ونزاهتهم أو من المرشحين الجدد، فالانتخاب حق للمواطن العراقي وهو حر في خياراته. 

ما إن إنتهت الخطبة حتى سارع المخادعون والفاشلون، الذين حذرت المرجعية منهم التي محاولة تسويف بيانها وتأويله وقطع فقراته مع ما يناسبهم، ونصب شباكهم لإيقاع الجماهير في حبائلهم، في تسويف واضح للخطبة والبيان الصادر من المرجع الأعلى، ولكن عقولهم وقفت عاجزة عن إيجاد الأعذار وخلق التبريرات التي تمكنهم من ذلك، ولم يكن أمامهم الا الصمت والسكوت، فأغلبهم ناله نصيب من التنكيل والتأنيب، وفاز من كان مجدا مجتهدا في عمله لا تعتريه شبهة فساد، لم يستغل إسم المرجعية في دعايته الإنتخابية، ولم يستعن بدعم من الخارج. 

الكرة الآن في ملعب الجماهير العراقية، التي يجب أن تحدد خياراتها وفق خطبة الجمعة، التي رسمت معالم العملية السياسية في العراق، وكيف يجب أن يكون الإختيار وفق برنامج انتخابي قابل للتحقيق وليس وعود زائفة، وشخصيات معروفة بنجاحها ونزاهتها، وفي ذلك فليتسابق المتسابقون. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك