بقلم : سامي جواد كاظم
عندما سُال رامسفلد وزير الدفاع الامريكي السابق والقوات الامريكية في عهدته عن سبب الاختراق الموجود لاجهزة الدولة العراقية الامنية ( شرطة وجيش ) اجاب ان الدول المستقرة تحتاج على اقل تقدير عام كامل لتزكية الشخص الراغب بالانضمام الى سلك الاجهزة الامنية ومن ثم تمنح الموافقة ، وان عملية الالتحاق بالداخلية والدفاع العراقية عملية خاطئة كلها خلل والغاية منها احتواء البطالة اكثر من خلق اجهزة مدربة قوية للدفاع عن بلدهم .
ونحن نعيش هذه الظروف كم من الوقت نحتاجه حتى نزكي من يريد الالتحاق او التطوع بالشرطة او الجيش ؟! اعتقد لا مقارنة ولا يمكن تحديد زمن معين لجلب التزكية .
وفي لقاء للجزيرة سابق مع المستشار العسكري لجلال الطالباني في حينها وفيق السامرائي سال عن سبب الاختراق والاخطاء في الاجهزة الامنية العراقية اجاب ( هنالك قادة تم الحاقهم في هذه الاجهزة الامنية وهي من المشبوهة ولا يتحمل وزرها لا الحكومة الحالية برئاسة المالكي ولا السابقة برئاسة الجعفري بل القبلها ) ومن هذا عرف القصد .
وبعد اربعة سنوات كانت لباقر الزبيدي وزيرالداخلية السابق ومن معه من القادة الاشراف السنة قبل الشيعة في تنظيف وتطهير اجهزتهم الامنية وكشف الوجوه المتسترة بالزي العسكري ، ومن بعدهم توالت الضربات من قبل الاجهزة الامنية العراقية وعلى جهتين جهة الجواسيس داخليا والارهابيين خارجيا ، وبدات خطة فرض القانون وبين المد والجزر ومع صحوة ابناء العراق الغيارى تم احتواء الارهاب في اغلب مناطق العراق واخص بالذكر بغداد الحبيبة .
الارهابيون من الجنسية العراقية الذين كانوا مطية للعمليات الارهابية التي يطلبونها منهم القادمين من الخارج اصبحوا تحت السماء من غير غطاء بعد ما لاذ بالفرار اسيادهم الارهابيون القادمون من الخارج بعد تضييق الخناق عليهم من قبل رجال الداخلية والدفاع ، فتحدد مصير هؤلاء الخونة العراقيين بثلاث احتمالات لا غير ، اما الهروب خارج العراق وما يحتاج من عوامل اخرى مساعدة لتامين الهروب قد لا تتوفر لديهم او يتم االقاء القبض عليهم من قبل السلطات العراقية او اخطر الاحتمالات الانضمام الى مجالس الصحوة المشكلة حديثا مع غطاء سياسي من قبل الساسة الارهابيين العاملين في الحكومة العراقية .
هذا ما يحصل الان بعدما توجست خيرا العوائل الساكنة في مناطق ساخنة من ان الصحوة ستضمن لهم عودتهم ولكن خاب ظنهم عندما راوا ان القتل بدا منهم ، هذه مشكلة وهنالك مشكلة من الجانب الاخر هو ما تطالب به القوات الامريكية ومن سار في ركبها من الحاق هذه العناصر الى سلك الاجهزة الامنية بعد ان طوعت اكثر من 70 الف مسلح مع صرف مبالغ طائلة من ملايين الدولارات والاسلحة لهم ،والعجيب ان هذه العناصر احتاجت اربع سنوات من التفجير والقتل والدمار الذي تعرض له الشعب العراقي المسكين والبطل لكي (تهتز شواربهم ) على ماجرى في العراق .
كيف تكون هذه الالية في عملية انضمامهم الى الاجهزة الامنية وما هي الرتبة الممنوحة لهم وعلاقتهم مع من تكون واذا كما يدعي الهاشمي ان الامن سيخدش اذا ما رفض انضمامهم الى الدولة الا يعني هذا انهم هم من يخدشون الامن الحاصل اما لانهم اصلا يمارسون الاجرام او ان لا رادع لهم اذا ارادوا ان يقترفوا الجريمة .هنا لانريد ان نبخس الاقلية ممن حقا صحوا على ما يجري من عبث واجرام بحق اهلهم وارضهم ولكن الاكثرية هم ممن لا ثقة فيهم .
واختم مقالي بهذا الجواب للسيد نائب رئيس الجمهورية الموقر لسؤال وجه له من احدى الصحف الامريكية وهذا نص السؤال والجواب في لقاء أجرته صحيفة نيوزويك الأمريكية مع نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي طرحت فيه عدة أسئلة وفي مختلف المحاور وقد أجاب الهاشمي عن سؤال وجهته له الصحيفة مفاده: كيف تنظرون إلى هذه المرحلة من الهدوء النسبي، وما دور المقاتلين السنة الذين يدفع لهم الأمريكيون للمساعدة على حفظ السلام؟
الهاشمي: لا نريد أن نعطي انطباعا بأننا نحاول عمدا تضليل الحكومة أو شركائنا في العملية السياسية [بينما] نحاول وراء الكواليس تشجيع نوع من المليشيات السرية أو العمل على إنشائها، لذلك نحن مهتمون جدا برؤية أولئك الشبان يتحولون إلى جزء من الشرطة، وجزء من الجيش العراقي 0يقصد دمج عناصر الصحوات السنية فيهما). التعقيب للقراء
https://telegram.me/buratha