المقالات

الحوار والمصالحة مع مَن؟


نعتقد أن فكرة الحوار والمصالحة مع هؤلاء أصبحت مرفوضة من قبل الشعب العراقي كله ومن ضمنهم الأطراف السياسية كلها، ان لم تكن هذه القضية مرفوضة بالأساس، لاسيما بعد الجرائم البشعة التي اقترفتها هذه الفئة الضالة، ............ ( بقلم: طارق الحارس )

هدد وتوعد تنظيم القاعدة بالعراق في بيان صدر عنه بعد مقتل قائده الزرقاوي أبناء السنة الذين يشاركون بالحكومة العراقية والبرلمان العراقي وكان هذا التنظيم، قبل مقتل الزرقاوي، قد هدد جميع أبناء السنة الذين شاركوا في الانتخابات البرلمانية، بل أنه قام بعمليات اجرامية ضد العديد من رؤوساء العشائر السنية وأئمة الجوامع والمتطوعين من شبابهم بالشرطة والجيش. لقد بات واضحا أن أغلب أبناء أهل السنة قد نبذوا هؤلاء المرتزقة، لاسيما بعد أن فهموا أهدافهم العدوانية والتكفيرية ضد العراق والعراقيين، لذا قرروا المشاركة في بناء العراق الجديد من خلال المشاركة بالانتخابات الثانية ومن ثم المشاركة الحقيقية بالحكومة الوطنية.هذا الأمر يؤكد على أن الأغلبية من أبناء الشعب العراقي أصبحت تسير في اتجاه واحد هدفه بناء العراق، إذ أنها تتحاور فيه ويحصل أن تتفق هذه الأطراف أو تختلف، لكن في الحالتين تأتي النتيجة واحدة وهي خدمة العراق مادام الأمر لا يتعدى لغة الحوار الذي لا تستعمل فيه الاسلحة العسكرية التي تسبب اراقة دماء العراقيين، أما الاتجاه الآخر فلم يتبق فيه الا فلول النظام السابق ومرتزقته الذين قدموا من خارج الحدود وهؤلاء قرروا مواصلة نهجهم التخريبي للعراق من خلال تدمير ما تبقى من بنيته التحتية، فضلا عن قتل العراقيين الأبرياء في الشوارع والمطاعم والأسواق والمساجد والكنائس، تلك الأمكنة التي اتخذوها بديلا للزنازين والمعتقلات في عهد نظامهم البائد. السؤال الذي بودنا أن نطرحه هو : هل يمكن محاورة ومصالحة هؤلاء؟ نعتقد أن هذا ما تريده الجامعة العربية من العراقيين الآن من خلال مواصلة طرح فكرة عقد مؤتمر آخر ( للمصالحة والحوار بين العراقيين ) بعد المؤتمر الفاشل الذي عقدته بالقاهرة العام الماضي. لقد تأجل انعقاد هذا المؤتمر مرات عدة، إذ كان من المفروض أن يعقد في بغداد بعد الانتخابات الثانية، لكن يبدو أن المفاجأة المدوية التي حصلت في الانتخابات والمتمثلة بالمشاركة الفعالة لأبناء السنة قد أجلت انعقاده ويبدو أن الرهان على انعقاده بعد التأجيل كان مبنيا على نتائج الانتخابات التي فاز بها الائتلاف الشيعي وتشكيلة الحكومة الجديدة، إذ كان يعتقد أن الائتلاف الشيعي سينفرد بالسلطة هو والتحالف الكردستاني، لكن حكمة الأطراف السياسية بالعراق نجحت بالوصول الى تشكيل حكومة وطنية بمشاركة الجميع وهذا الأمر ساهم في تأجيل انعقاد المؤتمر بالوقت الذي تم تحديده بعد التأجيل الأول. أما سبب التأجيل الأخير فيبدو أنه حصل بسبب تولد قناعة عند أغلب الأطراف التي شاركت في المؤتمر الأول الذي عقد بالقاهرة، لاسيما منها الأطراف التي غابت عن التمثيل الحكومي والبرلماني في الحكومة الأولى والبرلمان الأول، الى عدم جدوى عقده بعد أن دخولها بفعالية واضحة بالعملية السياسية تحت قبة البرلمان والحكومة والهيئة الرئاسية.على هذا الأساس وجدنا أنه من الضروري جدا أن يوجه السؤال التالي للجامعة العربية : ماهي الجدوى من عقد هذا المؤتمر ومع مَن الحوار والمصالحة.. هل يعقد هذا المؤتمر مع القتلة ومع من يساندهم ؟ نعتقد أن فكرة الحوار والمصالحة مع هؤلاء أصبحت مرفوضة من قبل الشعب العراقي كله ومن ضمنهم الأطراف السياسية كلها، ان لم تكن هذه القضية مرفوضة بالأساس، لاسيما بعد الجرائم البشعة التي اقترفتها هذه الفئة الضالة، تلك الجرائم التي هدفها الأول والأخير أبناء الشعب العراقي تحديدا فأغلب عملياتهم لا تستهدف القوات الأجنبية مثلما يدعون مع أننا نعتقد أن استهداف هذه القوات لايدخل في نطاق المقاومة كما يطلقون على بعض أطرافهم، إذ أن هذه القوات متواجدة على أرض العراق وفق قرار صادر من مجلس الأمن تم بموجب طلب من الحكومة العراقية المنتخبة من قبل الشعب وأن استهدافهم لها يعني تمردا يحاسب عليه القانون العراقي وليست مقاومة.نعتقد أن الجامعة العربية تحاول أن تجد لها طريقا بالعراق تعوض به غياب دورها الذي كان من المفروض أن تلعبه من أجل العراق والشعب العراقي بعد سقوط النظام البائد، لاسيما بعد أن لعبت العديد من الدول والمنظمات الأجنبية دورا مؤثرا صب في مصلحة العراق وشعبه، لكننا نعتقد أنها أخطأت الطريق، إذ أن اصرارها على عقد هذا المؤتمر سيزيد الفجوة بينها وبين الشعب العراقي، إذ أن هذا الشعب يجد أن لا ضرورة ملحة لعقد مثل هذا المؤتمر، لاسيما بعد أن تألفت الحكومة من جميع مكونات الشعب العراقي وأن الحوار والمصالحة لا تتم مع القتلة والمجرمين من ذيول النظام الساقط وفلول القاعدة الذين قدموا من خارج العراق. طارق الحارس

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك